X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      05/05/2024 |    (توقيت القدس)

هل سمعت عن بروتوكولات حكماء صهيون، وما هي ؟

من : قسماوي نت
نشر : 12/08/2014 - 11:02

"بروتوكولات حكماء صهيون": من أشهر وأخطر المطبوعات المتعلقة باليهودية، وقد نشرها أولا باللغة الروسية سيرجي نيلوس أحد الموظفين الروس في عام 1905 (وهناك إحدى النسخ الأصلية منها في المتحف البريطاني)، مدعيا أنه استلم المخطوطة في عام 1901 من صديق له حصل عليها من إمرأة سرقتها من أحد أقطاب الماسونية في فرنسا.

هل سمعت عن بروتوكولات حكماء صهيون، وما هي ؟

وتضم البروتوكولات دروسا ألقيت على التلاميذ اليهود في باريس بعبارات محرضة ضد الأغيار (والأغيار عند اليهود هم الأقوام الأخرى غير اليهود)، وتضع الخطط للتغلب عليهم والسيطرة على العالم.

ومن هنا جاءت فكرة "المؤامرة اليهودية العالمية" التي ارتبط ذكرها بالبروتوكولات، ويكشف الكتاب عن تأثر كاتبه الواضح بالفكر العنصري للقرن التاسع عشر، ومن ذلك التأكيد على سنن الطبيعة والقوة بدلا من الحق، وعلى معاداة الثورة الفرنسية ومباديء الحرية والمساواة والإخاء، والنيل من مكانة المرأة ومن دور الرأسمال والصناعة الحديثة.

ويؤكد الكاتب أن السياسة لا تخضع للأخلاق، وأن على اليهود أن يستعملوا الحيلة والدهاء والنفاق ويستغلوا الحريات العامة وامكانات النقد لتقويض كيان الدول، ويسعوا لايقاعها في الحروب على الا تؤدي هذه الحروب إلى تعديلات في حدود الدول أو إلى مكاسب اقليمية ليتمكن رأس المال فقط من الخروج بالغنائم. وينبغي تركيز المنافسة في المجتمع ليجري الجميع نحو بريق الذهب، ويصبح الدين والسياسة مهزلتين ويسود رأس المال كل شيء.

وقد اكتسب الكتاب، لعدة سنوات، الفكر في أوروبا حتى قيل أنه أصبح أكبر كتاب رائج في العالم بعد الكتاب المقدس، كما أنه ترجم إلى العربية وأثر في عقول بعض الناس بعضًا من الزمن.

ولا شك أن أفكار الكتاب أصابت الأوساط الأوروبية المحافظ في الصميم فوجدت فيه تفسيرا لكثير من المظاهر السياسية والاجتماعية والاخلاقية الحديثة التي أرعبتها.

ولكن مراسل جريدة "التايمز" اللندنية في اسطنبول أعلن في عام 1921 أن الوثيقة مزورة من أولها إلى آخرها، فقد عثر على أصلها في كتاب فرنسي جاء به مهاجر روسي اشتراه من ضابط سابق في الأوخرانا (الشرطة السياسية القيصرية).

وكان الكتاب المذكور يحمل مكان النشر في جنيف وتاريخ 15/10/1864، ونفد من الأسواق منذ سنين طويلة، وتضمن هجوما مستترا على حكم نابليون الثالث على شكل 25 حوارا بين مونتيسكيو ومكيافيلي، وعنوان الكتاب: "حوار في الجحيم بين مكيافيلي ومونتيسكيو، أو سياسة مكيافيلي في القرن التاسع عشر، بقلم: معاصر".

وأدى نشر هذا الكتاب إلى سجن المؤلف المحامي موريس جولي، ووجدت نسخة منه في المتحف البريطاني، ولدى مقابلة الكتابين تبين أن بروتوكولات حكماء صهيون لم تتأثر فقط بالمطبوع الفرنسي، وإنما تضمنت اقتباسات منه بالنص تقريبا.

وبمزيد من التحقيق بدت البروتوكولات وكأنها من أشهر التزويرات السياسية في التاريخ، وقد أسند المؤخر الروسي فلادمير برستيف نشرها إلى ايعاز من الشرطة السياسية الروسية للنيل من الحركات الثورية والليبرالية وأفكار الثورة الفرنسية، ولم الشعب حول القيصر والأرستقراطية والكنيسة، ولا شك أن تركيز البروتوكولات على هذه العناصر يؤيد الانطباع.

وبالنظر للسمعة الشائنة التي اكتسبتها هذه البروتوكولات فقد استفاد الصهيونيون من ذلك بارجاع أي نقد ضدهم إلى الوقوع في حبائل البروتوكولات. ويعتبر التعامل بالبروتوكولات أو الاستشهاد بها في الغرب الآن دليلا على معاداة السامية.

وقد لوحظ أن تصرفات الصهيونية (واسرائيل) جاءت مصدقا لما أوردته البروتوكولات من أفكار وتوقعات، ومن ذلك الارتباط الأخطبوطي للكيان الصهيوني بالكيانات اليهودية عبر العالم، مما يعطي صدى لفكرة الأفعى الرمزية التي يتردد ذكرها في البروتوكولات بجسمها وذنبها الممتد حول العالم ورأسها المستقر في (اسرائيل)، ومنها أيضا التأكيد على الصحافة وسيطرة اليهود عليها، واستخدام المال والاعلام والعمل في التأثير على الدولة، والاعتماد على أي أسلوب مهما كان غير اخلاقي كالرشوة والفساد والمرأة والغش والارهاب، ومنها أن على الدولة اليهودية - كما تقول البروتوكولات - أن تعتمد على العنف والرياء، وعلى اليهود أن يستغلوا الخلافات بين الدولة ويبسطوا نفوذهم عليها ولا يتركوا اتفاقا يتم دون أن يكون لهم ضلع فيه.

ولئن لاح كل ذلك لبعض الباحثين دليلا على دقة الملاحظة والاحساس وسعة النظر مما يمتاز به المزورون عموما؛ فإن باحثين آخرين وجدوه برهانا على صحة البروتوكولات وتطبيقا مخيفا لوصايا حكماء صهيون في عودة رأس الأفعى إلى القدس، (تأسيس إسرائيل) بعد إصابة أوروبا بالدماء والخراب، ومما يلفت النظر تزامن الوثيقة مع المؤتمر الصهيوني الأول.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل