X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      04/05/2024 |    (توقيت القدس)

الخلاف بين الولايات المتحدة واسرائيل حول الملف النووي الايراني ليس في الاسلوب بل في الهدف ايضا -

من : قسماوي نت
نشر : 15/11/2013 - 23:12
غالبا ما توصف العلاقات الأميركية – الإسرائيلية بانها وثيقة وقائمة على أساس مصالح حيوية واستراتيجية مشتركة. لكن هذا لا يعني بالضرورة ان هناك تطابقا تاما في سياستيهما. فالولايات المتحدة تتصرف في السياسة الدولية من منطلق كونها قوة عظمى لها مصالحها الاستراتيجية الخاصة - والتي تتطابق بالطبع في اغلب الأحيان مع مصالح حلفائها ومن بينهم إسرائيل – على عكس إسرائيل التي تتصرف كـ "قوة إقليمية" همها الحفاظ على كيانها "المهدد" من قبل جيرانها واعدائها الإقليميين، كايران، وتفوقها التقني والعسكري في المنطقة.
 
والخلاف الذي برز اخيرا بين الولايات المتحدة وحليفتها الرئيسية إسرائيل بشأن الملف النووي الإيراني واحتمال التوصل الى تسوية مع ايران يظهر ان الطرفين لهما رؤية مختلفة في كيفية التعامل مع ايران او كما قال وزير الخارجية الأميركي ان "هدفهما واحد لكنهما يختلفان في الأسلوب". لكن القضية اكثر من ذلك.
 
الولايات المتحدة تريد "حلا جيدا" مع ايران قد يسمح للاخيرة بالاحتفاظ ببرنامجها النووي وحتى ربما السماح لها بتخصيب اليورانيوم لمستوى 5 بالمئة لكن تحت نظام مراقبة اممي صارم يضمن سلمية أنشطتها النووية وعدم تطويرها لقدرات تقنية تمكنها من تطوير سلاح نووي كما يشتبه الغرب بانها تسعى الى تحقيق ذلك.
 
اما إسرائيل، وكما جاء على لسان احد وزرائها امس فلن ترضى باقل من تفكيك كامل لبرنامج ايران النووي. لكن يتعذر على واشنطن بل من غير الممكن ان تحقق ما تطالب به إسرائيل. من جانب اخر فان ايران تصر على الاعتراف بـ "حقوقها النووية" ناهيك عن مناقشة وقف أنشطتها النووية تحت أي ظرف.
 
قامت إسرائيل منذ فترة بحملة محمومة لمنع التوصل الى أي اتفاق بين الغرب وايران وكثفت جهودها في اليومين الأخيرين لحشد التاييد اليهودي الاميركي واللوبي المؤيد لإسرائيل في الكونغرس وخارجه لعرقلة أية جهود للتوصل الى حل لقضية الملف النووي الإيراني وأيضا لفرض مزيد من العقوبات على ايران.
 
وتحاول إسرائيل تضخيم الخطر النووي الإيراني لكسب مزيد من الدعم لها في الولايات المتحدة. فقد اتهم وزير الاقتصاد الاسرائيلي نفتالي بينيت، الذي ارسله نتانياهو الى الولايات المتحدة في مهمة مستعجلة لتأليب اعضاء الكونغرس الاميركي ضد تسوية محتملة مع ايران، الادارة الاميركية بانها "تقامر" بأمن اسرائيل في سعيها للتوصل الى اتفاق مع طهران.
 
وشدد بينيت، وهو زعيم "حزب البيت اليهودي" الديني المتشدد المؤيد بقوة للاستيطان، على ان الهدف من المفاوضات الجارية بين ايران ومجموعة الدول الست الكبرى، لا يجب ان يكون وقف البرنامج النووي الايراني فحسب، وانما تفكيكه بالكامل.
 
من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه يتفهم "المخاوف العميقة" لاسرائيل بشأن برنامج إيران النووي وان الدولتين الحليفتين تشتركان في هدف كبح التهديد المتصور رغم اختلافهما في الأساليب.
 
لكنه رفض انتقادات نتانياهو لمشروع الاتفاق الذي كانت ايران والقوى الكبرى قريبة من ابرامه، متهما إياه بأنتقاد المفاوضات من دون معرفة تفاصيلها.
 
وجاءت تصريحاته بعدما حذر نتنياهو الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى من أن إبرام "اتفاق سيء" مع ايران بشأن برنامجها النووي يمكن ان يؤدي الى حرب. فيما حذر البيت الأبيض الكونغرس من ان تمرير عقوبات إضافية صارمة على ايران قد يؤدي الى حرب أيضا.
 
ان إسرائيل تعارض عقد أي اتفاق بين الغرب وايران بغض النظر عن محتواه ومضمونه. وهناك عدة أسباب تدفعها الى اتخاذ هذا الموقف. أهمها هو انها تريد الإبقاء على الجدل الدائر منذ سنوات حول الملف النووي الإيراني والتركيز على "مخاطره" في محاولة لاخراج القضية الفلسطينية و"محادثات السلام" المتعثرة مع الفلسطينيين من قائمة أولويات الاجندة الدولية والتغطية على المسألة الأساسية الا وهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
 
ثانيا انها تريد ان تضمن الاستمرار في بقائها كمحور اساسي في تحديد الاستراتيجية الأميركية في المنطقة وان تبقى عاملا مهما ضمن المعادلة الإقليمية.
 
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريح اليوم الجمعة بأن أي اتفاق "لا يعترف رسمياً بحقوق الشعب الإيراني النووية ولا يكون علی أساس الاحترام المتبادل والموقف المتكافئ، فإنه سوف لن يحظی مبدئياً بفرصة النجاح".
 
ومن المقرر أن تجري جولة المفاوضات القادمة بين ايران والقوى الكبرى في جنيف يومي 20 و 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وأكدت الولايات المتحدة انها تريد التوصل الى اتفاق مع ايران يضمن مصالحها ومصالح وأمن حلفائها وفي مقدمتهم إسرائيل. ستكشف الأيام المقبلة عما اذ كانت قادرة حقاً على التوفيق بين هذه المصالح المتطابقة والمتضاربة لمختلف الأطراف. 
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل