X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      20/04/2024 |    (توقيت القدس)

الإسلام ليس ملكًا للعرب وحدهم ... بقلم: المستشار عماد أبوهاشم

من : قسماوي نت -
نشر : 08/07/2014 - 14:19
الإسلام ليس ملكًا للعرب وحدهم
 
بقلم: المستشار عماد أبوهاشم
 
 
القومية الإسلامية تحمل بين طياتها مفهوم القومية العربية كأحد مكونات مدلولها اللفظى ومفهومها الإصطلاحى ، فاللغة العربية لم ولن تكون مرادفًا للإسلام كدين ، وإن كانت هى اللغة التى لا يُقرأ القرآن إلا بها ولا تصح الصلاة بغيرها ، إلا أن الإسلام الذى وقر فى كياناتٍ و دولٍ وأعراقٍ لا تتحدث العربية ضرب بجذوره فى قلوب تلك الشعوب ولم تقف اللغة حائلًا بينها وبين استيغاب أحكامه وهضم مبادئه ، فبزغت نجوم الكثير من حفظة القرآن ورواة الأحاديث والعلماء من خارج أرض العرب كالبخارى و مسلم والنسائى والترمذى وغيرهم ليعلموا العرب أصول دينهم ويجمعوا سنة رسولنا عليه الصلاة والسلام ليكونوا سبب حفظها إلى يومنا هذا ، وقِد فاق العلماء من غير العربِ العلماءَ العربَ عددًا وعلمًا .
وكما كان عطاء غير العرب من العلماء المسلمين للإسلام واسعًا ، فقد كان عطاؤهم فى الزود عنه ونشر رايته كبيرًا لتأتى أعظم فتوحات المسلمين على يد غير العرب ، فها هو السلطان محمد الفاتح العثمانى ينجح فيما فشل فيه العرب على مدار قرون ، يدك حصون وأسوار القسطنطينية دكًا ويدخلها فاتحًا ويحولها إلى إسلام بول أو إسطنبول وتعنى بالتركية إسلام فقط ، ومن بعده مدَّ السلاطين العثمانيون جسور الإسلام إلى شرق أوروبا ، فارتفع آذان الإسلام فى بلدانها بفضل جهادهم ، ومن قيل ذلك كان فتح الأندلس - فى غرب أوروبا - على يد قائد البربر طارق ابن زياد .
ويتوج ذلك العطاء ما قدمه السلاطين العثمانيون - كخلفاء للمسلمين - من رعايةٍ للأماكن المقدسة وعمارتها ، وبناءٍ للمساجد التى بقيت - إلى الآن - كالصروح تتحدى التاريخ و تسمع كلمةَ التوحيد كل أقطار الأرض ، ووقف الأموال لعمارتها ، ويأتى الفضل الأكبر للخلفاء العثمانيين فى وحدة الصف العربى والتقاء كلمته غلى صحيح الكتاب والسنة ، والحفاظ على مذهب أهل السنة دون غيره من المذاهب التى تخالفه ، ولولاهم لكان مذهب أهل السنة قد لاقى أهوالًا ومحنًا جسامًا ، الله وحده الذى يعلم ماذا كانت ستكون عاقبتها .
من هنا أقول لكم إن الإسلام لم ولن يكون ملكًا خالصًا للعرب ، ورثوه مع كان وأخواتها ، الإسلام ملكٌ لكل المسلمين تحدثوا العربية أم لم يتحدثوها ، عاشوا قى أرض العرب أم عاشوا فى غيرها ، الإسلام والمسلمين وجهان لعملةٍ واحدة ، وأخيرًا فإن العربى إذا توطن خارج أرض العرب ربما اضطر للتخلى عن قوميته الغربية والتحدث بلسان البلد الذى يقطن به ، أما المسلم إذا توطن خارج ديار الإسلام فإنه لن يتخلى عن إسلامه قط لصالح دين البلد الذى يعيش فيه وإن تخلى عن لسانه العربى ، وهذا هو الفرق الأهم بين القوميتين العربية والإسلامية ،
وهكذا أفهم قوله تعالى فى محكم التنزيل :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" و قول النبى صلى الله غليه وسلم فى حديثه الذى رواه الإمام أحمد فى مسنده حيث فال : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَ لَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ."
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل