X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      20/04/2024 |    (توقيت القدس)

سيناريو وقف العدوان على غزة: مسرحية كسب للوقت!!! الدكتور ابراهيم ابوجابر

من : قسماوي نت
نشر : 31/07/2014 - 15:55

سيناريو وقف العدوان على غزة:

مسرحية كسب للوقت!!!

الدكتور ابراهيم ابوجابر

ارتفع مئات الشهداء واصيب الاف الجرحى من الفلسطينيين في غزة حتى الان من اثار العدوان الاسرائيلي الظالم على القطاع؛ وحتى الساعة لم يتوقف العدوان هذا رغم محاولات البعض فعل شيء ما يضع حدا لشلال الدم هناك.

وقبل الخوض في سيناريو وقف العدوان, تجدر الاشارة الى ان المقاومة في غزة وفق المعطيات الميدانية والاستراتيجية والتكتيكية, وعنصر المفاجأة منتصرة في هذا العدوان وهذه الحرب ؛فرغم تغوّل الجيش الاسرائيلي في قتل المدنيين العزل, الا ان مفاجآت المقاومة وضرباتها النوعيّة الموجعة ,وصمودها الاسطوري حيّر المحلّلين العسكريين والسياسيين الاسرائيليين ,بل حمل ذلك رئيس وزراء الكيان نتنياهو على الطلب من الولايات المتحدة العمل على وقف لأطلاق النار .

اما الحاصل حاليا على المستوى السياسي والدبلوماسي من تحركات ومشاورات, مع عدم التوصل لاتفاق ما لإنهاء العدوان ,فيرى المحللون حتى الان انه مجرد سيناريو لمسرحية لا اكثر ولا اقل ,على حساب دم واشلاء اهل غزة ,وتدمير لبيوتهم وممتلكاتهم ,وقضاء على مرافق الحياة المدنيّة في القطاع والبنية التحتيّة هناك, أي باختصار شديد تطهير عرقي وابادة جماعيّة ,من خلال تطبيق سياسة الارض المحروقة.

المراوغة هذه في انهاء العدوان ووقف الة القتل الاسرائيلية تأتي تناغما للوضع الاقليمي والحالة الدوليّة, وهي باختصار كالتالي:

1- الموقف المصري الاقسى على غزة من الموقف الاسرائيلي , فأوراق اللعبة الان بيد القاهرة وليس تل ابيب؛ فمصر هي من عطّل ولا تزال انهاء العدوان لموقفها العدائي لغزة وللقوى الاسلامية هناك تحديدا, وهي ترغب وتفضّل قضاء الكيان الاسرائيلي على الحركات الاسلامية في القطاع لأنها تعتبرها امتدادا لحركة الاخوان المسلمين في مصر.

2- موقف غالبية الدول العربية الداعم للموقف المصري وللعدوان الاسرائيلي ولو بالسر, لرغبتها في القضاء على سلطة حماس او القوى الاسلامية في القطاع لخوف زعماء هذه الدول على عروشهم وكراسيهم, حتى وصل الامر بدولة الامارات, حسب وسائل اعلام اجنبيّة, استعدادها  تحمّل كامل تكلفة الحرب على غزة بشرط قضاء الكيان الاسرائيلي على حركة حماس.

3- موقف السلطة الفلسطينية غير الواضح رغم تغيّره مؤخرا لصالح غزة, والذي يتناغم الى درجة معيّنة مع موقف النظام المصري المتواطئ اصلا مع الكيان الاسرائيلي, حتى ان مصر والكيان يرون ان احد بنود أي اتفاق مع المقاومة في غزة يتلخّص في عودة سلطة"ابو مازن"الى غزة , وكأني بهم يريدون تنصيب قيادة جديدة لغزة يأتون بها محمولة على ظهر الدبابة.

4- موقف الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية غير الجريء بل المتواطئ مع الكيان الاسرائيلي, وما يلعبه من دور خبيث وداعم للعدوان على غزة, والعمل على اطالة المساعي الدبلوماسية لمنح الكيان فرصة ووقتا اطول لقتل المدنيين وتدمير معالم الحياة في القطاع.

5- موقف الامم المتحدة ومجلس الامن العقيم ,بل والداعم ولو بأسلوب غير مباشر للعدوان الاسرائيلي, بخاصة موقف الامين العام للامم المتحدة وانحيازه للطرف الاسرائيلي ومساواته بين الضحية والجلاد, وتحميله الطرف الفلسطيني المسئولية عما حصل ويحصل.

مواقف هذه الدول والمنظمات الدولية وغيرهم مجتمعة, تعد بدون ادنى شك عوامل دعم ومساندة للعدوان الاسرائيلي , ومنحه متسعا من الوقت للتغوّل اكثر, وذبح للمدنيين اكثر, وتدمير للبنية التحتية والمؤسسات الفلسطينية اكثر؛اذن هي جهات بل دول بل منظمات معادية للشعب الفلسطيني, تسعى للقضاء على الكيانات الحيّة فيه المطالبة باستعادة الحقوق الشرعية للفلسطينيين, والعاملة على القضاء على القضية الفلسطينية واغلاق ملفاتها وعلى راسها ملف العودة ,واقامة دولة فلسطينية مستقلة وانهاء الاحتلال وتحرير القدس ,واختزال القضية برمّتها بسلطة حكم ذاتي او ادارة ذاتية عقيمة لا تملك من الامر شيئا.

واخيرا يرى المحللون السياسيون ان العدوان الاسرائيلي هذا قد خطّط له بليل من قبل الكيان الاسرائيلي وبعض الدول العربية للقضاء على القوى والحركات الاسلامية في قطاع غزة, وقد تقاطعت مصالح الكيان مع مصالح هذه الدول (مصر ,الاردن,السعودية, الامارات وغيرها) حول  القضاء عل الحركات الاسلامية كما ذكر.

اذن, ومن خلال تحليل ما سلف يخرج المرء بمعادلة سياسية مفادها ان هناك الان حلفا او محورا من الدول المذكورة أعلاه ,ينسّقون فيما بينهم وعلى جميع المستويات, في مواجهة القوى والحركات الاسلامية بكل انواعها بما فيها القاعدة وداعش والنصرة, اضافة للحركات الفلسطينية الاسلامية ,رغبة من دول هذا المحور على  حماية انظمتها المستبدة.

وعلى المستوى الفلسطيني تسعى الدول المذكورة الى تنصيب سلطة مشلولة لا تتعدى مسؤولياتها تقديم الخدمات المدنية للفلسطينيين, لا سيادة لها ,منزوعة السلاح ,مرتبطة ماليا  واقتصاديا وحياتيا وأمنيا بالكيان الاسرائيلي ,أي باختصار مثلما هي السلطة الوطنية الفلسطينية الحالية.لكن.."ويمكرون ويمكر الله ,والله خير الماكرين"صدق الله العظيم

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل