X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      25/04/2024 |    (توقيت القدس)

دمشقية فرت الى لبنان: لن انسى اغتصاب النساء وتعذيبهن في سجون الاسد

من : قسماوي نت
نشر : 11/02/2013 - 20:36

نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية مقالا لمراسلها مارتن فليتشر تناول فيه حكاية فتاة سورية ظلت معتقلة في دمشق لـ48 يوما وكانت لا تزال تدرس الحقوق، وقالت بعد خروجها من الاعتقال ان العنف الذي شاهدته اثناء اعتقالها لم يقتصر على الذكور، اذ لم تنج الفتيات من الاغتصاب والتعذيب والضرب. وفيما يلي نص المقال:

"مر شهر منذ اطلاق سراح ختام بنيان من المعتقل في دمشق. وقد هربت منذ ذلك الحين من وطنها سوريا، لكنها لم تتمكن من التخلص من الكوابيس التي ظلت تلاحقها. فطالبة الحقوق البالغة من العمر عشرين عاما، وهي ابنة والديها الموسرين السنيين، لا تزال تعاني من الأرق المزمن وهي تستعيد الاحداث المروعة التي شهدتها خلال اقامتها لـ48 يوما في السجن- من اعمال اغتصاب وتعذيب وضرب واساءة لزميلاتها في الزنزانة.

قالت: "كيف يمكنني ان انسى قط هؤلاء الاشخاص وان اواصل حياتي الطبيعية بينما لا يزال بعضهن في تلك الزنازين المظلمة؟ ان وجوههن وآلامهن وصرخاتهن تلاحقني.

"يقول لي الجميع سوف تنسين وتتأقلمين. ولكنني لن انسى ما شاهدت".

كشفت لها اول مواجهة مع نظام الاسد ان العنف العقابي لا يقتصر على الرجال. اذ ان مصاعبها بدأت بعد المشاركة في مظاهرة في وسط دمشق في 22 تشرين الثاني (نوفمبر).

فبعد خروجها من مسكنها اشار احد اصحاب الدكاكين عليها لقوات الامن. تعرضت للضرب والاساءة بكلام فاحش ونقلت الى مقر المخابرات. خضعت للتحقيقات لمدة 12 ساعة حتى السادسة صباحا، مع فترات استراحة قصيرة قضتها وحيدة في غرفة تشتم منه رائحة الدم، وهُددت مرارا باستخدام العنف ضدها وبالاغتصاب.

بدأت متاعبها في ذلك الوقت. فقد حشرت في الطابق الارضي حيث لا توجد نوافذ طوال الاسابيع السبعة التالية مع حوالي عشر من النساء تتراوح اعمارهن ما بين 20 و 50 سنة.
كان المكان ضيقا وكان عليهن افتراش الارض والنوم في خطوط. وحصلت كل منهن على بطانيتين، ووجبتي طعام في اليوم لا تكادان ان تكونا صالحتين للبشر. ومن خلال البوابة الحديدية، كن يسمعن الرجال وهم يتعرضون للتعذيب، وفي بعض الاحيان تُصدم الرؤوس بها. وكان على النساء ان يتخطين كميات من الدماء اثناء التوجه الى المرحاض.
وفي الساعة الثانية صباحا في احد الايام جاء كل الحرس من الذكور لاخذ امرأة متزوجة تبلغ من العمر 25 عاما. وقد اعيدت بعد ساعتين وهي تجهش بالبكاء وثيابها ممزقة. فقد تعرضت للاغتصاب في محاولة لاجبارها على الكشف عن اسماء قادة المعارضة. كما انها تعرضت للاغتصاب مرة اخرى بعد اسبوعين.
قالت بنيان "اصبحت مدمرة. فقدت الاهتمام باي شيء. لم تعد تتناول الطعام.. بل انها كرهت ذاتها. واصبنا جميعا بالرهبة. وفي ظننا ان ما حدث لها قد يتكرر مع أي منا".
كانت هناك فتاة اخرى معتقلة، هي منى الوادي (26) القي القبض عليها لاعتنائها باحد المصابين من المحتجين. انتزعت من الزنزانة في الثامنة مساء احد الايام وعادت وهي تصرخ وقد اصيبت بهستيريا. قالوا لها ان تعد نفسها للاعدام في اليوم التالي إما شنقا او بالرصاص.
قالت بنيان "لم تنم اي واحدة منا تلك الليلة. كنا ننتظر شيئا والرعب في قلوبنا. وبعد يومين نقلت الوادي الى مصير مجهول، وتركت زميلاتها في الزنزانة يضربن اخماسا في اسداس".
اما ولاء الكايل (20) فقد سحبت من الزنزانة اربع مرات، وفي كل مرة تعود وهي تشكو من جراح عميقة على ظهرها وذراعيها اذ تعرضت للضرب بقضيب.
كانت تتأوه من شدة الالم، وقالت بنيان "لم يكن لدينا اي علاج طبي، ولم نستطع ان نساعدها بأي شكل الا باعطائها مناشف صغيرة لتنظيف الجراح".
اما الهام (20) فكانت تعاني من الصرع، لكن الحرس لم يفعلوا اي شيء الا السخرية منها واتهامها بانها تمثل. وثناء سلمان (45) كانت تعاني من مرض في القلب. وقد انهارت مرتين وتوقفت عن التنفس. واخذت تبكي بشكل لا ارادي لانها كانت تعتقد انها ستموت في الزنزانة ولن ترى ابناءها الخمسة مرة اخرى.
قالت بنيان: "كنا كلنا في حالة يرثى لها. كنا مرهقات ولم يمض يوم لا تفقد فيه احدى النساء السيطرة على نفسها، وفي بعض الاحيان كنا جميعا نجهش بالبكاء".
الشيء الوحيد الطيب الذي كان الحرس يفعلونه احيانا هو فتح الباب لتوفير هواء منعش.
اطلق سراح بنيان في 9 كانون الثاني (يناير) بفضل صفقة أطلق فيها النظام سراح 2100 سجين مقابل اطلاق الجيش السوري الحر سراح 48 من الايرانيين المحتجزين لديه.
قيل لها ان زميلاتها في الزنزانة سيطلق سراحهن ايضا، لكن ذلك لم يحدث. وفي ظنها انها اختيرت لانها اعتبرت الاقل خطرا على النظام.
بعد خمسة ايام عبرت الحدود الى لبنان، وهي ترتعد خوفا من ان يوقفها موظفو الحدود السوريون ويعيدوها الى المعتقل. ولا تستطيع ان "تعفو وتنسى" ما قاست منه.
كما انها لا تزال تغلي غضبا لانها اجبرت على مغادرة وطنها، وتقول: "ما الذي فعلته لاستحق هذا من بلادي نفسها؟". لكنها ليست نادمة على مشاركتها في تلك المظاهرة ضد نظام وحشي.
وتصر قائلة "انه واجبي".

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل