تصاعد التوتر في كوريا: جيش الصين في حالة تأهب وواشنطن ترد على تهديد بيونغيانغ بنقل صواريخ

تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية في الساعات الاربع والعشرين الماضية ما دفع الصين الى وضع جيشها في حالة تأهب، بعد ان هددت كوريا الشمالية بضرب الولايات المتحدة بصواريخ نووية. وردت واشنطن بنقل نظام دفاع صاروخي الى قاعدتها في جزيرة غوام في المحيط الهادىء بعد ان قال وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان كوريا الشمالية تمثل "خطرا حقيقياً وواضحاً".

وصرح مصدر مقرب من الجيش الصيني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الخميس بأن جيش التحرير الشعبي قد وضِعَ على أهبة الاستعداد كما توضع الآن خطط  طارئة تحسبا لتصاعد التوتر فى شبه الجزيرة الكورية.

وقال المصدر الذي التقى بعدة جنرالات اخيراً إن قادة الجيش قلقون بشأن سلامة المنشآت النووية الكورية الشمالية واحتمال تدفق اللاجئين إلى الصين.

وأضاف المصدر الذى رفض الإفصاح عن هويته أمس الأربعاء " القادة في غاية القلق".

وأشار إلى أن القادة قلقون أيضا بشأن تهديدات كوريا الشمالية الأخيرة التى قد تؤدى إلى نشوب مواجهة عسكرية غير مقصودة الامر الذي "يشعل " شبه الجزيرة الكورية بأكملها.

وتشمل الخطط الطارئة احتمال دخول القوات الصينية الى كوريا الشمالية إذا اندلعت حرب لتأمين المنشأت النووية ومنع وقوع أى كارثة نووية.

ونقل المصدر عن أحد الجنرالات القول: "لا يتحدث أحد بشأن احتمال وقوع خطر مثل فوكوشيما في كوريا الشمالية".

وأوضح المصدر أن الجيش الصيني يخطط الان أيضا لكيفية التعامل مع تدفق محتمل للاجئين عبر الحدود الصينية الممتدة لمسافة 1400 كيلو متر.

وأوضحت تقارير غير مؤكدة أن الصين عززت قواتها بالقرب من الحدود الكورية الشمالية ولكن الحكومة الصينية رفضت التعليق.

وأعرب بعض المحللين الصينيين والكوريين الجنوبيين عن قلقهم إزاء افتقار زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون للخبرة وأنه يمكن التلاعب به من قبل القادة العسكريين ممن يسدون له النصح والذين هم أكبر منه سنا بكثير لكي يتورط في مواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية.

وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت اليوم أنها أصدرت الأوامر لجيشها بشن هجوم على أهداف أميركية بالأسلحة النووية كما تردد أنها نقلت صواريخ متوسطة المدى للساحل الشرقي.

وأعلنت بيونغيانغ اول من امس الثلاثاء أنها سوف تستأنف العمل "بدون تأخير" في مفاعل بقوة ميغاوات فى مدينة يونغبيون بشمال غرب البلاد لتخصيب البلوتونيوم من النوع المستخدم في صنع الأسلحة النووية.

وأعربت الصين التي تعد الحليف الدبلوماسي الرئيسي لكوريا الشمالية عن "أسفها" حيال هذا الإعلان.وقال هونغ لى الناطق باسم الخارجية الصينية للصحافيين: "الموقف حاليا فى شبه الجزيرة الكورية حساس ومعقد".وأضاف: "نحن نطالب الأطراف المعنية بالتزام الهدوء وضبط النفس والعودة لمسار الحوار والتشاور بأسرع وقت ممكن والبحث معاعن السبل التي تكفل حل هذه القضية".

بان كي مون "قلق"وابدى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس "قلقه الشديد" ازاء التصعيد في خطاب كوريا الشمالية خلال مؤتمر صحافي عقده في موناكو.

واعرب بان كي مون عن "خيبته وقلقه" للقيود المفروضة على الكوريين الجنوبيين العاملين في موقع كايسونغ الصناعي المشترك بين البلدين املا ان "يتم رفع الاجراء باقرب وقت ممكن".

الاتحاد الاوروبيوأعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه إزاء إعلان كوريا الشمالية عزمها إعادة تشغيل مركز يونغبيون النووي.

وقالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون اليوم الخميس في بيان: "هذا انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن والالتزامات المنبثقة من محادثات الدول الستة (كوريا الشمالية والولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية واليابان وروسيا)".

هيغلوكان وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل قال الاربعاء ان التهديدات النووية التي اطلقتها كوريا الشمالية تشكل "خطرا كبيرا وفعليا" على اليابان وكوريا الجنوبية وكذلك للولايات المتحدة.

واكد هيغل على هامش خطاب القاه في جامعة الدفاع الوطني: "يمتلكون الان قوة نووية وبالستية ويزيدون من خطابهم الحربي الخطر ... ويشكل ذلك خطرا كبيرا وفعليا وتهديدا لمصالح" حلفاء واشنطن في المنطقة.

وذكر هيغل بأن بيونغ يانع كانت هددت ايضا بمهاجمة القواعد الاميركية في غوام وهاواي والساحل الغربي الاميركي، معتبرا ان من الضروري "اخذ هذه التهديدات على محمل الجد".

واعتبر وزير الدفاع الاميركي ان الرد الاميركي كان "متوازنا ومسؤولا وجديا" على تزايد الاستفزازات الكورية الشمالية.