منظمة دفع الثمن!!! الدكتور ابراهيم ابوجابر

منظمة دفع الثمن!!!

الدكتور ابراهيم ابوجابر

منظمة دفع الثمن,منظمة ارهابية وان غض القانون الاسرائيلي الطرف عنها,لا بل واحتضنها كبار المسئولين في هذا الكيان واليمين المتطرف.هذه الحركة الارهابية التي انتقلت للتخريب والعمل الارهابي في الداخل الفلسطيني منذ اعوام معدودة لا تزال تسرح وتمرح وتخرّب وتعربد في البلدات العربية دونما رادع لا قانوني ولا اخلاقي ولا حتى حكومي؛ واني لأتساءل ماذا لو كانت هذه المنظمة عربية,كيف ستتصرف الحكومة والاجهزة الامنية والمخابراتية  معها؟؟؟

اظن الجواب معروفا للقاصي والداني, وما عنا ادانة الشباب الشفاعمريين ببعيد؛ فتمييز السلطة واضح لا بل صارخ بين العرب واليهود في حالات كثيرة ومنها ما له علاقة بمنظمة دفع الثمن الارهابية هذه.

أي ثمن هذا تقصد هذه الحركة الارهابية؟ هل هو ثمن صمود فلسطينيي الداخل في وطنهم, ورفضهم كل صور العنصرية ومحاولات الترانسفير والتهجير التي مارستها سلطة الكيان الاسرائيلي ضدهم ولا تزال؟ ام هل هو ثمن دفاع فلسطينيي الداخل عن مقدساتهم ووجودهم العربي في هذه الارض؟ ام ثمن تضامنهم مع اخوانهم من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة؟ ام تصديهم لمشروع قانون بيغن-برافر المشئوم؟؟ ام ماذا؟؟

يعلم القاصي والداني ان الاعمال الارهابية التي قامت وتقوم بها هذه المنظمة, والتي كان اخرها ما فعلته في عكبرة ومدينة باقة الغربية وقبلها ام القطف وطوبا الزنغرية ويافا الخ,هدفها امر واحد لا ثاني له؛نعم هدف هذه المنظمة الارهابية ترحيل بل تهجير ما بقي من فلسطينيين في وطنهم بعد نكبة عام 1948؛فالمليون والنصف تقريبا من فلسطينيي الداخل يشكّلون هاجسا لدى الدوائر الرسمية قبل الشعبية,لا بل وعقبة كبيرة امام مشروعهم الصهيوني المشئوم والذي يحاولون تتويجه بالاعلان عن كيانهم ب"الدولة اليهودية",فبوجود اكثر من 20% من مجموع السكان من العرب الفلسطينيين لن يمكّنهم من اخراج هذا المخطط للنور, وفي التالي يقدمون على اعمالهم هذه لارهاب الناس أي فلسطينيي الداخل لحملهم على الرحيل !!

ان المسئولية كاملة تقع على كاهل الحكومة والاجهزة الامنية التي تغاضت عما تقوم به هذه الحركة,فلم تسن قانونا يحظر عملها او اخراجها عن القانون واعتبارها منظمة ارهابية, ولم يسمع المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني تصريحات تشجب هذه المنظمة الا البعض من الصف الثاني او الثالث من صناع القرار والمسئولين.

اذن , وما دامت الصورة قاتمة فما تقوم به هذه المنظمة ينطبق عليه المثل العربي القديم" ما يفعله الحرّاث طايب للمعلم",فالحكومة  هي المسئولة اولا واخيرا عن الامن والسلم الداخلي,فسكوتها حتى الان عن هذه المنظمة غير مبرر البتة,بل يمكن ان يفسره البعض بانه اما مقبول في اجندتها السياسية او انه جزء من ايديولوجية المسئولين فيها وعلى راسهم رئيس الوزراء الرافع شعار "يهودية الدولة".

اما الداخل الفلسطيني ففي ظل تزايد اعمال هذه المنظمة الارهابية فامام عدة خيارات,منها:

1- تشكيل فرق حراسة ليلية .

2- التوجه للقضاء بفتح ملف قانوني ضد هذه المنظمة او اعضاء معينين فيها.

3- طرح الموضوع في الكنيست ومساءلة وزير الداخلية والامن الداخلي .

4- القيام بحملة توعية للفلسطينيين العرب في الداخل.

5- الاعتصام والتظاهر السلمي ضد موقف وسياسة الحكومة من هذه المنظمة.

انهم يعملون وفق عقليّتهم القديمة (عام48) والمبنية على عامل الخوف والرعب وارهاب العرب لحملهم على الرحيل,لا بل وربما يصل بهم الامر الى تطبيق قواعد عمل اخرى اكثر قساوة وعنفا مما تقوم به حاليا, قد تصل الى درجة ما يعتقدونه"العربي الجيد العربي الميت",وهذه قاعدة الكل يامل ان لا تصل اليها الامور في ظل وضع مركّب , لا بل وليس في صالح المجتمع العربي.

لكن امرا واحدا يجب التاكيد عليه هو:لا رحيل عن هذه الارض مهما فعلتم او ارعبتم او خربتم؟ لانكم غرباء فيها ولصوص ليل,فعودوا من حيث اتيتم, واريحونا واريحوا الارض المقدسة منكم؟؟