X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      04/05/2024 |    (توقيت القدس)

العلاقات بين ايران والسعودية والصراع علي تصدر النفوذ في المنطقة -

من : قسماوي نت
نشر : 10/07/2013 - 15:58

تميزت العلاقات السعودية – الإيرانية بالتوتر الشديد خلال حكومة محمود أحمدي نجاد وكان لهذا التوتر انعكاسات سلبية على العلاقات الثنائية والإقليمية للبلدين. ويسلط احد كبار الباحثين في معهد "بروكينغز" في الدوحة، البروفسور ف.غريغوري غاوز F. Gregory Gause الضوء على أبرز هذه الانعكاسات على الساحة الاقليمية وذلك على ضوء وصول حسن روحاني إلى سدة الرئاسة. وقد جاء في مقاله المنشور في موقع المركز تحت عنوان "هل ستتغير المعادلة الجارية بين قطبي الصراع الإيراني - السعودي أم لا؟" ان وصول حسن روحاني إلى سدة الرئاسة الإيرانية اثار موجة من التفاؤل بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، والفرص المتاحة لتحسين العلاقات بين إيران والسعودية التي اتسمت بالتوتر المتزايد وتحولت إلى صراع السلطتين لإعمال نفوذ أكبر في الصراعات الاقلیمیة. لقد أخذ روحاني زمام المبادرة معربا عن رغبة حكومته لبناء علاقات جديدة مع الرياض. ورحب المسؤولون في السعودية بهذه المبادرة التي تقدم بها الرئيس الإيراني الجديد، وذلك رغم الشكوك التي تساورهم حول نية النظام الإيراني بهذا الشأن. ورغم أن تولي روحاني الرئاسة الإيرانية يدعو للأمل والتفاؤل بشأن تحسين العلاقات بين الرياض وطهران، لكن يجب الانتباه إلى نقطة مهمة وهي أن الظروف الحالية تشهد اختلافا جذريا مع التي كانت سائدة على الجغرافيا السياسية الإقليمية في أواخر التسعينات والعلاقات الجيدة بين إيران والسعودية آنذاك. لقد اتخذت كل من إيران والسعودية على الأقل مواقف قريبة ضد الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ولعب هبوط أسعار النفط في أواخر التسعينات دورا في تقريب البلدين والدول المنتجة للنفط - الأعضاء و غير الأعضاء - في منظمة أوبك، إذ أدى ذلك إلى توحيد الآراء حول انخفاض إنتاج النفط و ارتفاع الأسعار. وشهدت العلاقات بين البلدين في تلك الفترة مواقف خلافية عديدة، ومصالح مشتركة محدودة، إلا أننا اليوم لم نشهد تلك القواسم المشتركة بينهما إلا نادرا. وإنما الاختلاف الجيو-سياسي المهم بين الان والماضي هو انحسار النفوذ والصلاحيات والسلطة التي تمتعت بها السعودية وإيران في العراق وسوريا. كان يُعد صدام حسين في التسعينات زعيما لدولة العراق العربية، ورغم أنه لم يكن قائدا بارزا أو متحضرا، غير أنه بسط سيطرته على كافة البلاد. وكان الرئيس السوري السابق حافظ الأسد صديق وحليف صدام حسين، يهيمن على سوريا. قام هذان الزعيمان بقمع معارضهيما في الداخل ونهجا سياسة السيطرة على السياسة الداخلية بشكل جاد، لذا أصبح التدخل في السياسة الداخلية للبلدين من قبل القوى الأجنبية أمرا مستحيلا تقريبا. وفتح الغزو الأميركي للعراق الطريق للتدخل الخارجي مثل تركيا والسعودية وإيران ودول أخرى في المنطقة حيث حققت سياسة الجمهورية الإسلامية في العراق نجاحا أكبر. لقد رحبت الأحزاب العراقية المتصارعة حول الهيمنة والنفوذ في العراق الجديد بتدخل الدول الأخرى في الشأن العراقي. واليوم نلاحظ نفس الظروف في سوريا التي تحولت هي والعراق إلى ساحة للعبة السياسية لدول المنطقة. وتؤدي الحرب الباردة الجديدة الجارية حاليا في المنطقة دورا مؤثرا في السياسة الداخلية لهذه الدول التي تم تضعيفها، وتعُتبر دول مثل لبنان واليمن من الدول الضعيفة تاريخيا، ولا تتمتعان كثيرا بدور استراتيجي في الدول العربية. ما يقود إيران والسعودية للتدخل في شؤون هذه الدول ليس تحقيق طموحاتهما، بل بنية العلاقات الدولية والإقليمية التي تقتضي ذلك. ويؤدي الابتعاد عن المعادلات السياسية الداخلية لهذه الدول إلى خطر تسليم ساحة المعركة إلى المنافسين وعدم كسب منافع سياسية. لقد رحب روحاني بتحسين العلاقات الإيرانية السعودية غير أن إمكانية ان يتنازل عن مصالح إيران السياسية في العراق تبدو ضئيلة للغاية من جهة. ومن جهة أخرى فإن السعودية لن تترك الساحة في سوريا كاثبات لحسن نيتها، وذلك رغم رغبة المسؤولين لفتح صفحة جديدة للعلاقات بين السعودية وحكومة حسن روحاني. وبما أن تعزيز قوام الدولة في العراق وسوريا صعب للغاية في المستقبل القريب وان المسؤولين في هذه الدول لن يكونوا قادرين على التصدي للتدخل الأجنبي في شؤونهما، تبدو فرص إحياء علاقات دافئة بين السعودية وإيران ضئيلة للغاية. وبالرغم من الظروف البنيوية الداعية للتشاؤم، فإن هناك أسباب عديدة تدعو للتفاؤل، منها احتمال الحد من الطابع الطائفي الحاد للمنافسة من قبل روحاني والمسؤولين السعوديين. ستعرض الخلافات الطائفية، مصالح السعودية وإيران في المنطقة للخطر على المدى الطويل وستؤدي إلى تهميش الأقلية الشيعية في السعودية وجذبها والشيعة العرب الى إيران، وفي النهاية سيشجع الجهاديين السنة للانتفاضة على النظام في السعودية. وسيسفر هذا الصراع الطائفي إلى تنزيل مكانة إيران إلى مستوى الاقلية في العالم الإسلامي وانحسار الهيمنة والنفوذ الإيراني. إذا نجح روحاني في وضع مسار العلاقات الإيرانية والسعودية في السكة المناسبة سينحسر الطابع الطائفي للنفوذ والمنافسة بين البلدين وستعزز العلاقات الودية بين البلدين، وسيجني الجميع ثمار هذه العلاقة الثنائية في طويل المدى. - 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل