X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      07/05/2024 |    (توقيت القدس)

تهديدات متزايدة تقابل ليبيا يوما بعد يوم

من : قسماوي نت
نشر : 29/04/2013 - 17:08

شرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية اليوم الاثنين مقالا لمراسليها كريس ستيفن في طرابلس وأفوا هيرش في تيمبكتو جاء فيه ان دبلوماسيين حذروا من قيام الميلشيات التي حشرها في مالي التدخلُ الغربي بتوجيه نشاطهم تجاه اهداف داخل طرابلس، وانهم يركزون على اهداف غربية كرد فعل على الحرب في مالي. وفيما يلي نص المقال:

"يحذر دبلوماسيون من تنامي اعمال العنف الاسلامي ضد اهداف غربية في ليبيا باعتبار ذلك رد فعل على الحرب التي جرت في مالي، وجاء ذلك في اعقاب الهجوم على السفارة الفرنسية في طرابلس الاسبوع الفائت.

وكان من نتيجة الانفجار الذي يُنظر اليه على انه عمل انتقامي تقوم به الميلشيات الليبية في مواجهة قرار الحكومة الفرنسية في اليوم السابق تمديد بعثتها العسكرية ضد رفاقهم الجهاديين في مالي ان تحطم جزء كبير من السفارة.

وعلمت صحيفة "ذي غارديان" ان الجماعات الجهادية التي طردت من مواقعها الحصينة في تيمبكتو اتجهت شمالا وعبرت الصحراء الغربية في طريقها الى ليبيا عبر الجزائر والنايجر، وعززت تنامي التمرد الاسلامي.

وقال دبلوماسي غربي في طرابلس ان "هناك علاقات اكيدة بين الجماعات في كل من مالي وليبيا – وندرك ان هناك قنوات قائمة بينها. وثمة قلق في اوساط الطبقة السياسية هنا من ان مالي تعيد نفث رياحها نحوهم".

وقد تصاعد ذلك القلق الاسبوع الماضي بعد ان فجر المتشددون سيارة مفخخة خارج مبنى السفارة الفرنسية، ما ادى الى اصابة اثنين من الحرس الفرنسيين وطالب ليبي بجراح، وكان ذلك اول هجوم من نوعه على هدف غربي في العاصمة الليبية منذ نهاية انتفاضة الربيع العربي في العام 2011.

وقال العقيد كيبا سنغاري، قائد حامية الجيش المالي في تيمبكتو: "المجموعات المسلحة التي نحاربها تعمد الى الفرار الى ليبيا. وقد القينا القبض في هذه المنطقة على ليبيين اضافة الى جزائريين ونيجيريين وفرنسيين واخرين من الاوروبيين من حملة الجنسية المزدوجة".

وكانت فرنسا قد ارسلت قواتها الى مالي في كانون الثاني (يناير) بعد انتفاضة في الشمال بدأتها "حركة الطوارق الوطنية لتحرير أزاواد"، وهو الاسم الذي يريدونه للدولة المستقلة التي يأملون في اقامتها.

ويتشكل الجزء الاساسي في هذه الانتفاضة من الجنود الطوارق الذين قاتلوا الى جانب معمر القذافي، وفروا جنوبا عندما انهار نظامه. وحصلوا على الدعم من جهاديين من ليبيا ومن انحاء الشمال الافريقي تسببوا في تنديدات دولية نتيجة تدميرهم اضرحة الصوفيين المسلمين القديمة في تيمبكتو. وهناك مخاوف في دول المغرب من ان العملية الفرنسية التي دفعت بهؤلاء الى خارج المدن الشمالية، قد فاقمت عن غير قصد المشاكل في اماكن اخرى من الشمال الافريقي مع انتشار الوحدات الجهادية.

وقال بيل لورانس، من هيئة الازمات الدولية، وهي هيئة استشارية سياسية، ان "الضغط على جزء من البالون، يؤدي الى انبلاج جزء اخر منه. ولا شك ان الاجراءات الفرنسية في مالي كان لها تأثير ضاغط على البالون في اتجاه الجزائر وليبيا".

ويقول سكان تيمبكتو ان هناك روابط ما بين متشددي الطوارق هناك وفي جنوب ليبيا. وقال مهامان توري (53) "هناك الكثير من الطوارق في مالي وقد هجروها خلال فترة الجفاف في العام 1973 – واصبح بعضهم ذوي رتب رفيعة في الجيش الليبي خلال فترة حكم القذافي. واعرف شخصيا احد المحليين من الطوارق الذي ارتقى الى رتبة لواء تحت حكم القذافي وكان هنا في صفوف الجهاديين. وقد ذهبوا جميعا الان الى ليبيا".

ويقول دبلوماسيون ان الجهاديين عبروا الصحراء الغربية للانضمام الى فصائل في مدينتي بنغازي ودرنة على الساحل الشرقي الليبي. وقد تعرضت مراكز الشرطة في كلتا المدينتين لتفجيرات في الايام القليلة الفائتة، في اطار تمرد يهدد بزعزعة الديمقراطية الوليدة في هذا البلد. وقال رئيس تشاد ادريس دبي في نهاية الاسبوع ان بنغازي الان هي موطن معسكرات تدريب المقاتلين الثوار التشاديين.

وقال الدكتور بيرني سيبي، الخبير في شؤون الصحراء بجامعة بيرمنغهام، انه "من جهة نظر الاسلاميين، فان ذلك الوضع يعتبر مقبولا. وانت اذا كنت في شمال مالي، فان افضل ما يمكن ان تفعله هو أن تعبر من خلال النايجر وبعدها الى جنوب ليبيا، حيث لا سلطة للدولة فيه".

ظلت منطقة شرق ليبيا منذ فترة طويلة قاعدة للاسلاميين الذين اشعلوا انتفاضات فاشلة ضد القذافي في تسعينات القرن الماضي. وعادت وحداتهم الى الظهور في الانتفاضة قبل عامين، وفي الوقت الذي اندمج كثيرون في صفوف القوات الحكومية، فان اخرين قاموا بحملات من اجل دولة يدير امورها رجال دين بدلا من سياسيين علمانيين. واصبحت بنغازي في الواقع منطقة محظورة بالنسبة الى الاجانب في اعقاب الهجوم على القنصليات البريطانية والايطالية والتونسية والقذائف الحارقة على كنيسة قبطية مصرية ومقتل السفير الاميركي كريس ستيفنز في أيلول (سبتمبر) بعد ان اقتحم المتشددون القنصلية الاميركية. وتوحي عمليات التفجير في طرابلس بان الارهابين انتشروا الان حتى وصلوا الى طرابلس.

وقال دبلوماسي في طرابلس: "تعاني ليبيا من هذه الرياح التي هبت عليها من مالي على مسارين. الاول بوجود مقاتلين وصلوا الى هنا، والثاني بالوحدات التي تقوم بمهاجمتنا تأييداً لاخوتهم (في مالي)".

ولا يقتصر الشعور بالنتائج على ليبيا فحسب. ففي كانون الثاني (يناير) قامت وحدات من "القاعدة في بلاد المغرب"، وهي فرع لهذا التنظيم يتخذ من الجزائر قاعدة له، بمهاجمة مجمع الغاز عين امناس، وقتلت 38 رهينة، في ما وصفوه بانه انتقام من الهجوم الفرنسي في مالي.

ويعاني الليبيون العاديون، اذ قال رجل الاعمال الطرابلسي عماد تليسي، وهو يراقب المحققين من الشرطة الفرنسية ينقبون في الركام خارج السفارة المهجورة "انه حال سيء بالنسبة الى ليبيا. واسوأ رسالة نبعث بها الى العالم. نحن بحاجة الى الاجانب لكي يحضروا من اجل التجارة، وتعمير بلادنا، لكنهم يقولون بعد هذا (التفجير): شكرا لكم ولكننا لا نريد ذلك".

على ان هناك عقبات امام الجهود الليبية لمعالجة المتشدين بسبب عدم ثقة الكثير من الاهالي تجاه وحدات الامن الحكومية، والكثير منها كان يعمل في تشكيلات في عهد القذافي. واثارت هجمات الصواريخ المزدوجة على خطوط النفط والغاز في وقت سابق من هذا الشهر جنوب بنغازي، القشعريرة في صناعة النفط الليبية، التي تعتبر المصدر الوحيد تقريبا للدخل من الصادرات.

وتمكنت ليبيا بالفعل من تجميع الموارد بوقف تدفق الجهاديين وأسلحتهم عبر حدودها الجنوبية، باعلان منطقة الصحراء باكملها "منطقة منزوعة السلاح" تحوم فيها الطائرات النفاثة. وفي الجنوب الغربي، انتهت الان اعمال حفر خندق بطول 108 اميال عبر الصحراء لردع المهربين عن العبور الى ليبيا.

لكن الخبراء يقولون ان الليبيين يواجهون مهمة ضخمة. وقال سيبي انه "يستحيل ضمان اغلاق هذه الحدود بالكامل. فنحن نتحدث عن مناطق صحراوية فيها جبال ووديان ضيقة للغاية".

وقد تعهد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان بتخليص بنغازي من الميلشيات بالكامل، الا ان هناك الكثيرين ممن يشككون في ما اذا كانت لديه الوحدات الكافية التي يمكن الاعتماد عليها لاداء هذه المهمة.

وكانت واشنطن قد ارسلت طائرات تعمل من دون طيار وحاملة الطائرات "اوريون" للحرب الالكترونية في كانون الاول (ديسمبر) بهدف دعم الوحدات الحكومية في القاء القبض على المشتبه بانهم من الجهاديين في بنغازي. وتقوم الان بارسال معدات لمراقبة الحدود الى ليبيا وباقامة قاعدة للطائرات بلا طيار في النايجر، يمكنها ان تراقب منها ما يجري في مالي وفي ليبيا.

على ان هناك من يشكك في فائدة هذه السياسة، ممن يقول ان التجربة في افغانستان والعراق اظهرت ان الاجراءات العسكرية لا تكون مفيدة الا بالتزاوج مع المسيرة السياسية التي تكفل التعامل مع كل ما تشتكي منه اطياف الشعب باكملها، ما يحرم دعم ابناء الشعب للميلشيات. وقال لورانس ان "الاعتماد على الطائرات بلا طيار وحدها للحصول على معلومات يمكن ان يؤدي إلى عكس المطلوب منه. فهناك دوما اشقياء يمكنهم تفجير المباني – والمسألة تتعلق بمعرفة في اي بحر يعومون؟ ويجب ان تنصب الاولوية على دعم حكومة شرعية تعكس تطلعات جميع فئات المجتمع الليبي".

لقد أدى نهوض الاسلاميين في شمال افريقيا الى توالد مجموعة كبيرة من المنظمات الجهادية المتنافسة، تتغير ولاءاتها باختلاف الحدود التي يعبرونها. فالوحدات التي قامت بانتفاضة شمال مالي كانت تضم مقاتلي طوارق وجهاديين ليبيين، رغم انهم كانوا يقاتلون على الجانب المضاد في الحرب الاهلية الليبية. وقال امادو طاهر، الذي تعرض لهجوم المتشددين عليه اثناء توزيعه تجهيزات طبية على بعد 60 ميلا الى الشمال من تيمبكتو، ان "الامر بالنسبة الي هو انهم كل سواء – الاسلاميون وحركة الطوارق الوطنية. فكلهم يحملون السلاح وكلهم يضمرون لنا الشر".

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل