X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      04/05/2024 |    (توقيت القدس)

صمود الرئيس وغباء الانقلاب يشعلان عزيمة رافضي حكم العسكر.. في الذكرى الثالثة لمجزرة "الفض" -

من : قسماوي نت
نشر : 14/11/2013 - 11:44
 إن شئت سمها "مذبحة الإنسانية" إذا كنت ترفض إطلاق مصطلح محرقة أو مجزرة أو إبادة.. هي ذكرى فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة، التي تمر للشهر الثالث على التوالي، وسط ملامح انهزام وكسر الانقلاب العسكري الدموي وتصاعد رقعة رافضي الانقلاب في الشارع المصري والمجتمع الدولي.
 
5 آلاف شهيد
تأتي الذكرى الثالثة للمجزرة بمشاهد يوم 14 أغسطس كاملة بداية من اقتحام أولى مداخل ميدان رابعة وسقوط مئات الشهداء في الساعات الأولى -وهو العدد الذي تضاعف إلى أن قارب الـ5 آلاف شهيد بنهاية يوم مجزرة الفض- وتطور إجرام مرتزقة الانقلابيين الى حرق خيام المعتصمين بعد إمطارهم بوابل من قنابل الغازات المسيلة للدموع مصحوبة برصاص غادر من بندقية قناص ارتضى أن يقضى بقية عمره يعاني من دعوات آلاف الأمهات، ممن حرقت قلوبهن، حتما ستصيبه.
وإذا تذكرت مجزرة الفض -إن كانت تغيب عن بالك- فلا تنس أن اقتحام ميدان رابعة لم يكن ليحدث إلا عقب قنص كافة رجال تأمين المداخل الذين ارتضوا أن يسهروا طوال مدة الاعتصام على حدود الميدان لحمايته وحتى يبيت إخوانهم وأخواتهم بأمان، فارتضوا ألا تدخل ميليشيات ومرتزقة الانقلاب لقلب الميدان إلا على أجسادهم، هنا المستشفى الميداني والمركز الإعلامي برجالهم الأبطال وقفوا صامدين لساعات طوال دون إمكانيات، حاولوا إسعاف المصابين وتوثيق المجزرة قدر استطاعتهم إلى أن طالتهم يد الغدر بحرق أماكنهم وإجبارهم على الخروج من الميدان مخلفين وراءهم شهداء وجثامين محترقة ومعتقلين ومصابين لقوا حتفهم جرفاً بجرارات الانقلاب.
وفي ركنٍ من الجيزة، صمد الآلاف في ميدان النهضة رغم ما تعرضوا له طوال مدة الاعتصام من دماء سالت وبلطجية تعهدت بملاحقتهم طوال الليل، واستمر صمودهم مع بداية مجزرة الفض رغم حرق عدد منهم أحياء وقنص واعتقال الباقين لتنجو منهم قلة قليلة.
تحدثك نفسك بالضعف كلما تذكرت هذا اليوم ومشاهداته بالكامل إلى أن استقر المشهد أمام مسجد الإيمان بمدينة نصر، حيث ارتصت جثامين المفقودون من الشهداء تنتظر من يتمكن من ذويهم التعرف عليهم، أما المشهد في مشرحة زينهم حيث الجثث المتفحمة فكان إيذانا ببدء منحنى جديد في خط النضال ضد الانقلاب العسكري الدموي.
15 ألف معتقل
"اعتقالات زادت في مجملها عن 15 ألف مواطن، كل جريمتهم أنهم أصحاب قضية تحرير ونهضة وطن، شهداء تجاوزوا الـ5 آلاف وأضعافهم من المصابين".. مشهد يقابله انتفاضة في الشارع المصري الذي خرج بالملايين في مسيرات ليلية تحدت حظر التجول وحالة الطوارئ.
الرئيس الصامد
3 أشهر كاملة منذ المجزرة.. كان الشهر الأخير منها وحده كفيلاً بإعادة شحن طاقة المطالبة بالثأر والقصاص وقبلهم عودة الشرعية بعد رفض انقلاب دموي، فجاءت المسرحية الهزلية لمحاكمة الرئيس الشرعي للبلاد محمد مرسي يوم 4 نوفمبر كطاقة صمود على الطريق، فمن كانت تحدثه نفسه باليأس وانقطاع الأمل وجد رئيسه المختطف يقف خلف قضبان الانقلاب صامداً يرفع شارة رابعة وكأنه يذكرنا بما حدث في تلك المجزرة وبشهدائنا ويطالبنا بالتمسك بالشرعية والحرية.
"الرئيس الصامد" أسطورة حظيت باهتمام دولي يرفض ما يقدمه الانقلاب من قمع للحريات وملاحقة واعتقال وقتل لمعارضيه، فكانت المعادلة في الشارع المصري "كلما ازداد الانقلاب عنفاً كلما ازدادت إدارة الأحرار في انهاء زمن العبيد".
انتفاضة الطلاب
ورغم آلام ذكرى المجزرة، إلا أن انتفاضة طلاب الجامعات طفت على سطح تلك الآلام وطيبت الجروح لتعلن بقوة أنه لا تراجع ولا انهزام، وأن الانقلاب زائل لا محالة، وحينها يبدأ القصاص ممن قتل وحرض وانتهك الحريات، فتحولت الجامعات إلى بركان يغلي في وجه الانقلاب، ورغم مقابلة الانقلاب ذلك بالأحكام الجائرة -وآخرها الحكم بحبس 12 طالبا من جامعة الأزهر لمدة 17 عاماً، ودفع غرامة تجاوزت الـ60 آلف جنيه- إلا أن البركان لم ولن يتوقف.
المراة والثورة
"الفتاة والمرأة المصرية" كانت عنوان تلك الأزمة، منذ ساعات الفض وما قبلها وقفت المرأة المصرية الحرة ترفض وتقدم التضحيات فسقطت منهن الشهيدات، ويوم الفض كان رجال التأمين يقفون على المداخل يحمون من بالميدان بينما تتجول المرأة المصرية الحرة تدعم وتشد من أزرهم تهتف "الله أكبر" تذكرهم بالنية الطيبة الصادقة وتطيب جراح من تستطيع ليكتمل المشهد، واستمر عطاء الفتاة المصرية طوال فترة ما بعد الفض، لتأتي الذكرى الثالثة للمجزرة تزامناً مع تجديد حبس الفتيات في سجون الانقلاب دون رأفة بصغر سنهن، فمن بينهن من يبلغ عمرها 13 عاماً ومنهن من تكبرها بقليل.
غباء حكومة الانقلاب
وجاءت قرارات حكومة الانقلاب لتشعل الأوضاع وتسهم في ضم فئات وشرائح جديدة من المجتمع لقطاع رافضي الانقلاب الذين خرجوا في مسيرات حاشدة رفضا للإنقلاب واحتجاجا على سوء الأوضاع، مثل: قانون التظاهر، التفكير فى فرض رسوم 22 جنيها للنظافة على فواتير الكهرباء أو المياه، قانون تحصين الوزراء وحمايتهم إلخ، بالتزامن مع وجودة أزمة طاحنة في أنابيب البوتوجاز التي لم تستطع حكومة الانقلاب مواجهتها سوى باعتقال أفضل وزير تموين في مصر الدكتور باسم عودة، بالإضافة إلى إحالة هشام جنينة للجنايات لكشفه فساد وزير العدل الحالي، ومعاقبة عدد من نجوم وأبطال الرياضة لرفعهم شارة رابعة.
ممارسات الانقلابيين، من قمع وتصفية للمعارضين، خير دليل على أن ذكرى مجزرة الفض ترعب قلوب وعقول مرتكبيها، وتبعث الأمل لمن خاضوها بأن الغد أفضل والانقلاب زائل ما استمر صمودهم في مواجهة حكم العسكر.
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل