X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      26/04/2024 |    (توقيت القدس)

موسم الاعراس – معاً لعَمار البيوت ومعاً لمنع خرابها

من : هلال بدير
نشر : 14/04/2013 - 16:44

مع اطلالة الربيع ومروراً بفصل الصيف ، تشهد مدننا وقرانا العربية موسماً للأفراح والأعراس .وانه ليسعدنا ان تدخل الفرحة الى بيوتنا، ومدننا وقرانا .لأنه بالزواج يُكمل الشباب نصف دينهم ، ويحصِّنون انفسهم، وتنبني اثر ذلك الاسر والبيوت ،التي تكمِّل مسيرة الاجيال في هذا المجتمع وهذه ألأمّة .وقد نصح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الشباب قائلا:

«يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ». رواه البخاري ومسلم

ومع الملاحظات التي لا بد منها بحلول موسم الاعراس ،إلا انَّنا نرى فيها الجانب الايجابي الكبير الذي يغلب على السلبيات والمنكرات المصاحبة لبعض الاعراس. ونحن ولا شكّ ضدّ التبذير في الاعراس ، والمبالغة في الكماليات ، والحفلات الموسيقية الصاخبة ، والمفرقعات وإطلاق الرصاص، والتبرج والاختلاط وغيرها من منكرات الاعراس.ولكن برغم كل ذلك ، فان حقيقة الزواج كمشروع لبناء اسرة عربية وفلسطينية ومسلمة، تتحمّل مسؤولية بناء جانب من جوانب المجتمع، من خلاله يتعزَّز حضورنا وتترسَّخ اقدامنا في وطننا وارض ابائنا وأجدادنا. هو المشروع الاساس لتثبيت وترسيخ صمودنا ورباطنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه. فتهانينا الحارة للمقبلين على الزواج ،ودعاؤنا لهم ان تنبني بيوتهم وتعمَّر ديارهم على الايمان والطاعة ،والتوفيق والاتفاق والتعاون والانسجام.

وبالمقابل .....كثرة حالات الطلاق ناقوس خطر

والى جانب سعادتنا بكثرة الاعراس ،ومواسم الافراح ،فإننا نغتمُّ ونخزن لكثرة حالات الطلاق التي تكتسح شوارعنا الفلسطينية، بشكل مريع، وبنسبٍ عالية ما كنا نعرفها في الاجيال الماضية. فان المعلومات التي تردنا من المحاكم الشرعية تفيد بأرقام فوق التصوُّر لعدد حالات الطلاق في البلاد. وقد وردني الرقم 3500 حالة طلاق في سنة واحدة ...... يا للهول .... كل ذلك في وسطنا العربي في داخل الخطر الاخضر فقط .وفي بعض المحاكم كانت نسبة عقود الزواج مقابل دعاوى الطلاق نسبة 7/5 .اي مقابل كل 7 عقود زواج هنالك 5 دعاوى طلاق .وهي نسبة مذهلة .تشير ال انَّ هنالك خطراً جسيماً يتهدَّد أُسرنا، وعوائلنا العربية.

الطلاق ابغض الحلال الى الله. وهو خراب للبيوت ، وتحطيم للنفسيات، وتقطيع لأواصر المودّة بين العائلات، بعدما توثَّقت تلك الاواصر بالزواج.

وعليه فقد وجب علينا امام هذه الاحصائيات أن نتنبّه الى الخطر الجسيم من وراء الاستخفاف بقرار الطلاق .والتسرُّع للوصول لهذه الخطوة،التي جعلها الاسلام من باب اخر الدواء الكيّ .

معظم حالات الطلاق في السَّنةِ الاولى

وتفيد نفس المعلومات الواردة من المحاكم الشرعية الى كثرة حالات الطلاق في السنة الاولى للزواج .والأمر متعلق ولا شك في التغيُّر الواضح في امزجة الشباب والفتيات من ابناء هذا الجيل .فشباب اليوم يختارون شريك او شريكة عمرهم وفق مواصفات ، وهوايات ورغبات، ووسائل اتصال وتعارف ما كانت لدى ابائهم وأمهاتهم .ولكنهم ينسون حقيقة مهمة جداً لو فطنوا لها، لوفَّروا علينا الكثير من افات الطلاق وخراب البيوت. ولذلك كان لا بد ان نقولها لشبابنا وفتياتنا صريحة قوية:

انتَ وأنتِ تفتتحون بيتكم الجديد، بعد ان عاش كل منكم في بيت ذويه قرابة العشرين عاماً تقلُّ او تزيد. كلٌّ قادمٌ من بيتٍ اخرٍ وبيئةٍ اخرى، ومفاهيم مختلفة.وانتم بحاجة الى فترة انسجام لبناء قيمكم المشتركة الجديدة. والأمر بحاجةٍ الى كثيرٍ من الصّبر .الفتاة بحاجة الى التوجيه المُسبق من اهلها وأمها خاصة، فيما يثبِّت زواجها ويحفظ كرامتها. والشاب كذلك.ثمَّ لا بدَّ لكليهما من الصبر والتفهُّم، وسعة الصدر وطول النفس، امام الامزجة المختلفة وأنماط الحياة ومفاهيمها المختلفة .

ان نداءَنا للأزواج الشَّابة، وذويهم من ورائهم ان يتمهّلوا كثيراً، قبل الوصول الى قرار الطلاق وخراب البيت. ونؤكد لهم أنَّ السنوات الاولى هي سنوات بناء الثقة والتفاهم والتعاون، فإذا تجاوزاها بنجاحٍ فهم على تتميم المسيرة اقدر وانجح باذن الله.

وكثير من اسباب الطلاق .... واهية تافهة

يبدو ان معظم ما يشغل بال الشابّ والشابّة في فترة الخطوبة، هو نوعية الحفلة، والصالة، والبدلة، والفرقة ،والرحلة ،والزّفّة...... وغير ذلك من تفصيلات العرس. ولم يُجهِد الطرفان ولا ذويهما انفسهم في التفاهم حول الحياة الزوجية، ومسئولياتها بعد الزواج .فالفتاة لم تتعرَّف على نمط حياة خطيبها وأهله، ومسئوليات البيت والزوج ، وهو كذلك. ولذلك فإنهما يتفاجآن امام الحقيقة الجديدة، وكثيراً ما يفشلان في تجاوز عقبة التفاهم هذه. فقد يطيل الشاب(الزوج)السهر كما كان يسهر فترة عزوبيته ، وينسى انه يترك عروسة بين"اربعة حيطان"حتى تملَّ الانتظار ، فستقبله بغضب وصخب مما قد يجرّ الى نزاعات وشقاق. وقد تتعود " الزوجة الطرية" الخروج دون استاذان قائلة:"انا لا احد يستطيع ان يمنعني من الخروج حيثما شئت، فلا يتحمَّل الزوج الشَّابّ ذلك لفرط غيرته. وقد تختلف الزوجة الشّابّة مع"عمتها "، والدة زوجها وتطلب الاستقلالية التامة، وفصل ابنها عن اهله، فلا يصلون الى تفاهم في هذه المسالة وأمثالها.....هذا غيض من فيض امثلةٍ لأسباب الطلاق .

نحن اذاً بحاجةٍ الى تثقيف ابنائنا وبناتنا لقيمة الحفاظ على الاسرة والمجتمع والسمعة والشرف.ولا نترك لنزوات الغضب ،وسوء الفهم لتكون سببا في خراب بيوتنا.

ومضات سريعة

1)عشر سنوات على سقوط بغداد بأيدي القوات الامريكية في 9-4-2003 

كانت تاريخاً قاسياً ، ويوماً عصيباً في حياة امتنا . ودعاؤنا الى الله تعالى ان يكون الربيع العربي بداية لنهاية كل الاحتلالات الاجنبية لكل اجزاء وطننا العربي والإسلامي.

2)قدرات الشباب العرب،"الهكرز " ،على اختراق المنظومات الالكترونية، وأكثر المواقع الاسرائيلية تحصينا .فيها رسالة للجميع : لم يعد العرب متخلِّفين ،لا حيلة لهم . بل بمقدورهم اذا عزموا ان يبلغوا الاهداف ان يصلوها . لا حصانة لمجرم ولا لأدوات اجرامه. وكما تسقط منظومات الاحتلال الالكترونية ، ممكن ان تسقط بقية المنظومات. وما ذلك على الله بعزيز.فثقة العرب في انفسهم بداية الطريق لعودة الحقوق والعزَّة والكرامة.

3- ما لاقاه معتمرونا من معاناة شهد بها القاصي والداني ، استوجبت منَّا اعادة النظر في كل ما يجري على الساحة المحلية والأردنية والسعودية بخصوص الحج والعمرة. ونحن عازمون على اعادة تشكيل منظومة الحجِّ والعمرة على الوجه الافضل الممكن. ونسال التوفيق. فترقبوا تغيُّراً جادّاً بإذن الله في هذا السياق في الاسابيع القادمة بإذن الله تعالى.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل