X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      19/04/2024 |    (توقيت القدس)

كلمة وفاء للمرحوم "أبو إدريس"

من : هلال بدير
نشر : 16/08/2013 - 14:31

 

كلمة وفاء للمرحوم "أبو إدريس"

شهيد الانسانية

إلى من عرفته هادئا هدوء الحمام

متواضعا كما هي السنابل الزاخرة بالقمح بسيطا كعشاء الفقراء !

 

قال الله تعالى ((كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون   ( 57 ) والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم  من الجنة غرفا  تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين )) سورة العنكبوت 

رحمك الله "أبا إدريس" يا فقيد كفر قاسم ...

لو سألتني لأجبتك لا أدري ... ولكن الحقيقة أنني أدري بأن الواجب دعاني إلى كتابة هذه السطور في حياة شخصك يا  عزيز كفر قاسم ..." أبا إدريس "

منذ اللحظة الأولى لفراقك لدنيانا الزائلة يا صديقي وأنا  أحاول أن أكتب لك وفيك كلمة وفاء لعطائك  ولكن كلما بدأت أجمع أفكاري وإذا بالدمعة تطفر من عيني..فينطوي الفكر ويعود الى لحظة فراقك والتي لا تفارقني أبدا...!

 أبا إدريس ... عرفتك محبا للناس في تلك الحياة لا بل، عاشقا لخدمتهم، هادئا كالحمام، متواضعا كما السنابل الزاخرة بالقمح بسيطا كعشاء الفقراء، مخلصا في أقوالك وتعاملاتك، عظيم الهمة نظيف القلب واليد واللسان!

وعلى الرغم من ايماني بقضاء الله وقدره إلا أنني أتساءل شوقا اليك ...

لماذا  انطلقت الى الرفيق الاعلى ونحن رفاقك ما زلنا نتوق للقياك وللحديث اليك؟!

هل مللت الاقامة في هذه الدنيا الفانية فاشتاقت نفسك الى حياة الآخرة؟!

ام هل جعلتك مهنة خدمة الناس التي قضيت فيها أجمل سنوات عمرك تمل لقلة تكرار ما كنت تقدمه لأهل بلدك من خدمة بسبب تقاعدك !!!!؟
أيها الأب الحنون...

القياديون أيها الفقيد الغالي كثيرون !! إلا إن القياديون الخادمون لأهل بلدهم  والذين يعطون ما عندهم بغير حساب يتركون بصماتهم في أماكن عملهم ويشتغلون كما هي الشموع في محاربة جيوش الظلام، ظلام الظلم والمحسوبية وقلة المعرفة من اجل اضاءة الطريق، طريق الخير والعطاء، طريق النور والمعرفة للاجيال القادمة من بعدهم، هؤلاء القياديون هم أنت أيها القائد المغوار فقليلون وقليلون جدا هم ...وانت كنت واحدا قائدهم في هذه الحياة...!!
ايها الصديق " أبا إدريس " كنت تزرع قلبك في عملك ببلدية كفر قاسم فينمو في قلوب زملائك للعمل وفي قلوب أهل بيتك الطيبين! كنت كبيرا متواضعا في عطائك في المجلس المحلي وفي البلدية لاحقا , دقيقا في تعاملك مع الآخرين، متسامحا كريما مع المسيئين اليك، عطوفا حنونا على الصغار مسايرا وملاطفا مع الكبار فأحبك الجميع وبادلتهم حبا بحب. ولم تتوان يوما عن القيام بمسؤولياتك الجسام، ولم تفرّط بصداقة صديق! كنت تؤمن ان البراءة في كل تعامل مع الآخرين سوف تكسبك صداقتهم وهذا ما كان.
لقد احببناك لانك كنت تستحق محبتنا وزرناك لانك كنت لطيف المعشر دمث الاخلاق، تتفانى في مصلحة الآخرين، تضحي للكبير والصغير بغير منّة!!

أذكرك "أبا إدريس" ... وأذكر كيف أنك لم تَشْرُف بكرسي الادارة، عندما تسلمت منصب مدير عام البلدية ,  بل شَرُف الكرسي بك وكنت تعي مدى كبر المسؤولية وصعوبة التعامل مع المواطن إلا إنك لتقديم الخدمة والمشورة لكل من طرق باب مكتبك أو بيتك !!!! كنت السباق في خدمته فتستسهل ما صَعُبَ . فمن اجل ذلك كله ألمس ويلمس أبنائك يا أبا إدريس أن جميع كفر قاسم تلهج بذكرك الطيب وسيرتك المعطاءة..
خليلي العزيز ... تركتنا الى دنيا الآخرة رحمك الله ... ولكن عزانا في تركك لنا ما تركته عندنا منك من سيرة حياتية حافلة بالقيم والتعاليم الانسانية ... فأبنك المحب الذي يكتب لك هذه السطور وكعضو بلدية ممثلا لعائلة عامر رافقك في السنوات الأخيرة وتعلم منك أمورا عدة وعديدة خلال مرافقته اياك  في السنوات الخمس الأخيرة وأخص بها تجولاتنا في المكاتب الحكومية لخدمة أهل بلدك ...في الفترة ما بعد خروجك للتقاعد , وأرى بما تعلمته منك  بأنه رؤيتك الخاصة لشخصك في الحياة! وتتلخص رؤيتك وشخصيك يا "أبا إدريس" في ثلاثة قيم هي:

العمل الجاد الدؤوب اولا، والعطاء بغير حساب ثانيا ومحبة الآخرين كل الآخرين ثالثا!
فالعمل الجاد الدؤوب من اجل كسب لقمة العيش النظيفة من مال الحرام هذا اولا. اما العطاء فمن اجل خير الآخرين وخدمتهم ، وثالثا المحبة من اجل الحياة ونعْم الرؤيا والقيم التي تبنّيتها في حياتك الزاخرة – بالحب والخير والعطاء يا شهيد الإنسانية وقيمها !

لذلك يا أبا إدريس لم تبعد رحلتك عنا، بل ستبقى دائما ذكراك عطرة في قلوبنا ما حيينا لأنك استحققت كل هذا الحب!!
كنت أيها الصديق قريبا من قلوبنا جميعا. ولذلك ليس من قبيل الصدفة ان صورتك غادرت عيوننا الى قلوبنا لتستقر هناك!

أتذكر عندما كنا صغارا؟ كيف كنت في كبرك تدرج معنا ونحن صغارا  في مدارج الصبا؟! كيف كانت تجمعنا المحبة والأحاديث الشائقة في كل لقاء؟!
أتذكر الكثير من اللحظات التي عشناها معك ...
أتذكر لقاءاتنا في الأعياد وفي المناسبات وفي الزيارات البيتية، وفي الحفلات والأعراس ومختلف المناسبات؟!
فكيف تنازلت عن كل ذلك وانفردت في مسيرتك عنا وغادرتنا إلى غير رجعة؟!!!!!!!!!!!!
كثيرة أيها الراحل المبجل هي الذكريات ومؤثرة جدا إلى حد الدموع، ولكن الموت ايها الراحل الكريم حق علينا جميعا!

فهل بعد هذه المشاعر الجياشة من حرج، اذا نزلت دمعتنا لفقدانك، سنفتقدك ايها العزيز دائما....! سنفتقدك في أعيادنا واحتفالاتنا وشتى مناسباتنا!
سيفتقدك الابن المحب لك  أحمد عبد الكريم عامر!

ستفتقدك أم إدريس والأبناء والبنات !
سيفتقدك الأحفاد والحفيدات!
سيفتقدك الاخوة والاخوات!
سيفتدك أقاربك من عائلتك المحبة لك عائلة عامر !
ستفتقدك المدينة والبلدية التي ضحيت بشبابك من اجل خدمة مواطنيها ورفعة سمعتها  وامضيت فيها خيرة سنوات حياتك!
ستفتقدك الإنسانية ومكارم الاخلاق في كفر قاسم وكل الصفات الطيبة!
ستفتقدك المروءة والشهامة وعمل الخير!
ستفتقدك المحبة، محبة الآخرين والاخلاص في العمل والتضحية بالوقت الثمين وبالصحة والعافية من اجل خير الآخرين!

إن من كانت هذه صفاته ومزاياه حري بان يسجل اسمه في سجل الخالدين في تاريخ كفر قاسم ! فقد كنت عظيما في حياتك وانت اليوم عظيم بعد مماتك!

 

سأفتقدك........................................
 

نم قرير العين لأنك خالد فيما عملت وقدمت وضحيت في خدمة أبناء بلدك بلا تمييز ولا تفرقة بين عائلة أو أخرى وهذا ما شهدت لك به وفود المعزين في بيت عزائك...!

نم قرير العين فيمن خلّفت من خلف صالح لخير سلف.
رحمك الله رحمة واسعة وألهم عائلتك كفر قاسم الصبر والسلوان والى جنات الخلود حيث نعيم الآخرة، لانك اهل لهذا النعيم!

صديقك المحب للأبد

أحمد عبد الكريم عامر

عضو بلدية كفر قاسم-قائمة الاتحاد

 

 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل
1
نحن لا نعرف ان نقول شيئ سوى اننا نحبك ولن ننساك .رغم توقف نبضات قلبك ما زلنا نحبك وما زال ويبقى حبك للابد ينبض في الاعماق .اكتب بخطك الجميل كم من الوقت سننتظره وطال بنا الزمان لعل حروفتا تكون شهادة انك انسان . ما زلنا نحبك وما زال ويبقى حبك للابد ينبض في الاعماق .لا الله الا الله محمد رسول الله وانا لله وانا اليه راجعون .
الاحفاد محمود -محمد - منه - 17/08/2013