X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      19/04/2024 |    (توقيت القدس)

تأبين مهيب في ذكرى الأربعين لرحيل القائد "نمر مرقس"

من : قسماوي نت
نشر : 23/03/2013 - 13:32

 


 حين رحل نمر مرقس الانسان، قبل اربعين يوما، لم تجد ابنته أمل كلمات رثاء افضل من قصيدة مروان مخول "أباي.. أباي". فقد صدح صوتها بهذه الاغنية والدموع ترسم خيوطا افقية على وجنتيها... قبل الندى رسم الصباح ابي.. على حيطان روحي والمدى.. مثل الصدى عتق الكلام.. جموح احرفه الطليقة.. قبل الندى.. اباي.. اباي..

مساء أمس الجمعة، غصت قاعة داود في كفر ياسيف احتراما وتقديرا للراحل نمر مرقص في يوم غيابه الاربعين.. من الجولان السوري ومرورا بالجليل الاشم فوصولا الى الاراضي الفلسطينية المحتلة والمثلث توافدوا الى قاعة داود، سياسيون، رؤساء سلطات محلية، لجنة المتابعة، كتاب، شعراء وادباء، مشايخ ورجال دين وسائر أطياف شعبنا.. كلمات عديدة القيت بهذه المناسبة تخللتها افلام وثائقية عن الراحل، وشعر، وموسيقى... 

أيها الرجل، التاريخ، العصر، والنبيذ المعتق 
كانت الافتتاحية لرئيس مجلس كفر ياسيف عوني توما الذي قال: "أيها الراحل الى احضان الابدية، ايها الرجل، التاريخ، العصر، والنبيذ المعتق، طبت نفسا في مرقدك الاخير، وطابت روحك التي مرت من هنا. تلك الروح التي عبرت وهي تغني لنا اصرار انسان، قائد كبير ابتكر للحياة الوانا من الياسمين والنعناع وحرض استكانة امته في الهوان على ان تنضو عن هذا الشعب العربي الفلسطيني شارات الذل والهوان، لم نكن نتوقع ان تبلغ ايامك الاخيرة وانت تقطف الياسمين بالليل الاخير، وتتأبط فكرا نيرا الى انعكاس الجمر على صفحة النايات في غربة اعماقنا، لقد مضيت ولسان حالك يقول: انا احمل اوراقي وأقلامي وأحلامي على ظهري، وأذهب مسرعا الى عالم المجهول"...

وختم توما افتتاحيته بالقول: "يصعب علينا استيعاب هذا الكم الهائل من اعمال البناء والخير والبذل من اجل الاخرين. كان يعمل بصمت ومثابرة، كما كان جرئيا حتى الثمالة. مخلصا لكفر ياسيف، فمن كانت هذه سجاياه وهذه اعماله حري ان يسجل اسمه في سجل الخالدين". 

اتهمك البعض بالجمود والتحجر والموديل القديم!! 
أما سكرتير الحزب الشيوعي محمد نفاع فقال: "عرفتك عن قرب قبل نصف قرن، وكنت احد تلاميذك في صفوف الشبيبة الشيوعية، ولسنوات طويلة تخطت جيل الشباب، عرفتك مدججا بالاممية، منتقدا بعلانية وجهارة في الوجه، بلا التواءات... البعض تضايق منك لانك وضعت الاصبع على مرضهم ونقطة ضعفهم، واتهمت من قبل البعض بالجمود والتحجر والموديل القديم مع تغيير الظروف، خاصة بعد الانهيار الفظيع لعدد من قادة الاتحاد السوفياتي. ثار نقاش حاد حول هذا الموضوع، وثار نقاش حاد حول غزو العراق، والمقاومة اللبنانية والموضوع السوري، وهناك من هرول وراء الحداثة والتخلي عن تعبير "الشيوعية" لأنها "منكرة" على حساب الموقف المبدئي لحزبنا الشيوعي، تصديت لهذا الانفتاح المراهق والهروب من الصعب الصحيح الى التسهيل الخاطئ المغلوط، كنت معلما وبقيت، كنت ناقدا، احيانا بقسوة مارون عبود البناءة. كنا ولا زلنا نفتخر بأننا من مدرسة نمر مرقس، قدمت تضحيات جمة"..

ربّى طلابه على المبادئ الانسانية والوطنية الصادقة 
أما رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي فقال: "كم هي صادقة كلمة جبران: المحبة لا تعرف عمقها الا ساعة الفراق! لقد كان مرقس انسانا وقائدا ومناضلا لا تلين له قناة، وحين كان يملأ القلق نفوس البقية الباقية على ارض وطنها من ابناء الشعب الفلسطيني ما بعد النكبة، وحين كان يعز مصدر الرزق وضمان مصدر العيش الكريم، وحين كان من ينطق بعكس ما يملي السلطان معرضا لفقدان مصدر الرزق، وحين كان من الصعب على المقهور ان يكون امميا وأن يفرق ما بين الجلاد والضحية، دون تمييز باللون او العرق او الدين، وأن يكون شيوعيا مناضلا ضد الظلم والاضطهاد معرضا للنفي والاعتقال، حين كان كل ذلك وأكثر، كان ابو نرجس واحدا من اولئك الذين لم تثنهم كل الضغوط وممارسات القمع السلطوية عن التمسك بقناعاتهم ومبادئهم مستندين الى عقيدة وفكر اجتماعي وسياسي، لو اعتمدته القيادات المتنفذة لشعبنا الفلسطيني في حينه، لجنبته الكثير من الويلات والكوارث التي اصابته وما زالت تلازمه حتى ايامنا هذه".

رغم البعد الجغرافي بين الجولان والجليل.. اكتشفت ان الذين يعرفون مرقس عددهم كثير 
أما كلمة الجولان العربي السوري المحتل، فقد القاها الشيخ احمد القضماني، حيث جاء فيها: "جئناكم من قرانا العربية السورية في الجولان لمشاركتكم هذه المناسبة والوقوف الى جانبكم، مناسبة مرور اربعين يوما على رحيل الرفيق نمر مرقس. فقبل ان نلتقي به في السبعينات من القرن الماضي، سمعنا عنه وعن مزاياه وصفاته الطيبة. ومنذ لقائنا الاول، انغرست في قلبي مشاعر المحبةله، مع التقدير الكبير لمحتواه الانساني، وشخصيته الراقية والمتميزة. فقد كبرت قيمته الانسانية عندي بعد كل لقاء". 

هل تركت لنا أجندتك..شكرا 
أما الشاعر حسين مهنا فقد القى قصيدته حيث جاء في بعض ابياتها.... 
تسائلت حين وقفت امامك 
والصبر يستبطئ الصبر 
كيف غزاك الصقيع 
وانت الربيع .. 
توزع دفئك بين رفوف اليمام 
لتبني العشاش 
وتحضن افراخها الواعدة 
وقلت: لعل المعلم يبغي المزاح ...

أرفض لقب "الارملة" فهو خال من المعنى العاطفي والمضمون النضالي 
كلمة العائلة القتها الزوجة نبيهة ام نرجس، التي قالت: "صحيح انه فقد نظره في اخر سنوات حياته، ولكنه ظل شاغلا ومشغولا بكل صغيرة وكبيرة ومتابعا لكل ما يجري محليا وعالميا. اه ما زالت رائحة سجائره تعبق في البيت واعقاب اخر سيجارة واخر فنجان قهوة طلبها مني ساعات قبل وفاته. وما زلنا انا وبناتنا نحس بيده التي اصر على ان تكون ممسكة بايدينا، ولم يترك يدنا تفلت من يده وكأنه اراد التشبت بالحياة والبقاء بقربنا، ومنذ تلك اللحظة التي فقدت فيها شريك حياتي،اصبحت في نظر الجميع ارملة. ولكني اريد ان انتهز هذه الفرصة لاعلن امامكم عدم قبولي للقب "الارملة" فهو خال من المعنى العاطفي والمضمون النضالي الذي كان بيننا منذ ارتبطنا عام 1958. كنت ولا زلت "رفيقة درب" نمر مرقس وهذا هو النعت الذي ارغب به، نعم انا شريكة حياته وسأبقى شريكته ورفيقة دربه في حياته وفي مماته ومثلي ايضا كثيرات يحق لهن الحفاظ على اسمهن الشخصي ممن فقدن ازواجهن. اعتقد اني كنت الى جانب هذا الرجل العظيم وليس ورائه، ودافعت عنه بكل قواي، ودافعت معه عن حقوق نسائنا وحقوق عاملاتنا وعمالنا المستضعفين في عالمنا... وانا اليوم اقول لنمر: لقد وفيت بوعدي لك وقمت بكل ما تعهدت لك به يوم ارتبطنا بأمانة، وسأواصل انا وبناتنا واحفادنا السير في نفس الطريق التي رسمناها وسرناها انا وانت سوية طول العمر...". 

وقد القيت كلمات اخرى لكل من: فدوى خضر من حزب الشعب الفلسطيني، والشيخ محمد رمال من يركا، وتمار جوجانسكي عضوة الكنيست السابقة عن الجبهة ومفيد صيداوي من عرعرة

 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل