X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      02/05/2024 |    (توقيت القدس)

من باحة الثانوية..... باحترام:صفين علي بدير

من : هلال بدير
نشر : 27/12/2013 - 19:59
رنّ الأذِنُ الجرس مُعلناً بداية الفسحة,وكل من الطلبة ورفاقه سوية يتخذون زاويةً,اما تحت الشجرة,اما بجانب مقصف الخالة "سعدية",اما واما ,تعددت الاماكن والحديث واحد! .انا في ذلك اليوم لم يروق لي مرافقة اصحابي المعهودين في كل فسحة, بل قررت ان اقف واصور نظرة طويلة على الباحة وجمعها.........((البنات كُثر!هل كلهن سيتزوجن؟! اذن مُصيبة....لانهن اذا كلهن سوف يتزوجن هذا معناه ان لكلهن سوف يُقام حفلات خطوبة ومن ثم بعد اشهر قليلة حفلات زفاف!لكن هذا كثير)) هذا اول ما جال في خاطري حينما بدأت التحديق بجمع البنات الواقفات هناك اما جمع الشباب القليل الذين يتباهون بلحاهم الصغيرة الشابة! واخذت اعد واحُصي بالبنات واقوم بالعمليات الحسابية البسيطة المعقدة لحساب كم حفلة خطوبة وحفلة زفاف سيقام لكل طالبات المدرسة.تركت كل هذه الحسابات وانتقلت الى الطلبة الذكور صغار العدد نسبة للاناث المشدوهات بفصول بنات الثانوية! ((الان ادركتُ لماذا حُلل للرجل الزواج باربع نساء, لأنهن كُثر!)) ما كان من أفكار مخيلتي الا هذا الكلام.وكم بلغت فرحتي بهذا الاكتشاف الذي لطالما راودني سؤاله طيلة السابعة عشر سنة من عمري.... وما طفقت ان ابتسم ابتسامة النصر إلا وجرس الأذِنُ يرن مرة أخرى.....((واه,لقد سرقني الوقت.....ونسيت أن أكل زوادتي المدرسية,التي حضرتها لي أمي صبيحة اليوم....ما أسخفني !)) .
دخلت الحصة الرابعة والخامسة وانقضين بسلام....وبدات الحصة السادسة حصة الفلسفة المُملة, كم كان الضجر يستحوذ عليّ في هذه الوقت,لذا كنت دائماً في كل دروس الفلسفة اراقبُ رسائل الإعجاب التي تتقاذف بين الصبيان والفتيات الجميلات,دون ان اعرف محتواها المفهوم ضمناً! وفي احد المرات اخطأ سامي القذف فوقعت الرسالة على طاولتي,فالتقطها وقررت فتحها عالمةً أنها ليست ليّ,لكنه الفضول وما أدراكم ما نوع الفضول الذي كان يجتاحني من تلك الرسائل التي لا تُرسل الا للفتيات الشقيات! "اليوم وبعد الدوام,تعاليّ نلتقي عند المقصف" مع قلوب بالقلم الأحمر! هذا ما قد كُتِب في الرسالة التي كانت مكتوبة على ورقة صغيرة قد مُزعت من دفتر رياضيات. وانا ما ان قرأت هذا الكلام حتى اختلف لوني الى الوردي خجلاً واخذت انظر في أنحاء الصف الى كل الفتيات ,واتسأئل ((ترى من هي هذه الفتاة التي يود سامي مواعدتها؟! ايعقل انها "سمر" رفيقتي بالصف والتي تشاركني مقعدي! لا لا إنها فتاة لا تعرف في المدرسة سوى الكتب والاقلام......ولكن من؟!)),افكر وافكر واصور منظر اللقاء أمامي,لكن المنظر لم يكتمل لان انسة الفلسفة "نجاح" قد خطفت من يدي الورقة وبدأ بقرأتها بصوتها العالي المزعج أمام كل أترابي,وما أن انتهت الآنسة من القراءة قد كان كلهم ينظرون اليّ وكأنهم يعرفون عنيّ شيئاً مُريباً! وبعد ذلك انفجروا من الضحك, لانهم لا يتوقعون من فتاة مثلي جاهلة بامور الحب ان تقوم بهذه التفاهة.....لكنني هذه المرة صُبغت كاملاً بالاحمر. وادركت ما هو الاحراج حقاً! وهات من الآنسة أن تُصَدِقَ أني لا انخرط بكل هذه الخُزعبلات وان الرسالة بالاصل لم تكن مُرسلة ليّ بل للتي لا اعرفها. بعد انتهاء الحصة التي قضيتُ كمالتها واضعةً راسي بالارض بها,اخذتني الانسة الى غرفة مسؤول شؤؤن الطلبة , قامت باخباره عما حصل ,لكن كلامها لم يخلو من مزاوداتها كلعادة طبعاً! وقاموا بالاتصال باهلي واخبارهم عما حصل وارفقوا معي ورقة فصل لمدة يومين.....بالفعل كما توقعت والداي استغربا الامر,وطلبا مني التبرير.
اخبرتهم بما حصل,فالتفتا الى بعضهما ضاحكين... وقالت ليّ امي : ((تعاليّ,ما زالت جاهلة بنوادر الثانوية! انتِ عمرك سابعة عشر لكنك في الحقيقة ما زالت في درجة بنت السابعة في تفكيرك المستقيم))......
وقضيت تلك الليلة افكر في عبارات امي ,لاعنةً ذلك الفضول المتهور الذي ادى بيّ الى هذا! 

 
بقلم:صفين علي فخري بدير-------------------26.12.2013 
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل
1
الحمدلله في بلدنا كفر قاسم موش هيك
الحجة حليمة - 28/12/2013
2
Beautiful Article, good descreption. Thank you
Kasmawi from Germany - 29/12/2013