X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      04/05/2024 |    (توقيت القدس)

إنقلاب عسكري .. هزلي!! / محمد عزت الشريف

من : قسماوي نت
نشر : 07/07/2013 - 12:44

محمد عزت الشريف...... في الأنظمة الديمقراطية الحديثة.. لا شرعية إلا بالصندوق، ولا حشد إلا للصندوق أما التكتلات وحشود الشوارع؛ فليست سوى مظهر من مظاهر التعبير عن مطالب، أو إبداء رأي ـ بشكل جماعي سلمي. وإن خرجت تلك التكتلات والإحتشادات عن هذا المفهوم ، فهي إذن مظهر من مظاهر إبراز القوة ، والتلويح باستخدامها في حال لم تستجب السلطة لتلك المطالب أو تجاهلت الآراء،ووجهات النظر؛ وهي بصدد وضع الخطط، وسن القوانين، واتخاذ القرارات التي تمس شأن من شئون تلك الفئة التي تمثلها تلكم الحشود والتكتلات. في النظام الديمقراطي المتعارف عليه في العالم اليوم ـ لا سبيل لإبراز القوة ولا طائل من التهديد بها وإلا نكون قد خرجنا من مفهوم النظام الديمقراطي إلى النظام الديكتاتوري. وهذا الخروج المفاجيء والتحول الحاد إنما هو (الإنقلاب) . وإذا ما تم تنفيذ ذلك الإنقلاب بأي آلة من آلات القوة فهو (إنقلابٌ عسكريّ). مفهوم الإنقلاب العسكريّ إذن : هو الإنقلاب الذي يتم فرضه بأي آلة من آلات القوة بدءًا بكفّ اليدّ الذي يصفع الوجه ـ وحتى الدبابة أو الطائرة التي تقصف المدن!. إذا اعتمدنا هذه المفاهيم، واستخدمنا تلكم المعايير على ما جرى في مصر يوم 30 يونيو و ما تلاه من أيام؛ فنحن إذن بصدد إنقلاب عسكريّ مكتمل الأركان. وليست الربكة الكبيرة لكل مَن يَنظر إلى هذا الإنقلاب أو يُنـَظـِّر له إلا لأن ذلك الإنقلاب جاء بشكلٍ هزليّ، عبثيّ صارخ!! فمظاهرات الثوار في مصر؛ التي اتخذت شعار التمرد، وهدّدت بضخامة الحشود مثـَّلت شكلاً من أشكال التحوُّل والخروج العنيف على الديمقراطية التي يحرسها ـ هنا ـ الجيش. فالمواجهة إذن هي مواجهة بين قوة الحشود من جهة، و قوة الجيش من الجهة الأخرى. هنا .. وبصرف النظر عن شرعية ابراز القوة والتلويح باستخدامها من الحشود أو من الجيش نحن على موعدٍ مع مشهدٍ كوميدي، ، هزلي، ساخر! إذ أنه ؛ وبدلاً من أن يقوم رئيس الدولة بتحديد مسئولية الحشود عن التهديد باستخدام القوة ومسئولية الجيش في معالجة الموقف والحفاظ على أمن البلاد ـ نفاجيء بأن قوة الجيش تتحالف وقوة الحشود ..! ويستهدفان ـ معاً ـ رمز الدولة المتمثل في مؤسسة الرئاسة التي لم يبق منها سوى رئيس الدولة بشخصه!! ويزداد المشهد هزلية إذا ما علمنا أن رئيس الدولة هو الممثل الوحيد للمؤسسة الوحيدة الباقية،المنتخبة شرعياً من الشعب بنزاهةٍ و بإرادة حرة مستقلة!! وتزداد الملهاة وتصل إلى الذروة ونحن ننظر على مشهد النهاية! إذ يقف وزير الجيش المسئول عن الفشل الأمني .. لا ليعترف بالفشل، أو يَعِدَ بخطة للعلاج ـ ولكن؛ ليعزل آمره و قائده المباشر ، والقائد الأعلى للقوات المسلحة؛ بل و رئيس عموم البلاد الشرعيّ، المنتخب دستورياً؛ على إثر ثورة شعبية عبقرية شهد لها العالم!! أيّ عجبٍ هذا !! وأيَّ دهشةٍ، وذهول !! 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل