X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      20/04/2024 |    (توقيت القدس)

شيطنة المقاومة الفلسطينية في مصر لمصلحة من؟

من : قسماوي نت
نشر : 20/03/2013 - 16:43

تشن بعض وسائل الإعلام المصرية المكتوبة والفضائية حملة إعلامية مركزة لتسويد صورة المقاومة الفلسطينية عن طريق اتهام قيادات في كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة ـ حماس ـ باستهداف الجنود المصريين في عملية رفح الإجرامية العام الماضي والذي قتل فيه 16 جنديا مصريا.

وإن كنا اعتدنا بعض الرشقات الإعلامية بين الفينة والأخرى خاصة من جانب الإعلام ‘الامريكاني’، إلا أن حجم الحملة ونوعية التهم اتخذت هذه المرة نسقا غير مسبوق، يؤشر إلى أن أياد فاعلة محليا ودوليا تقف وراءها.
ولا يجادل منصف في الالتحام الروحي العميق ولا في الروح القومية الأصيلة للشعب المصري تجاه فلسطين والفلسطينيين، والتي تجسدت عيانا في مختلف مراحل الصراع مع العدو الصهيوني منذ ثورة 1936 مرورا بعدوان 1956 و حرب 1967 وانتصار أكتوبر 1973 وصولا إلى الأحداث المفصلية التي عرفتها القضية الفلسطينية إبان انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى والعدوان البربري المتتالي على غزة.
ولم تزد اتفاقية كامب ديفيد المصريين إلا ارتباطا بقضيتهم القومية الأولى، فكانت المقاطعة الساحقة لكل ما هو صهيوني رغم المغريات التي لم يسقط في حمأتها إلا بعض الإعلاميين الموتورين والقليل من الفنانين المغمورين، وقد نشرت بعض وسائل الإعلام الصهيونية قائمة لبعض هؤلاء ممن يخضعون برعاية وترويج الاستخبارات الصهيونية، لأطروحاتهم المتماهية مع الأطروحات الصهيونية إن لم تكن الأخيرة مصدرها الرئيس، ولم يكن من قبيل المفاجأة أن يقود الحملة الشرسة الجديدة على المقاومة الفلسطينية بعض من بقي حيا من تلك الأسماء، أضيف لهم تلامذة جدد تدربوا على المهمات القذرة في عهد النظام السابق.
والواضح أن هذه الأكاذيب المتهافتة ترمي لتحقيق عديد الأهداف لعل أهمها:
ـ أولها استغلال تلك الأكاذيب في الصراع السياسي الداخلي في مصر والاستقطاب الحاد بين القوى العلمانية وجماعة الإخوان الحليف التاريخي والإيديولوجي لحركة المقاومة الإسلامية بفلسطين، عبر تسويد صورة الأخوان شعبيا واتهامهم بالتواطؤ ضد الجيش المصري، والإضرار بالمصالح الوطنية عبر تحالفات إقليمية….الخ.
ـ الإضرار بمسيرة رفع الحصار التدريجي عن غزة والتي عرفت ديناميكية جديدة بعد اسقاط النظام المصري السابق، بل والدعوة لغلق شريان حياة أبناء غزة المتمثل في الأنفاق التجارية وأنفاق التسليح التي تحظى بمراقبة السلطة المتمكنة في غزة بقيادة حركة المقاومة الإسلامية.
ـ النيل من الاصطفاف الشعبي المصري الواسع خلف خيار المقاومة في مواجهة الهيمنة الاستعمارية الصهيونوـ أمريكية، والحد من الفعاليات الشعبية الداعية لإلغاء اتفاقية كامب ديفد وقطع العلاقات الدبلوماسية مع العدو الصهيوني، والتي وصلت إلى مهاجمة السفارة الصهيونية بالقاهرة وإنزال العلم من فوقها.
والغريب أنه حتى حبك قصص تورط المقاومة في الشأن الداخلي المصري والاعتداء على المفارز الأمنية والعسكرية في سيناء جاء ضعيفا بل ومتهافتا، فحماس وجناحها العسكري كتائب القسام جعلت منذ تأسيسها مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كعقيدة ثابتة، كما حصرت العمل العسكري في الداخل الفلسطيني، حتى عبر الجبهة اللبنانية التي كانت شبه مفتوحة للمقاومة، فكيف بها تقوم بما يعاكس ذلك الثابت وينافي تلك العقيدة ، وأين؟ عبر الجبهة المصرية التي هي عمق استراتيجي في الإسناد والتمويل للمقاومة.
كما أن عملية الاعتداء على المفرزة العسكرية برفح تظهر بوضوح سذاجة مرتكبيها وبدائية تخطيطهم، فمهاجمة المفرزة المصرية والاستيلاء على الناقلة المدرعة للتوجه بها إلى مركز المراقبة الإسرائيلي في أرض مكشوفة وأمام نظر وسمع الجنود الصهاينة الذين استطاعوا بسهولة تدمير القوة المهاجمة قبل أن تخطو أمتارا معدودات في اتجاههم، تخطيط كهذا تحجم عنه حتى التنظيمات العسكرية المبتدئة فكيف بكتائب عز الدين القسام ذات التجربة العسكرية الطويلة والتي اعترف لها الخبراء العسكريون الصهاينة بالعبقرية والتفرد.
ولنعرف من وراء الجوقة الإعلامية، علينا ان نسأل من المستفيد الأول من تسويد صورة المقاومة الفلسطينية الثابتة التي لم تزحزحها عن مواقفها الحروب المدمرة ولا الحصار الإجرامي، فطبعا نجد العدو الصهيوني هو الرابح الوحيد في جر المقاومة إلى محارك جانبية، والى نزاعات داخلية مع من هم من المفترض أنهم العمق الاستراتجي والسند الطبيعي لفلسطين وللمقاومة.
كما يوجه بعض المراقبين الاتهامات للخصوم في الداخل الفلسطيني من الإطارات التنظيمية والعسكرية الهاربة من قطاع غزة بعد الحسم الحمساوي في 2007، بدورهم في فبركة بيانات واتهامات ضد قيادات حركة المقاومة الاسلامية ـ حماس ـ في غزة لفك التقارب بين السلطتين في القاهرة وغزة، ويقدر بعض المراقبين عدد تلك العناصر من العناصر السابقة في الأمن الوقائي بالخصوص بأربعة ألاف عنصر يعيش في مصر، وان كان التساوق في الأهداف والوسائل غير خفي بين أسلوب وأهداف تلك العناصر، وأسلوب وأهداف العدو الصهيوني، إلّا أنه من الصعب الجزم بالتواطؤ والتنسيق بين الطرفيين خاصة في هذه القضية. والواجب اليوم على الأقلام الحرة في مصر الشقيقة خاصة وعلى كل السياسيين النزهاء، والقوميين الخلص، أن يجهروا بالإدانة لمثل هكذا سلوك أرعن، ويبينوا للعامة من قد يعموا بمثل هكذا حملة، أن المقاومة الفلسطينية أكبر من أن توجه بنادقها إلى إخوة النضال والمصير المشترك، كما أنها أوسع نظرا من أن تستدرج لنزاعات هامشية تعطلها عن أهدافها الإستراتيجية.
وفي كل الأحوال لن تكون لمثل هذه الحملات تأثير في العمق الشعبي المصري ولن يتجاوب معها إلا نسبة قليلة من الناس ولفترة محدودة سرعان ما تنجلي لهم الحقائق ويدركوا حجم الأكاذيب التي حاولت الجهات المروجة إلصاقها بالمقاومة الطاهرة الشريفة والتي غدت أمل الأمة في الغد المشرق، غد التحرير واسترجاع المقدسات.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل