X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      06/05/2024 |    (توقيت القدس)

رمضان بين الأمس واليوم – بقلم نزيهه عاصي

من : هلال بدير
نشر : 01/07/2014 - 17:05

بسم الله الرحمن الرحيم .

رمضان بين الأمس واليوم – بقلم نزيهه عاصي

. للأيام التي نعيش نكهتها ... للعمر الذي نقضي لياليه معنى ، للزمن الذي ننتظر بفارغ صبرنا طعما ... لكل علامات الحياة ننظر باختلاف مشاعرنا وتلون إدراكنا . يتنوع البشر وتتنوع نظرتهم للأمور ,تارة يتعمق فيحزن ، تارة يبسط تفكيره فيرضى ويفرح وتارة تتخبط الفكرة في رأسه ليواجه كل شيء بإحساس مفرط وتارة ينتابه قلق نحو ما يخفيه الغد القريب البعيد . ذات الأمر حين ينتظر الناس ، الشهر المبارك شهر العام كله شهرا فرضه علينا سبحانه ووراءه حكم جلية ، وما أجمل ذاك الشعور الذي يتجلى برؤية خارقة لكل موازين الحياة البشرية بأن الله موجود رحمته واسعة وغفرانه أكيد لمن يسخر وقته لعبادته والإيمان بأن عذا الشهر فعلا شهر رحمة ومغفرة فيعبده صياما وقياما ابتغاء لوجهه الكريم . قال لنا الله في كتابه العزيز :"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّاماً مَعْدُودَات .... } : البقرة - 183- 184. صدق الله العظيم. حيث هذا الفرض على كافة المسلمين لحكمته الإلهية سبحانه وتعالى لنشعر بمشاعر إخواننا الفقراء في كل مكان ممن يعيشون يومهم وليلتهم على أمل إيجاد لقمة العيش التي تكفيهم ليستمروا في الحياة وعدم الموت من الجوع . هذا الفقر الذي أصبح ممحاة لكل علامة من علامات السرور ، حيث إطفاء شعلة الأمل وإرواء نبتة اليأس في قلب هذا الفقير . في رمضان يشعر المسلم بمشاعر هؤلاء ليأتي اخر الشهر ويقدم الصائم صدقة صيامه ولفقير هذه الصدقة التي قد تسبب في تأجيل ملامح حزن ومسح دمعة عن وجه فقير ليفرح بالعيد ...

 كلنا صادفنا رمضان في سنوات عمرنا السابقة وقد لمسنا الفرق الشاسع بين مراحل عمرنا فرمضان الأمس مختلف في كل شيء ، رمضان الأمس يعني بهجة ، سرور ، قناعة ،اكتفاء ، رضى ، عبادة ، طاعة ، تسامح تواضع وبساطة .. عندما أستحضر رمضان الأمس أذهب إلى كل هذا إضافة للأمان ، مقارنة مع شعوري اليوم بغربة فظيعة ، ليست بسبب الصيام ولا العبادة ولا قراءة القرآن المضاعفة ولا بسبب صدقة الفطر او زكاة المال وإنما بسبب ناس اليوم الذين أصبحوا يستقبلون رمضان بكثرة التسوق والإسراف في وقت تخيم عليهم الحيرة حول مائدة كل يوم ونقاشاتهم التي قد تحتد حول تحضير الطبق اليومي والتباهي بنوع الحلويات الليلي . وكأن الناس كانوا جياعا طيلة أيام السنة وأتى رمضان فيه يملؤون. بطونهم عن كل السنة . رمضان الأمس حيث التواضع تتجلى معالمه على هيئات البشر يرتدون ابسط الملابس للذهاب الى الصلاة لان الاهم هو الصلاة بملابس طاهرة مقبولة دينيا لكن اليوم اصبحنا نرى خاصة في صلاة التراويح عرض ازياء نسائي عندما تتباهى النساء بفساتينها كل يوم امام الكل . في رمضان الأمس ساد التسامح وكان يبحث كل شخص عن خصومه ليتصالح معهم استقبالا لرمضان اليوم اصبح كل شخص يأخذ له زاوية في المسجد ليتجنب رؤية شخص لا يرغب وجوده.

هل هذا هو رمضان عندك ؟

لما تمنع نفسك عن الأكل كل النهار ؟

أخي المسلم تصالح مع ذاتك قبل أن تذهب إلى بيت الله لتعي جيدا كيف يمكن. التصرف أمام الله وفي بيوته المقدسة . بسبب النهج المادي الذي يتبعه الناس اليوم استقبالا لرمضان فتذمرهم لموعد رمضان قد يكون واضحا جليا حيث يأتيهم بعد فترة مناسبات وأعراس أنفقوا فيها أموالا طائلة ، فما ذنب رمضان وهل تعتقدون رمضان للتمتع في الإسراف والتبذير وسكب كميات الأكل والشرب التي تتبقى كل يوم ؟ حتما لا ليس الهدف من رمضان ان يقع الشخص في ديون ليتباهى ببرنامجه اليومي والمائدة التي يصورها لينشرها في شتى المواقع . ليت الناس تعي حكمة الله من وراء الصيام وتجنب كل ما قد يسبب إبطاله .

أيها المسلمين في كل مكان ها هو رمضان ومعه بشائر أمان قد تغير الكثير من الأمور في هذا الشهر فهو شهر رحمة ومغفرة فلنستغله للعبادة والتقوى والتسامح واعتيادنا على التواضع والاكتفاء وعدم الاسراف والرضى والقناعة بما لدينا . كل عام وأنتم جميعا في كل مكان بألف خير ورضى واكتفاء بالموجود ...

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل