"شونة الحُجاج"... مضرب للمثل في القذارة

عانى قسم من معتمري البلاد في فترة العُمرة الأخيرة من أمور عديدة منها التأخر بإستلام الغرف او تأخر الحافلات أو حتّى عدم وجود غرف وكل هذه الأمور كانت بسبب تقصير أحد الأطراف الثلاثة: إما لجنة الحج والعمرة في البلاد، أو وزارة الأوقاف الأردنية، أو السلطات السعودية. ولكن هذه المعاناة وحسب ما ورد من الأطراف "المُقصّرة" هي أمر حصل هذه المرة وسيعملون على عدم تكراره. بالمقابل، هنالك أمور أخرى يعاني منها الحجاج والمعتمرون منذ سنوات عدّة، وأبرزها وضع إستراحة الشونة "غير المريحة بتاتا".

الشونة قذرة، حتى صار يضرب فيها المثل 

الشونة هي إستراحة يتجمع فيها الحجاج او المعتمرون بعد دخولهم من الحدود الأردنية، وذلك إلى حين يتم إنهاء الإجراءات. والشونة ومنذ عشرات السنوات لم تتم صيانتها أو تطويرها بتاتا. فترى القمامة هناك أكواماً، والمراحيض التي يجب أن تكون مكانا نظيفا ليتوضأ به الزائرون، تبدو أسوء وأقذر مما يُمكن أن يتخيله عقل، هذا عدا عن الذباب والحشرات وغيرها، بالإضافة إلى عدم توفر الأماكن المناسبة للراحة، علما بأن المُعتمرين أو الحجاج يصلون الشونة بعد سفر ساعات طويلة ويقضون في المكان أحيانا عدّة ساعات. والحقيقة أن كل شخص يزور الديار الحجازية، لا بد أن يذكر قذارة الشونة بعد عودته من هناك، حتّى صار يضرب بها المثل فيُقال: "أقذر من الشونة"

السلطات الأردنية لا تهتم، ويبدو أنها غير مستعدة لأن تصرف ديناراً واحداً لصيانة هذه "الاستراحة" غير المريحة، مع العلم بأنها تأخذ من كل معتمر أو حاج مبلغاً قدره دينارين أو ثلاثة مقابل الخدمة في الشونة!!!

النائب صرصور: "ملف الحج والعمرة عاد ليكون على رأس اجندة المجتمع العربي"

وفي حديث لنا مع النائب الشيخ إبراهيم صرصور، قال لمراسل موقع "بكرا" عن وضع الشونة: "الأوضاع المزرية في الشونة هي جزء من ملف التقصيرات الواسع في قضيّة الحج والعمرة، والذي وخصوصا بعد ما حصل في العمرة الأخيرة لعشرات الحجاج رجع ليضع نفسه على اجندة المجتمع العربي في الداخل. وقد صدرت عشرات البيانات مؤخرا منددة بتقصير لجنة الحج والعمرة وبالظروف الصعبة التي عاشها المعتمرون في مشوارهم من الحجاز إلى الشونة ومن الشونة إلى الحجاز".

خطوات جريئة وشجاعة يجب اتخاذها 

وتابع صرصور: "صراحة، أرى أن الحل لن يكون أبدا إلا بالتنفيذ الحقيقي والدقيق لتوصيات لجة تقصي الحقائق التي صدرت رسميا بشهر 10 من العام 2011، ولا بديل أمام لجنة المتابعة إلا استخلاص العبر بأن كل اساليب الترقيع لم ولن تفيد، وبناء على ذلك لا بد من خطوة جريئة وشجاعة وأحددها بالنقاط التالية: أولا التنفيذ الفوري لتوصيات لجنة تقصي الحقائق. ثانيا،إعفاء أعضاء لجنة التنسيق الحالية من مهامهم. ثالثاً، إقامة لجنة من المتخصصين مكونه من محامين ومدققي حسابات ووكلاء سياحة لإدارة هذا المف لمدة ستة أشهر كمرحلة مؤقتة. رابعاً، تجميد رحلات العمرة لهذا العام والتركيز على ملف الحج فقط إن احتاج الأمر. وخامسا، اللقاء الفوري مع معالي وزير الأوقاف الجديد الدكتور محمد نوح القضاة والبت في ملف العمرة والحج من جديد".

فقرا: "هي استراحة بالإسم فقط، فالشونة تأخذ راحة زوارها"

مراسلنا تحدّث أيضا للحاج عبد الرحيم فقرا الناطق "المستقيل" للجنة الحج والعمرة ومدير مكتب الناصرة والذي قال: "أنا لا أوافق الشيخ إبراهيم بتحميله المسؤولية كاملة للجنة الحج والعمرة. نعم كانت هنالك تقصيرات هذا العام وهذا ما جعلني أستقيل من منصبي أثناء تواجدي هناك. فقد رأيت بعض المعتمرين وهم يعانون علما بأن نسبتهم لا تتعدى الـ 10% من معتمري البلاد، ولكن لا ذنب لهم. مع العلم أن التقصير كان من جميع الأطراف المسؤولة ".

أما عن الشونة فقال فقرا: "لا أحد يستطيع أن ينكر مدى الوضع السيء الموجود في الشونة، فهي إستراحة فقط بالإسم لأنها تأخذ راحة المعتمرين والحجاج بسبب عدم وجود أماكن مناسبة للراحة، وبسبب عدم صيانة وتنظيف المكان. هذا مع العلم أن السلطات الأردنية قامت ببناء مسجد كبير جدا في الشونة، ولكن لم يتم الإنتهاء من تجهيزه حتى الان. يجب أن تتم صيانة هذا المكان ولجنة الحج والعمرة طالبت عدة مرات بأن تتم الصيانة كما يجب بل وطالبت بأن نقوم نحن بصيانة هذا المكان إلّا أن الأردن رفضت ذلك، وطبيعي أن ترفض أي دولة شخصا يريد صيانة مكان تحت سيادتها وبداخل حدودها. ستكون هنالك قريبا عدة اجتماعات مع الوزير الجديد ونتمنى ايجاد الحل المناسب".

سليم شلاعطة رئيس لجنة التنسيق العليا لجمعيات الحج والعمرة لم يجب على إتصالاتنا العديدة في حين حاولنا التحدث لمحمد زيدان رئيس لجنة المتابعة إلّا ان الأمر تعذر بسبب تواجده خارج البلاد.