X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      29/03/2024 |    (توقيت القدس)

السلطان "رجب طيب اردوغان"؟؟؟ الدكتور ابراهيم ابوجابر

من : قسماوي نت
نشر : 18/08/2014 - 11:47

السلطان "رجب طيب اردوغان"؟؟؟

الدكتور ابراهيم ابوجابر

تراود الكثيرين هواجس مختلفة ومختلطة حول شخصية الرئيس التركي الحالي"رجب طيب اردوغان",الذي يعد اول رئيس تركي ينتخب عن طريق الاقتراع المباشر .فاردوغان هذا الذي ولد لاسرة فقيرة في مدينة اسطنبول واضطر للعمل في بيع البطيخ  والسميط (كعك دائري الشكل مصنوع من الدقيق والسمسم الناعم)كما قال, لتمويل مصاريف دراسته ,توجّه بعد الاعلان عن فوزه بمنصب الرئاسة خارجاً من بيته في "اسكودار"، وذهب إلى مسجد "ابو ايوب الانصاري" لصلاة الشكر قبل سفره إلى "أنقرة" ؛وبهذا العمل الذي قام به "أردوغان" حقق فعلاً جديداً لم يكن له مثيل من قبل في مراسيم الرئاسة التركية, أذ سيصبح   من اليوم فصاعدا تقليداً في عند تنصيب رئيس جديد لتركيا؛وهذا المكان بالذات كان مهما وذا شأن كبير عند سلاطين الدولة العثمانية,حيث كان السلاطين يرتادونه كثيرا ,وكبار القوم يوصون بدفنهم قريبا من هذا المسجد وقبر ابي ايوب الانصاري .

ولذا فالآراء متباينة حول حقيقة هذه الشخصية التي بهرت العالم العربي والاسلامي بل والعالم باسره ,بمواقف هذا الزعيم وطموحاته ,واشكالية بعضها فيما له علاقة بالكيان الاسرائيلي احيانا ,وبعض تصريحات له حول العلمانية من ناحية؟ومن ناحية اخرى حول سقف طموحاته,فهل سيعلن انتاج الدولة الاسلامية العثمانية من جديد؟وهل سيكون"رجب طيب اردوغان" اول سلاطينها المعاصرين؟؟؟

نجاحه على المستوى المحلي

لقد نجح  "رجب طيب اردوغان"وحزبه معه في نقل تركيا من قائمة الدول المتأخرة اقتصاديا ,الى مصافي اوائل الدول العالمية نموا, فتركيا التي استلمها حزب العدالة والتنمية مدانة بحوالي 23,7 مليار دولار, غدت ثاني دولة بعد الصين من حيث النمو الاقتصادي, فسددت كامل ديونها ,وهي الان تستعد لاقراض البنك الدولي باكثر من خمسة مليارات دولار؛ وعندما سئل اردوغان كيف حوّلت ميزانية تركيا من عجز الى فائض قال ببساطة:" لا اسرق".

طموحات "رجب طيب اردوغان" لم ولن تتوقّف عند مسالة الاصلاح الاقتصادي فحسب وانما تتعداها الى ما هو اكثر من ذلك, فندما سئل عن فرص امتلاك تركيا للطاقة النووية اجاب:" برنامجنا النووي لم نعلن عنه بعد ,لكن برنامجنا النووي سيكون لأغراض سلمية وإنسانية ,وقد أصدرنا قرار بناء مفاعلات نووية سلمية لأننا بحاجة إليها, فإذا أردنا أن ننافس في مجالي الصناعة والتكنولوجيا فعلينا أن نؤمن طاقة رخيصة لبلادنا, كما أن مصادرنا للطاقة محدودة ولا يمكنها أن تؤمّن احتياجات صناعتنا المتنامية ,ولا يوجد لدينا ثروات من الغاز الطبيعي؛ وتوليد الكهرباء من الغاز أمر مكلف ولذا فإننا مضطرون إلى اللجوء إلى الطاقة النووية ,ووزارة الطاقة في اتصال حالي بشكل شفاف مع الوكالة للطاقة النووية ,وبدأنا التفاوض مع عدد من الدول لدعمنا بتكنولوجيا هذه الطاقة. نتفاوض مع كندا وأميركا وألمانيا وفرنسا وكوريا وروسيا, نبحث عن أفضل تكنولوجيا بأفضل سعر. هذا المشروع سيكون مشروعا وطنيا قوميا يقام على أرض تركيا بالكامل, قد ينضم إليه القطاع الخاص مستقبلا لأن تركيا لديها ما يكفي من اليورانيوم, وعلينا الاستفادة منه لتجنّب الاعتماد على الخارج في مصادر طاقتنا, وهذا حق طبيعي لنا..".وهذا يعني بكل وضوح ان اردوغان يحمل مشروعا ورسالة ,لكنه ذكي بما فيه الكفاية فيتعامل ويتصرّف حسب فقه المرحلة.

لقد نجح"رجب طيب اردوغان" ورفاقه في كسب الجبهة الداخلية وتذليل كل العقبات التي واجهتهم كقوة حزبية – سياسية صاعدة  ,من مؤامرات المعارضة وبعض القوى القومية والعلمانية والاجنبية المندسّة, كسبوا هذه الجولة بالحكمة والهدوء ,بل والهجوم احيانا اخرى بشكل حضاري وموضوعي, فعندما هاجمه احد زعماء المعارضة واصفا اياه بانه لا يستحق لقب زبّال, قال :" يشرّفني ان اعمل زبّالا لوطني, فنحن منذ عشر سنوات ننظّف تركيا من وساختكم ولم ننته منها لغاية اليوم".

كان"رجب طيب اردوغان" واخوانه ايضا عقلاء خلال حملاتهم الانتخابية , فأعلن مع بدايات خوضهم المعارك الانتخابية أن حزب العدالة والتنمية سيحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يدخل في مماحكات مع القوات المسلحة التركية وأضاف: "سنتّبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضّر والمعاصر في إطار القيم الإسلاميّة التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا".

اسلامية نهجه

حاول"رجب طيب اردوغان" وحزبه منذ البداية اتباع الدبلوماسية ومصطلحات سياسية مختلفة كالديمقراطية والعلمانية والحرية لانجاح مشروعهم كما يرى البعض, لكن ايديولوجيتهم  وقناعاتهم برزت احيانا بقوة عبر وسائل الاعلام والمحافل المحلية والاقليمية والدولية؛ فها هو"رجب طيب اردوغان" يستشهد بقول احد الشعراء الاتراك في احدى حملاته الانتخابية(1998) فيقول:

"مساجدنا ثكناتنا, قبابنا خوذاتنا, مأذننا حرابنا, والمصلون جنودنا, وهذا الجيش المقدّس يحرس ديننا".

وحول موقفه من العلمانية قال"رجب طيب اردوغان":"لا يمكن ابدا ان تكون علمانيا ومسلما في أن واحد.انهم دائما يحذرون ويقولون أن العلمانية في خطر..نعم وأنا اقول :انها في خطر.أذا ارادت هذه الامة معاداة العلمانية فلن يستطيع احد منعها. أن امة الاسلام تنتظر بزوغ الامة التركية الاسلامية..وذاك سيتحقق؟ أن التمرّد ضد  العلمانية سيبدأ؟.

وفي موطن اخر يجسد"رجب طيب اردوغان" قناعاته بقوله:"نصحح اخطاء غلق المساجد ومنع الاذان ,وسنرجم الشيطان ونعود لله...سنربي اطفالنا على الاسلام..لنؤسس مستقبلا مشرقا للبلاد,والمعارضة عاجزة عن تقديم أي حلول ولا تعرف سوى لغة الشتائم ..وانعدام التربية".

وفي تعليق له على الرسوم الدنماركية المسيئة لسيدنا الرسول"صلى الله عليه وسلم" قال:"..نحن لنا مقدساتنا ونبينا هو أهم مقدساتنا ونحن نحب ونحترم جميع الأنبياء ولا نفرق بينهم ولا يمكننا أن نتحمل أي إساءة توجه إلى رسولنا الكريم هذا غير ممكن..".

وعندما شغل منصب رئيس بلدية مدينة اسطنبول قال:"سألوني عن السبب في النجاح في تخليص البلدية من ديونها، فقلت: لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه.. إنه الإيمان.. لدينا الأخلاق الإسلامية وأسوة رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام".

ومن جملة ما صرح به اردوغان للدلالة على اسلامية طرحه:"نحن لا نحب أن نتلقى أوامرنا إلا من  القرآن الكريم".

وصرح"رجب طيب اردوغان" معلقا على مواقف المجموعة الاوروبية على مسالة اللاسامية قائلا:" ..عقد البرلمان الأوروبي اجتماعا في بولندا وفي البيان الختامي للاجتماع اقترح البعض اعتبار العداء للسامية جريمة بحق الإنسانية ونحن قدمنا اقتراحا في المقابل قلنا فيه نوافق على اعتبار عداء السامية جريمة ولكن نريد أيضا أن يعتبر العداء للإسلام جريمة أيضا بحق الإنسانية وقد قبل اقتراحنا بالإجماع".

وقال في موقع اخر:"أنا لا احب التركي لانه تركي .. ولا احب العربي لانه عربي .. ولا احب الكردي لانه كردي انا احب كل الخلق محبة و تقربا من الخالق".

موقفه الداعم لللقضية الفلسطينية

جاء موقف "رجب طيب اردوغان" من الجرائم الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني, مشرّفا بل أفضل بكثير من مواقف الزعماء العرب,حيث جاء في تصريح له بعد زيارة مكوكية  له للعواصم العربية يستجديهم للتدخل لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2008 ما يلي: "موقف القادة المسلمين من معاناة قطاع غزة يدعو إلى الرثاء".واضاف في موقع اخر منافحا عن مشروع ايران النووي ,في الاشارة الى عدوانية الكيان الاسرائيلي:" نحن لا نسمح بما حدث في العراق ان يحدث  في ايران ,وان كنتم لا تريدون نووي في المنطقة فأبدأوا  بإسرائيل".

ومن جملة تصريحاته النارية المؤيدة للحقوق الفلسطينية الشرعية ,قال:".. القضية الفلسطينية تتعلق بنا جميعا وتؤذي ضميرنا, القضية الفلسطينية قضية الجميع ولا تتعلق بالفلسطينيين فقط".

ولقد بان موقف"رجب طيب اردوغان" خلال مؤتمر دافوس السنوي(2009)وانسحابه منه اعتراضا على رئيس الكيان الاسرائيلي بيرس وموقفه العدواني من قطاع غزة ,حين قال معلقا على ذلك:" إنك أكبر مني سناً ولكن لا يحق لك أن تتحدث بهذه اللهجة والصوت العالي يثبت أنك مذنب. وتابع: إن الجيش الإسرائيلي يقتل الأطفال في شواطئ غزة، ورؤساء وزرائكم قالوا لي إنهم يكونون سعداء جداً عندما يدخلون غزة على متن دباباتهم".

وقد سبق له وقال:".. أن علينا جميعاً أن نواصل دعمنا الذي كنا نقدمه للشعب الفلسطيني وألا نقطعه عنه, وأن لا ننسى أن الشعب الفلسطيني يعيش محاصراً وكأنه في سجن كبير"

وعلق على جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين قائلا:"إن إسرائيل ستغرق في دماء الأطفال والنساء الذين قتلوا في  غزة، وستغرق( اسرائيل) في دموع الأمهات اللائي فقدن أطفالهن في غزة"؛وأضاف:"سيحاسبكم التاريخ وسيذكر أفعالكما على أنها بقعة سوداء في تاريخ الإنسانية"

وتأكيدا  منه على صدق حبه لفلسطين قال :"القدس وغزة وحيفا والجليل لا تقل قدرا عن انقرة..

القدس هي قرّة عين العالم الاسلامي ومعا سنكتب مستقبل هذه المنطقة باذن الله".

هذا قليل مما فاض به قلب هذا الرجل وجاء على لسان حفيد العثمانيين المسلمين, فهل فعلا سيجدّد  الارث الاسلامي ويبعث الروح في الامة بعدما غيّبت منذ عشرينات القرن الماضي واقتسم اللئام ميراثها؟ وما سقف طموحات هذا الزعيم ,هل ستقف عند حدود القفقاز شرقا, والاسكندرون والاناضول جنوبا ,ام بورصة والبحر الاسود شمالا,ام اسطنبول وبحر ايجه غربا؟؟وهل سيطمس ارث اتاتورك الى الابد؟ثم

هل سينصّب " رجب  طيب اردوغان "سلطانا على تركيا في يد السيف واخرى القران الكريم؟؟؟

وأخيرا.. أني لست ممن يغترون بالسلاطين ولا الحكام ولا الزعماء, ولا حتى ممن يشجعون التقرّب منهم ,ولكن زعيما كهذا يستحق تسليط الضوء عليه وقراءته بالشكل المطلوب ,خاصة في ظل ما يمر به العرب والمسلمون من فتن ومطبات من ناحية, وبشائر خير متعثّرة من جهة اخرى.واني  لاترك باب التفكير والاجتهاد مفتوحا للجميع للحكم على تجربة غنيّة لزعيم مثل اردوغان.

قال "رجب طيب اردوغان":"نحن أمَّة ومَنْ لا يناسبه هذا يستطيع الذهاب".

 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل
1
اعبر بهذا عن خالص احترامي وتقديري لموقع قسماوي وادارته والطاقم المهني فيه على حسن الاخراج وسرعة النشر الدال حقيقة على احترام الكلمة وكاتبها؟؟بالتوفيق
ابوجابر/الفقير لله؟؟ - 18/08/2014