X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      23/04/2024 |    (توقيت القدس)

زفــاف ( الجـزء الأول ) بقلم : رشيقة داؤود طه

من : قسماوي نت
نشر : 05/04/2014 - 12:25

زفــاف ( الجـزء الأول )

بقلم : رشيقة داؤود طه

أول اللقاء طلب رقمها مرتين , وكانت المحاولة الثالثه رهن رضاها ،

وصار يشتري بعضا من أسهم حنان صوتها , رابحة كانت ام خاسره , لا يهُم !!

فما يهُم الرجل الشرقيّ الاثبات لنفسه ولها , ان ليس من قوانينه الهتلريه الخضوع لامرأة , أو الضعف أمامها ، تارة تكون حقيقة , وتارة اخرى تكون مواساة لرفع معنوياته ومقاومة الكبرياء ..

فسلاحه ان يُضعف اللا حب بأول مكالمة هاتفيه , بينما يقوي حُبها له , بعد التأكُد تمامًا انه أوقعها في مصيدة ايام معدودة وهذا كافٍ لأي أنثى كي تُشبع بالوعود وتفرح بعلاقة رومانسية , ويلج بوابة قلبها كطفل يسير اثناء نومه.

طلبها في اليوم الاول ودقّ هاتفها بنغمة فيروزية " أنا لحبيبي.. " .

فشهقت أنفاسها وردت , أما هو فشهق بسمة وبدأ الحديث ..

واستمرت العلاقة اسبوع .. وبدأت تدريجيا تختنق نغمة الهاتف حتى اختفت تماما ..

فطلبته مرتين على هاتفه , وعندما لم يرد .. قررت ألا تعاود المحاولة

فقد اصبح الهاتف وسيلة سعادة وإهانة في ان واحد ..

مضت الايام وهي تراقب الهاتف وتختلس النظر اليه بحُجة معرفة الوقت ,  وهي تعي تماما انها استقبلت أول صفعة اهانة , فمتى ستكون الثانيه ؟

وبعد اسبوعين , ظهر رقمه ذات مساء على هاتفها , وكأنه العيد .

لكنها كانت داهية النساء , أمرت الكبرياء ان يكون سيد الموقف , وهددت ضُعفها ان خانتها قواها وردت عليه .

لم يكن بالحسبان ! ولم يتوقع هذا منها .. فكيف تعلن الهزيمة بعد عدة أيام من مذاق طعم الانتصار ..

بقيَ صامدًا ولم يحاول الرجوع اليها , كي يلقنها درسا , انه شرقيّ , لديه من النساء الكثير , وما هي الا غيمة عابرة.. وكأنه يمن عليها بالاهتمام ويبيعها سلعه من الحُب كلّما سنح له الوقت بذلك ..

لكنه لم يعلم ان هذه الفتاه ليست كالباقي, و انه كان يوقع في شِباك حُبها يوما بعد يوم , بعد رفضها له , وتمردها على مكالماته ..

وبعد مرور اسبوعين .. قرر ان يكسر كبريائه .. مهما كلفه الثمن من فقدان جبروت رجولته ..

وقف أمام منزلها .. ينتظر , حيث لمحها وقت الظهيره خارجة , لا يمكن ان يكون هذا هو الشرقي ! انتابه شعور بالاندفاع اليها وراح يقطع الشارع دون انتباه للسيارات !  نادى باسمها تكرارا , لكنها لم تأبه له , فاستجمع قواه وأمسك يديها  , فقابلته بصفعة تُساوي حجم صفعة اهانة انتظارها له .

ما جذبه فيها , الاصرار في تمثيل دور الرجولة  خروجا عن نص المسرحية الانثوية  , حتى اعتقلته تماما في حُبِها , ولم ترجع اليه حتى خضع عند قدميها متأسفا , ولا تسألني لماذا ؟.. هذا ما يسمى بالحب الاعمى , وهكذا التحمت العلاقة من جديد , وأصبحت هي السحر الذي انقلب على صاحبه .

قال لها أمام عينيها ذات يوم ..

أعلن رثاء رجال يبحثون في متاهات غبية , وأنا الوحيد من عثر على لوحةٍ اثرية تاريخيه , لم أرغب يوما ان اظهر ضعفي أمام حُب امرأة .. لكن , رضخ قلبي على عرش يديها, اعتصرتني ذراعيها في عناق كنبيذ يُسكب في افخم الكؤوس , وكبريائي بات خلخالا ملتفا بأسفل قدميها ..

وعلى الموعد تسير يديها على زجاج النافذة كحارس مرمى يريد التقاط قُبلة مهاجرة من اواخر عتمة الزقاق .

هي .. قضية لا تصُب إلا في فؤادي أنا، بأدويتها النسائية استطاعت شفاء

رجل من حُمّى النزوات ، لكنها لم تعلم .. أنه كان من يغرق في أمواج

ضحكاتها المتلاطمة على ضفائر قلبه

, ويغوص في أعماق دهاء الانوثه , التي جعلته يريدها بفطنتها بأنوثتها بصوتها وصباها وحتى بديكتاتوريتها في حبه,  فقافلة الرجال تسير فقط خلف انثى تُبكيهم , تهينُ كبريائهم , وتعاند أفكارهم وتتمرد عليهم ,فمن يُحب أقل يكون السيد في الحُب , هــي أمًا في الأنوثة ومُديرة في الرجولة 

وصارت اغصان يستظل بها , شمسا تدفئ قلبه بأشعة كلماتها ,وعند اللقاء جوري يغرسها في جانب شعرها الأسمر , وتنطلق وعودا من شفاهه لا يتذكر انه رمى بها منذ ثلاثة وعشرين عامًا.

يتبع في الجزء الثاني .....

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل