X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      19/04/2024 |    (توقيت القدس)

الطيبي في الذكرى الـ9 لإستشهاد الرئيس عرفات: أبا عمار.. الريح التي حركت الجبل

من : قسماوي نت
نشر : 11/11/2013 - 10:28

أبا عمار ..الريح التي حركت الجبل
سنوات تسع أزاحك فيها الموت ولم يغيبك ويُفتح جرحنا النازف في قلوبنا في ذكرى رحيلك من جديد، وعدتنا أن يكون إستشهاداً في سبيل فلسطين، يا سيد فلسطين، وهكذا كان ورغم مضي كل هذه الأعوام ما زال إستشهادك يحير العالم والعلماء ولجنة تحقيق عازمة على إثبات أن يداً غادرة آثمة مجرمة هي التي قتلتك... ومتهمون يحاولون التنصّل من المسئولية عن جريمة قتلك وقتل شعب وحلم ووطن ... ولكن لا تأسفن على غدر الزمان لطالما.... رقصت على جثث الأسود كلاب. أذكر ذلك اللقاء الأول في تونس حين مددت يدك لتتناول رغيفا من تحت كنبتك البالية لتقتسمه معي هكذا أنت عظيما وبسيطا، رمزاً وأبا، زعيما ومقاتلاً، لينا وصلبا، غاضبا ومعانقا، قائداً ومرافقا وكنت سيداً وخادما كنت كل ذلك وكنت قبل كل ذلك "السيد فلسطين".
لا أستطيع أن أملأ ثقوب الذاكرة بالكلمات ولا أتجاوز الجراح، لم تبكك عيوننا بل قلوبنا، كان يوم رحيلك يوم أبكيت فيه السماء قبل الأرض وأبكيت الرجال قبل النساء والأطفال ودّعك الشجر والحجر كنت غضباً مسيرة وحلماً. أشعلت بشعبك ناراً مؤجّجة تاريخاً ونضالاً وبنيت فيه حلماً، تحرسه الأمهات حارسات حلمك المقدس وكسرت القيد وبددت الظلام ولعنت القهر وثرت على الظلم وتحديت الخوف، إنك عاصفة، وإشتقت منك العاصفة كوفيتك وسام للثوار وشعار لكل الأحرار، يا ختيار الثوار. كم انحنى الموت أمامك والقذائف تنهمر بين ذراعيك وبين إصبعيك اللتين تشيران إلى النصر، ولا تنفجر حياءً من قوة أحلامك وها هما هاتان الإصبعان تخرجان من تحت التراب في إشارة نصر بوجه الظالمين لإنبثاق الحقيقة التي أبت أن تبقى مدفونة، وصرخت صرخة مدوية بأنك لا تُقهر حتى وأنت شهيد  وستخرج الحقيقة الى النور لا محالة وسيدفع الطاغية الذي قتلك الثمن، عندئذ ستثبت مجدداً أنه يموت الطاغية وينتهي حكمه ويموت الشهيد ويبدأ حكمه، في حين تبكي شعوب لكي تتخلص من حكامها وتبكي فلسطين دما لغياب زعيمها.

نظام الإبارتهايد
أبا عمار في الضفة المحتلة يتنامى نظام الإبارتهايد ويتكرس، وعندنا في الداخل تنمو العنصرية وترفع الفاشية رأسها. في كل أسبوع قانون أسود أو أكثر. يضيقون علينا سياقات الحياة في الأرض والمسكن في الرواية والهوية... أبا عمار ما أحوجنا إليك في ظل الإنقسام والتشرذم واليأس والإقتتال. طال إرتفاع الجدار وتوحشت حواجزهم بل زادت فاشيتهم. قضية شعبنا تمر في أسوأ حالاتها، بل إن فكرة الدولتين تترنح إنها آيلة للسقوط. وما زال شجر الزيتون عدوا لهم ليقتلعوه. أبا عمار يا زيتوننا وزيزفوننا، من دون فلسطين لن نصل إليك ولن نفهم عليك، تلك لغتك التي أتقنتها بألف لهجة ولهجة ولكنها كانت لغة واحدة، تبدأ البسملة فيها بالأقصى المبارك وينتهي الحمد لله فيها بالفدائي الأول عيسى المسيح ومعنى القيامة "انا فتحنا لك فتحاً مبينا". لن ندع الذين راهنوا على تفرق ريح هذا الشعب بغيابك يفرحون ويجعلون علامة الغياب عرساً لهم يرقصون على قبورنا، ولن نقبل بتحطيم البيت من داخله، بل ستبقى وصيتك وكوفيتك التي شرفتني بمداعبتها رمزاً لكرامة هذه الأمة وشرف هذا الشعب المتعطش للوحدة الوطنية والحرية. وكما قلت لك آنذاك إن سقطت هذه الكوفية سقطت كرامة العرب " أنت يا سيد الكرامة ".

النوم المؤقت
أبا عمار... ناديتك.. قم يا ياسر.. قم من نومك المؤقت... قم معي يا طائر الفينيق.... وأقولها لك للمرة التاسعة ألا تسمعني.. أم أنك غاضب منا.. أتأذن لي ثانية أن أطلب بأن أحملك بين يدي وأعتذر لروحي لأنها أيقظتك من زمنك الأبيض... تأتي معي إلى الحلم ترى شوارعاً تعرفك، حارات وأطفالاً وخطوات وأشجاراً وأصدقاء وناسا... ومخيماً ومعتقلات. فبأي نبض أزرع الوردة في مقامك الأسمى، كل ما في المدينة من حزن ومن فوضى ومن موت وإحتراب.. قم لنطرد الجراد عن المكان، هنا وهناك... أخرج معي إلى هذا الليل الطويل، فالموت لا يدفن الحقوق وإن السلام غناء ولن تسقط راية الفارس التي حملتها، ما زلت أحبك رغماً عن غيابك أو أكثر بعد غيابك، ما زلت اليوم حلماً وما زلت الحاضر غداً يا سيد الرجال، يا سيد الوفاء، أيها الفارس الذي ترجل يا أيها الريح التي حركت الجبل.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل