عزوف عن المشاركة في "حفل" بلندن ابتهاجا بوفاة ثاتشر

 لم يحضر سوى نحو 200 شخص للمشاركة في "حفل" أقيم في وسط لندن امس السبت، للاحتفال بوفاة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت ثاتشر لتفشل مظاهرة الاحتجاج الكبيرة التي توقعها البعض.

وحذر رئيس بلدية لندن من أعمال شغب محتملة حيث وعد منظمو الحفل آلاف المعارضين لثاتشر التي توفيت يوم الاثنين عن عمر يناهز 87 عاما بالتوجه إلى ميدان الطرف الأغر للاحتفال بوفاة زعيمة تلقى من حب البعض بقدر ما تلقى من كراهية آخرين.

ولا تزال ثاتشر التي شغلت منصب رئيسة الوزراء لأطول فترة في مئة عام تثير الانقسام بين البريطانيين بسبب سياساتها التي سحقت النقابات العمالية وأدت إلى خصخصة قطاعات كبيرة من الصناعة.

وقال سايمون جاردنر وهو مصور للحياة البرية من وسط انجلترا "انتظرت 30 عاما للاحتفال بهذه المناسبة. إنه أروع يوم في حياتي".وتابع جاردنر الذي كان يرتدي قميصا كتب عليه "إفرحوا.. ثاتشر ماتت." قائلا "كانت مكروهة مما لا يقل عن نصف البريطانيين".

وأطلق على الحفل الذي أعد له نشطاء من اليسار ليقام عند وفاتها إسم "حفل العمر".

لكن الحفل الذي أقيم في جو بارد وممطر لم يجذب إلا حوالي 200 شخص.وتواجد في مكان الحفل عدد مماثل تقريبا من أفراد الشرطة وقوات الأمن وقال ضابط شرطة في المكان لرويترز إنهم كانوا يتوقعون حضورا أكبر. وكان الاحتجاج سلميا باستثناء بعض المشادات القصيرة والمحدودة.

وعادت للظهور منذ وفاتها الكثير من الانقسامات التي ميزت فترة حكمها التي امتدت من عام 1979 وحتى عام 1990 كما يتضح من نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة كومريس ونشر في صحيفتين من صحف اليوم الأحد.

وأظهرت النتائج أن 41 في المئة ممن شملهم الاستطلاع لم يوافقوا على وصف رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لها بأنها "أعظم رؤساء وزراء بريطانيا في وقت السلم" بينما وافقه 33 بالمئة.

ووافق نحو 59 بالمئة على أنها رئيسة الوزراء الأكثر إثارة للانقسام في البلاد بينما رأى حوالي 60 بالمئة أنه ما كان ينبغي دفع تكاليف مراسم الجنازة التي قدر معلقون أنها حوالي عشرة ملايين جنيه استرليني من أموال دافعي الضرائب.لكن كارول ثاتشر ابنة رئيسة الوزراء الراحلة قالت للصحفيين خارج منزل والدتها في وسط لندن "أمي قالت لي ذات يوم: كارول اعتقد أن مكاني في التاريخ مضمون".وتابعت كارول قائلة "الإشادات الرائعة... والكلمات الرائعة للرئيس (الأمريكي باراك) أوباما وآخرين من زملائها الذين عملوا معها تثبت أنها كانت محقة"