نادر صرصور : كفرقاسم بلد التسامح , يطيب العيش فيها

 

نادر صرصور : كفرقاسم بلد التسامح , يطيب العيش فيها

أتت اللحظة والتي انتظرها أهالي بلد الشهداء , إنها لحظات باركتها السماء . وعمت البهجة وجوه الأسماء والنساء . إنها لحظات الأمن والاستقرار والإعفاء .

 

 

انه مشهد ملئه الحزن والفرح , اللذان لا يغادران بعض من شدة تقاربهما وحبهما لبعض , اليوم .. ولأول مره في تاريخ فهم معاجم اللغة تجتمع هاتان الكلمتان معا . لتحققا  عرسا من التعايش والتسامح .

مع ارتفاع صوت الأذان في مآذن كفرقاسم , بدأت تتوافد الوفود والحشود إلى بيت السيد سامي شحاده بدير والى مبنى بلدية كفرقاسم . بلدية كفرقاسم برئيسها السيد نادر صرصور احتضنا وجهاء كفرقاسم والقرى المجاورة ولجنة الصلح معا في آخر الترتيبات لعقد راية الصلح بين عائلة طه ممثلة بالحاج صابر طه – أبو السعيد -  وأبناء المرحومة نهاية صابر بدير . وبين عائلة بدير ( حمودة ) ممثلة بالأخوين سامي شحاده وعاطف شحاده بدير .

انتهت الترتيبات في مبنى البلدية وتوجهت لجنة الصلح والضيوف الى بيت السيد سامي شحاده بدير , ومن ثم استمرت الحشود مشيا على الأقدام إلى بيت الحاج صابر طه – أبو السعيد - . حيث كان في استقبالهم وجهاء عائلة طه .

تلك اللحظة المرتقبة , أنها لحظة التصافح والتعانق .... تصافحت الأيادي وتعانقت الرقاب , وخيم على الحضور أجواء من الفرحة , فانزلقت الدموع على الخدود فرحا وحزنا . لكن الأمل والابتسامة  كانتا سيدة الموقف .

ثم جاءت الكلمات وتوالى الخطباء وهم يرددون نفس الكلمات , التي حثت على الصلح والتسامح , إلى أن اعتلى المنصة السيد مروان حافظ بدير مندوب عائلة بدير حيث أعلنها عالية مدوية " أن للخطأ الذي ارتكب يحتاج اعتذارا بحجمه وها نحن في عائلة بدير شيوخا وشبابا , جئناكم  يا عائلة طه الكريمة طالبين العفو والسماح منكم , ونحن نعلم إنكم أهل التسامح والعفو والعطاء " .

لتأتي بعده كلمة عائلة طه والتي ألقاها الشيخ وليد يوسف طه والذي قال " ونحن في عائلة طه فتحنا قلوبنا قبل أن تفتح أيدينا ليعم السلام والتسامح بين عائلتينا , والتي شهدت على مدار تاريخ هذا البلد تلك الإخوة والقرابة التي جمعت بين عائلة بدير وطه , ونحن نقبل بهذا الصلح ونعلن عن تسامحنا لبدء مرحلة جديدة لنكون بذلك قد طوينا صفحتا لا يود احدنا أن يعود إليها ".

وفي النهاية تم قراه سند الصلح بين الأطراف على مسامع الحضور من عريف الصلح المحامي عادل بدير - أبو الرازي – والذي توج بمعانقه بين شيوخ عائلة بدير وعائلة طه , بين الحاج عبد الرحيم طه (أبو الناجي) والحاج حافظ عقاب بدير ( أبو مروان ) .

جلست الحشود مستمعه ومتفهمه لتثبت كفرقاسم وللمرة التي لا نعرف لها رقم . أنها بحق بلد التسامح .. بلد يطيب العيش فيها .

سنوافيكم بتسجيل مفصل عن وقائع هذا الصلح بعد الإعداد