X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      03/05/2024 |    (توقيت القدس)

خزعبلات ... قصة قصيرة بقلم: نعمان إسماعيل عبد القادر

من : قسماوي نت
نشر : 18/12/2013 - 20:30

خزعبلات

قصة قصيرة

بقلم: نعمان إسماعيل عبد القادر  

في كل مكان بحث عنه، ولكنّه لم يعثر له على أثر.. تُرى هل ابتلعته الأرض واختفى؟!  قال له أحدهم: أولاً- مبروكٌ لك سلفًا. وثانيًا- هو لا يحمل جهازًا خليويًا أبدًا لتتصل به. إن أردت العثور عليه، فعليك أن تتوجّه في الحالِ إلى حانوت صديقه "الحاج أسعد" الذي يبيع الأدوات الصحيّة والأجهزة المنزلية المستعملة. إنهما يقضيان معظم أوقاتهما يتحدّثان في الشؤون الدينية. ثم أتبعها بضحكة صفراء قصيرة قاحلة..

في الطريق سأله الشيخ الذي يحمل في حضنه "حقيبة الشغل":  هل تصلي، أيها العريس، صلاة الفجر في المسجد؟

أجابه في دهشة ازدرائية جافّةٍ: ولمن تريدني أن أصلي يا شيخ؟

قال له: لله الواحد القهار!!!!!

واين هو الله الذي تتحدث عنه. هذه خزعبلات لا  تغني ولا تسمن من جوع، وأنا لا أحب لا اللف ولا الدوران، أودّ أن أقول لك إنني لا أؤمن بشيء من هذا القبيل.

  جال في خاطر الشيخ منظر غريب ثم انتهى به تفكيره الى ذلك الإنسان الذي رآه ذات يومٍ يقف بجانب الشارع  باسطًا أمامه فاكهة الصيف يبيعها للمارة وقد كتب على قطعة من الورق السميك الذي تغلّف به الأجهزة الكهربائية العبارة التالية: كيلو واحد من التين الطازج ب ١٠ شيكل.

كان القوم ينتظرون العريس على أحرٍّ من الجمرِ، ولكنّهم اطمأنوا بعد أن استبقهم وأرسل لأحدهم من هاتفه الذكيّ بعض الرسائل الالكترونية القصيرة، وكادت أن تلهيه عن مساره في الشارع وتحلّ الكارثة فيصبحان في خبر كان لولا قضاء الله وانتباه السائق القادم من الجهة المقابلة، يخبره فيها بنشوة كبيرة عن قرب وصوله مع الشيخ وهو يجلس بجانبه جلوس البهائم كما يقول وأتبعها بقهقهة الكترونية مركبة من حرف الهاء لم تسمع صداها حروف اللغة العربية الأخرى.

استُقبِل الشيخ بحفاوة بالغة، واستحوذ عليهم الشعور بالفرح ثُمَّ جلس فجلسوا. قُدّمتْ أمامه بعض أنواع الفاكهة وقليلٌ من الحلوى. وقُدّم له فنجان من القهوة المخمّرة، فاعتذر عن شربها متذرّعًا بعدم تعوّده على شرب القهوة. مُثوله أمام والد العروس لقراءة الفاتحة وكتابة العقد المتفق فيه على المقدّم والمؤخّر مسبقًا، هو اللحظة التي انتظروها لإطلاق وابلٍ من الرصاص من خمسة مسدسات خُصِّصتْ لتلك المناسبة. وهو اللحظة التي يتم فيها إطلاق الزغاريد والشروع في الأهازيج وتوزيع الحلوى على كل الحاضرين. سكت القوم بعد أن طلب أحدهم الصلاة على النبي، وتقدّم الشيخ وقال بصوتٍ عاصفٍ: "يا أبا عبدالله أريد أن أسألك سؤالاً وأستحلفك بالله أن تجيبني عليه بكل صراحة ووضوحٍ"..

-       تفضّل يا شيخ! اسأل ما تريد!

-       "لو كان المتقدّم للزواج من ابنتك كافرًا، أكنت توافق عليه؟"

-       لا، أعوذ بالله. أنا لا أزوِّج ابنتي من جاحد.

-       وأنا الآن أريد أن أخبرك ان هذا العريس هو كافر ولا يستحقّ الزواج من مؤمنة؛ لأنه ينكر وجود الخالق ولا يؤمن بالصلاة، وكيف تقبل أنت حضرتك من تزويجه من ابنتك؟ أنا لن أقبل أن تتزوج مؤمنة من كافرٍ ولن أعقد لمثل هكذا زواج أبدًا، أبدًا. وانطلق خارجًا يحمل حقيبة الشغل في يده دون أن يلتفت إلى أحد.

تجمّد الناس في أماكنهم، والعرسُ تحوّل إلى مأتم...

 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل