X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      09/05/2024 |    (توقيت القدس)

أيها العرب اعترفوا

من : قسماوي نت
نشر : 23/07/2013 - 13:37

أيها العرب اعترفوا بجرأةٍ وشجاعة، ولا تكونوا جبناء ولا ضعفاء، ولا تكذبوا على أنفسكم ولا تخدعوا غيركم، ولا تحاولوا الاختباء خلف أصابعكم، كما لا تكونوا كالنعام فتدفنوا رؤوسكم في الرمال، وتعتقدوا أن أحداً لا يراكم، أو يعرفكم ويدرك حقيقتكم، اعترفوا أن القضايا المركزية والتاريخية للأمة تتراجع، وأنه لم يعد لها وجود في هموم الأمة، وأن المشاكل الداخلية هي الطاغية والمسيطرة، وأن المطالب الشعبية هي المقدمة، وأن لها الأولية عن كل ما سواها، وأن القضية الفلسطينية تتراجع بقوة، وأنها باتت قضية قطرية أكثر مما هي قضية قومية، وأن هناك أصواتاً عربية، واقعية وغير سيريالية، ومنطقية وغير بيزنطية، وطنية وغير متهمة، بدأت تقول وتنادي، بصوتٍ عالٍ ودون خوف، في المحافل العامة وفي اللقاءات الخاصة، لا علاقة لنا بفلسطين، هي أرضكم ووطنكم، حرروها بأنفسكم، نحن لن نخوض حرباً من أجلكم، لن ندمر اقتصادنا من جديد بسبب قضيتكم، لن نتسبب في حصار بلادنا، وتجويع شعوبنا، وتدهور علاقاتنا بسببكم. يقولون للفلسطينيين جهاراً لا همساً، وفي وسائل الإعلام وفي المحافل والديوانيات، ابعدوا عنا، اتركونا وشأننا، لا تتدخلوا في شؤوننا، ولا تطالبونا بأن نقف معكم، أو نساندكم في قضيتكم، أو نساعدكم في محنتكم، أو نضحي معكم أو نيابةً عنكم، أو أن نتخلى عما لنا من قوتٍ وغذاءٍ ودواءٍ ووقودٍ من أجلكم، فنحن أولى بالعون منكم، وأحوج إلى المساعدة من شعبكم. يقولون ... قبل أن تطالبونا بمساعدتكم، والوقوف معكم، اتفقوا فيما بينكم، انهوا مشاكلكم، توصلوا إلى إتفاقٍ يجمعكم، وحدوا موقفكم، اجمعوا كلمتكم، احترموا أنفسكم، كونوا أوفياء مع شعبكم واعملوا لصالحه، أخلصوا لأهلكم وكونوا عوناً له، أوقفوا مهاتراتكم، وكفوا عن الإساءة لأنفسكم، ولا تطلقوا العنان لوسائلكم الإعلامية تتهم وتشوه وتخون، وتسب وتشتم وتهين، اتفقوا على قضاياكم، واجعلوا منها عنواناً للوحدة، وأساساً للقاء، ولا ترهنوا أنفسكم، ولا تكونوا أدواتٍ في أيدي غيركم، ولا أوراق تستخدم لغير قضيتكم، ولا تكونوا عصا تستخدم للنهش، ولا سلاحاً للجرح، ولا بوقاً للنعق، ولا تكونوا صوراً للأنظمة، وانعكاساتٍ للقوى، بل كونوا صورةً واحدة لشعبكم، وعنواناً واحداً لوطنكم، يجب علينا أن نعترف أن القضية الفلسطينية لم تعد القضية الأولى لدى العرب، وأن هناك ما يشغلهم عنها، ويستغرق وقتهم وجهدهم دونها، وأن لديهم الكثير مما يقدمونه عليها، وأخشى ألا يعودوا لها، وألا يلتفتوا إليها من جديد، وألا تكون ضمن أولوياتهم في المستقبل. يجب علينا أن نتعترف أن من حق العرب أن يفكروا بهذه الطريقة، وأن يخلصوا إلى هذه النتيجة، وأن يكون هذا قرارهم، بالالتفات إلى أنفسهم، وانشغال بمصالحهم عنا، وأن لديهم عقلاً يميز، وعيناً تراقب، وأذنا تسمع، وأنهم يعرفون عنا الكثير، ويدركون عيوبنا قبل مزايانا، ذلك أننا نحن الفلسطينيين لم نعد المثال ولا النموذج، ولم نعد القدوة ولا الأسوة، فلا مقاومة تلهب حماس الأمة،، وتدفعها للتأييد والنصرة، ولا عملياتٍ عسكرية نوعية أو عادية في مواجهة العدو الإسرائيلي، وإنما هو انشغالٌ في الدنيا، وقبولٌ بالواقع، واعترافٌ بالحال، وانغماسٌ في الذات والخصوصية، والتفاتٌ للمصلحة وتغييبٌ للعامة، فضلاً عن الانقسام والتشرذم، والتمزق والتشتت، ونحن جميعاً أبناء شعبٍ واحد، ولنا قضية واحدة، نعاني خلالها جميعاً من عدوٍ واحدٍ عادلٍ لا يفرق ولا يميز بيننا، يقتلنا ويعتدي علينا بالسوية، ولكننا نفرق ونميز، فلا نستغرب انفضاض الناس من حولنا، وذهابهم بعيداً عنا، وتخليهم عن قضيتنا، ويأسهم من حالتنا، واشمئزازهم من انقسامنا، وقرفهم من مشاكلنا، وخجلهم من سلوكياتنا، بل وحقد بعضهم علينا، وكرههم لنا، وغضبهم منا، وسخطهم علينا. أتمنى أن نعترف بهذه الحقائق، وألا نكابر وألا نخدع أنفسنا وشعبنا، وألا ندعي خلاف ذلك، فهذا هو واقع أمتنا العربية اليوم، وهذا هو حالنا الذي أصبحنا عليه، وقد كنا سبباً مباشراً في دفع العرب لهذا التفكير في كل هذه الاتجاهات السلبية، فهذا من حقهم، لا نستغربه منهم، ولا نعيبه عليهم، ولا نطالبهم بغيره قبل أن نغير نحن قبلهم، فالله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم، فهل نغير من حالنا، ونبدل من أوضاعنا، ونصدق مع شعوبنا وأهلنا، حتى يعود العرب لنا، ويرجعوا إلينا 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل