X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      28/03/2024 |    (توقيت القدس)

مشعل رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية؟ - كتب احمد جميل عزم:

من : قسماوي نت
نشر : 13/02/2013 - 13:24

 

تتواتر تكهنات وتحليلات وأنباء غير واضحة المصدر، عن مساعي الرئيس الحالي للمكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، للوصول إلى رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية. وما يعزز هذه التكهنات أن مشعل يعلّق على الأنباء بدون أن ينفيها، ما يعني تأكيدا ضمنيا على هذه المساعي. ويزيد الرافضون لهذه الفكرة من دراميّتها بالإشارة إلى دعم دول عربية، ومنها قطر، هذا التوجه.

في الوقت ذاته، لا يبدو الأمر جديّا قبل حسم أمور كثيرة داخل منظمة التحرير وداخل "حماس".والطبيعي والمنطقي أن يسعى مشعل، أو بكلمات أدق حركة "حماس"، إلى رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية. و"السعي" ليس حقاً لأي فلسطيني وحسب، بل وبديهي، وربما واجب في حالة الفصائل الكبيرة مثل "حماس".في الحديث عن دعم قَطَري أو عربي لمشعل أبعاد متعددة، كما أنّ جزءا من القضية شأن حمساوي داخلي يتعلق بحسم القيادة داخلها.

فربما تكون هناك مصداقية لدعم عربي لمشعل، خصوصا في التنافس داخل حركة "حماس". وقد تكون النصائح والملاحظات وردود الأفعال في مصر، وربما الدوحة، هي التي جعلت قيادات في "حماس" من مثل اسماعيل هنية تتراجع عن نية الترشح لرئاسة "حماس"، مع تفضيل نسبي واضح لمشعل. ولكن هذا لا يعني أنّ مسألة قيادة "حماس" حُسمت؛ إذ من الواضح أنّ موسى أبو مرزوق ما يزال مرشّحاً منافساً لمشعل.

وليس هناك ما يعيب مثل هذا التنافس ما دام لا يستنزف الجهود التي يجدر توجيهها نحو المقاومة.تحقق رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية لخالد مشعل حسما للتنافس الداخلي في حركة "حماس"؛ لا بشأن موقع رئاسة المكتب السياسي، بل على صعيد موازين القوى، بحيث لا يعود هناك تساؤل حول صلاحياته وموقعه. كما تنتهي التحفظات التي تطرحها قيادات أخرى في الحركة على بعض مواقف وصلاحيات مشعل، سواء إزاء المصالحة أو التسوية السياسية والمفاوضات، لأنّها ستُتخذ عندئذ من خلال منظمة التحرير الفلسطينية.

يحتاج ترشيح مشعل، بداية، إلى عملية ديمقراطية داخل منظمة التحرير الفلسطينية، ولعل اجتماعات المصالحة تخدم هذا الأمر. ولكن، وعلى فرض أنّ عملية إعادة البناء ستنجح، فما يزال الأمر بحاجة إلى وقت. كذلك، يحتاج ترشيح مشعل إلى قرار من داخل حركة "حماس"، وهذا يحتاج إلى حسم الانتخابات الداخلية في الحركة، والتي تأخر حسمها عن موعدها المقرر كثيرا، ما يؤكد حالة عدم التوافق داخل "حماس". وهنا يبرز سيناريو يصبح فيه لحماس رئيس مكتب سياسي، فيما يصبح لها مرشح آخر لرئاسة منظمة التحرير الفلسطينية، وربما مرشح ثالث لرئاسة السلطة الفلسطينية، وسيقود هذا إلى نوع من التوزيع غير الإيجابي للسلطة بين متنافسين.

إذا كانت مسألة دعم أنظمة عربية لمشعل أمرا ممكنا، فتحالف قطر والإخوان المسلمين مثلا، واضح في ساحات عدة، مثل تونس ومصر وسورية، وكذلك في حالة فلسطين، وربما يكون الدعم القطري السياسي مطلوبا لتقليل الرفض الأميركي لخطوة مثل هذه. ولكن هذا يعني تسويات وتطمينات ربما تصبّ زيارة مشعل الأخيرة للأردن فيها.تخشى قيادات داخل "فتح" من إعادة البناء الديمقراطي لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ إذ قد تشمل مدخلا لتولي "حماس" القيادة. ولا شك في أن سيناريو لقيادة فلسطينية إخوانية، إلى جانب نظام مصري إخواني، وسورية التي للإخوان قوة كبيرة فيها، سيناريو قائم ويغير معادلات المنطقة.

تبدو فكرة الانتخابات لحركة تحرر وطني وفي ظل ثورة أمرا غير مستساغ بالنسبة لقوى كثيرة، ولكن لا يبدو أن هناك بديلا عن التناحر وتشتت الصفوف، وإن كان الانشغال في أمور القيادة هو على حساب الجهود المكرّسة للمقاومة.الديمقراطي والمنطقي أن تجرى عملية إعادة بناء شفّافة لمنظمة التحرير الفلسطينية، تتضمن إشراك أكبر قدر ممكن من الشعب والقوى في تحديد معالمها، وأن يكون الباب مفتوحا لحماس وغيرها للتنافس الشفاف، ولطرح كل الملفات أمام من سينتخب، بدءا من البرامج السياسية والنضالية والتصورات المختلفة، وصولا إلى الاتهامات المتعاكسة بشأن قضايا كثيرة، بدءا من التنسيق الأمني مع الاحتلال، إلى العلاقات الدولية والإقليمية والتدخلات العربية والعالمية. ومن ثم، يمكن للشارع أن يقرر، مع التسليم بانتهاء زمن القيادات التاريخية الأبدية، والتأكيد على تداول القيادة.

 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل