X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      02/05/2024 |    (توقيت القدس)

اسرائيل من الداخل ..... التوتُّر وصناعة الموت

من : قسماوي نت -بقلم الشيخ حماد ابو دعابس - رئيس الحركة الاسلامية
نشر : 27/05/2013 - 17:15

انها دعوة لكل اب وأم وشاب وفتاة ، فلنعد جميعاً الى اصول ديننا ، وتعاليم شريعتنا ، وأخلاقنا الاسلامية الفاضلة . فان في ذلك صمام اماننا وامان مجتمعنا وأهلنا وأعزائنا

 

لا يكاد يمر يوم بصباحه ومسائه ، دون ان يفجعنا خبر جريمة او حادث ، يذهب ضحيتها اشخاص ابرياء . هذا فضلاً عن استفزازات المنظمات الصهيونية الارهابية التي تدنس مساجداً وتحرق مركبات وتقتلع اشجاراً . والأجهزة الامنية الاسرائيلية المختلفة التي تهدم بيوتاً في النقب وتقتحم اخرى في الضفة والقدس وتشرِّد الاهل وتروعهم وتقوم بطلعات جويَّة فوق لبنان ومناورات في الجولان وانتهاكات للمناطق الحدودية من جميع الجهات . ولا ننسى اخبار العصابات المنظمة التي يتربّص بعضُها ببعض ، فيوقعون فيما بينهم قتلى وجرحى . يشترك الاعلام ورجال السياسة في تأجيج التوترات بقصدٍ او بغير قصد . حتّى باتت اسرائيل تصدِّر للفضاء الاعلامي اضعاف مما تصدِّره القارة الاوروبية مجتمعة من اخبار العنف والقتل والجرائم والتوترات ، رغم ان سكان اوروبا يقاربون السبعين ضعفاً قياساً بإسرائيل .

لقد بات الضغط والتوتر يسيطران على الموقف لدى السياسي والإعلامي ورجل الامن الاسرائيلي ، فضلا ًعن المواطن العادي ، حتى استولى العنف على كثير من مشاهد الحياة في الداخل الاسرائيلي . ولو كانت سياسة اقتناء السلاح بنفس نسبة الانتشار كما هي في امريكا لوجودنا اضعافاً مضاعفةً من عمليات القتل والانتحار والجرائم بأنواعها . هذا كله اضافة الى ما تخفيه السلطات وتطمس عليه من اخبار انتحارات بالعشرات في صفوف العسكريين وغيرهم .

جريمة قتل في بئر السبع وجريمة اعلامية رسمية

بلغت الهستيريا بمواطن اسرائيلي من مدينة بئر السبع ، ان يقتحم البنك الذي يتعامل معه بشكل دائم ، ليرتكب جريمة بشعة تمثلت في قتل رئيس ونائب رئيس فرع البنك اضافة الى موظفة ومواطن ، واحتجاز مواطنة كرهينة لمدة قصيرة من الوقت قبل ان تستهدفه الشرطة الاسرائيلية فترديه قليلاً . لم تستغرق العملية سوى ساعات قلائل ، حتى كشفت المكنون الاجرامي الرسمي والحقد الدفين والأفكار السلبية المسبقة التي يحملها الاسرائيليون كإعلاميين وسياسيين ورجال امن تجاه المواطنين العرب في البلاد . فقنوات التلفزة الاسرائيلية والإذاعات المحلية تسابقت فيما بينها لنقل خبر عاجل مفادة ان المعلومات الاولية تشير الى ان مرتكب الجريمة هو مواطن عربي من مدينة رهط . وسرعان ما انتشرت الاشاعة كانتشار النار في الهشيم ، مصحوبة بموجة عارمة من التحريض وزراعة الاحقاد ، وبناءاً على هذا الهوس الامني الاسرائيلي فقد تمّ استهداف شابّ عربي من النقب بالرصاص في قدميه واعتقاله مكبّل اليدين ونقله الى المستشفى مكبّلاً كذلك . وعليه فقد بات العربي مستهدفاً لمجرد حضوره في ساحة الجريمة ، ومتهماً حتى في حال غيابه عن ساحة الجريمة بسبب الاتهامات النمطيّة المُعدَّة سلفاً لشريحةٍ كاملة من المواطنين في كل حادثة مفترضة .

فهل سيمتلك الاعلام الاسرائيلي الرسمي الجرأة للاعتذار امام مواطني مدينة رهط والمواطنين العرب في النقب على هذا الاتهام الباطل ، والتشويه المتعمَّد وغير المسئول لسمعة سكان مدينة رهط وعرب النقب اجمالا ؟ وهل ستعتذر الشرطة عن اعتدائها غير المبرر على المواطن العربي ، الشاب " الوليدي " بلا جريمة اقترفتها يداه ، سوى مظهره وقسمات وجهه العربية ؟.

وهل سننتظر طويلاً حتى نحظى بتصرّف انساني وحضاري من الجهات المسئوله امنياً وسياسياً ، ليقدِّموا اعتذارهم وليغيروا سياساتهم الاجرامية تجاه المواطنين العرب اجمالاً ومواطني النقب بشكل خاص ؟.

في مجتمعنا العربي لم يسلم من اجواء الاجرام

والى جانب ما يجري في الساحة الاسرائيلية الداخلية ، فان من المؤسف والمزعج والمثير للقلق ، تفاقم ظواهر العنف والقتل والجريمة في مجتمعنا العربي ايضاً . فجريمة قتل الطفلتين في النقب على يدي احد ذويهما على اكثر التوقعات ، تكشف جانباً خطيراً من حالات الهستيريا والتوتُّر والضغط التي تعيشها بعض البيوت العربية ، فإذا اضيفت هذه الجريمة الى الجريمة المشابهه في مدينة رهط منذ بضعة اشهر والتي ذهب ضحيتها ثلاثة اطفال على يدي والدتهم .

فان الامر يكشف طبيعة الحياة المضغوطة المتوترة ، لأسباب متعدِّدة التي تعيشها بعض الاسر العربية في الداخل، فالأوضاع الاقتصادية الخانقة ، ومتطلبات الحياة المعاصرة التي لا تنتهي ، والبطالة وغيرها من الاسباب ، قد تجتمع على بعض الاسر الضعيفة ، فينتج عنها حالات توتر قد تنتهي بالطلاق او الجريمة داخل الاسرة.

الامان في تعزيز الايمان

ان السبب الجامع لمعظم الجرائم داخل البيوت والمجتمعات ، وكثير من التوترات التي تنتهي بالطلاق او القطيعة والعداوة بين الجيران والأهل ، هو قلة الايمان بالله ، وانعدام الخشية الحقيقية والمراقبة الصادقة للمولى عز وجل ، ولو استقر الايمان في القلوب ، وامتلأت قلوب العباد بخشية الله ومخافته ، لنتج عن ذلك طاعة له سبحانه في اداء حقه وحق عباده ، بل وإيفاء كل ذي حقٍّ حقَّه ، لو زاد الايمان لزاد معه الصبر ، والحلم والأناة ، ولحل التسامح واللطف مكان الشده والعنف ، ولتراجعت معدلات الطلاق ، وحوادث الاجرام والاعتداءات بين ابناء المجتمع الواحد .

انها دعوة لكل اب وأم وشاب وفتاة ، فلنعد جميعاً الى اصول ديننا ، وتعاليم شريعتنا ، وأخلاقنا الاسلامية الفاضلة . فان في ذلك صمام اماننا وامان مجتمعنا وأهلنا وأعزائنا ، فاقرءوا واستمعوا وشاهدوا ورافقوا كل ما من شانه ان يزيد ايمانكم وبالتالي امانكم واطمئنانكم.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل