X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      26/04/2024 |    (توقيت القدس)

وانتصرت غزّة العزّة... الدكتور ابراهيم ابوجابر

من : قسماوي نت
نشر : 30/08/2014 - 22:02

وانتصرت غزّة العزّة...

الدكتور ابراهيم ابوجابر

بات من المؤكد انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة, ابتداء من صمودها الاسطوري امام  الكيان الاسرائيلي الحلقة الاقوى في الصراع والة حربه, مرورا باعترافات قادة الكيان على جميع المستويات والصعد؛ فعلى المستويين السياسي والعسكري ,هناك اعترافات دامغة ومؤكدة على ان جيش الحرب الاسرائيلي لا يستطيع نزع سلاح المقاومة ولا القضاء عليها كليا, بل ان نتنياهو نفسه توسّل اكثر من مرة لعدة اطراف وزعماء للوساطة لوقف اطلاق النار, ثم ان تصريحات وزير دفاعه يعالون كانت واضحة مثل الشمس في رابعة النهار على قوة المقاومة الفلسطينية وقدراتها التكتيكية والتخطيطية ,ناهيك عن رئيس هيئة اركان جيش الحرب الذي ظهر ضعيفا امام قدرات المقاومة وهروبه ووزير الدفاع من نيران فرسانها في النقب الغربي او ما يعرف بمستوطنات غلاف غزة؛ ثم ان المستوى الاعلامي الذي بدا مجيّرا خلال ايام العدوان وتكتمه على مجرياتها وعلى الاهداف التي قصفتها صواريخ المقاومة او قوات الكوماندوز الفلسطينية خلف الخطوط العسكرية الاسرائيلية, وتصريحات رجالات وسائل الاعلام الاسرائيلي غير الصحيحة والتي خبرها الجمهور اليهودي ولم يستق معلوماته من خلالها والتي كانت تعلن دائما على ان  صواريخ المقاومة كانت تسقط في اماكن مفتوحة, وهو التمويه بعينه على المشاهدين الاسرائيليين اولا واخيرا, رجالات الاعلام هؤلاء اعترفوا جميعا على ان الكيان الاسرائيلي قد فشل في تركيع المقاومة الفلسطينية في غزة, وعلى قوّتها وقدراتها, وعدم قدرة الكيان على نزع سلاحها وانه لا مجال ولا افق اما الكيان للتعامل معها او مع الفلسطينيين الا من خلال الحوار, ولقد بان ذلك علانية على وجوه القوم بعدما اعلن عن انتهاء العدوان.

ومن خلال مراجعة بسيطة لميزان الربح والخسارة لكلا الطرفين يمكن الخروج بما يلي:

 (1) فقد الكيان عطف كثير من أصدقائه وفشل في تمرير روايته الباطلة، واقترب أكثر من أي وقت مضى من: "نزع الشرعية الأخلاقية" لمشروعه الصهيوني في نظر المجتمعات الغربية والراي العام العالمي .

 (2) فشلت نظرية الامن الاسرائيلية والجيش الذي لا يقهر ,واختل ميزان الردع الاسرائيلي ,فاصبح هناك ميزان ردع جديد يميل لصالح المقاومة الفلسطينية، فصواريخ المقاومة ظلت تطلق حتى الدقيقة الأخيرة للحرب.

(3) نزوح مئات الاف الاسرائيليين من مستوطنات غلاف غزة شمالا مؤشر على فشله, وتحويل المستوطنات هذه الى مستوطنات اشباح, وكابوس غدا يلاحق المستوطنين حتى في المركز واقصى شمال فلسطين.

(4) شل المقاومة الفلسطينية للحياة العامة في الكيان ,من خلال شل حركة المطارات بخاصة مطار اللد الدولي, والموانئ وارغام حوالي ستة ملايين اسرائيلي على لزوم الملاجئ وتعطيل حركة القطارت والسير في غالبية مستوطنات الجنوب, والغاء كل الفعاليات والمهرجانات بانواعها تقريبا خلال ايام العدوان على غزة.

(5) قصف العمق الاستراتيجي للكيان الاسرائيلي وزعزعة الجبهة الداخلية, وفقد الاسرائيليين ثقتهم بالمستويين السياسي والعسكري وبالجيش, حيث اصبح كل الكيان من شماله الى جنوبه عرضة لنيران المقاومة, بما فيها ايلات والقدس وتل ابيب وحيفا ونهريا الخ.

(6) تكبد الكيان لخسائر اقتصادية كبيرة تتعدى 12 مليار شيكل ما يعادل "3.5-4 مليار دولار", وهذه خسارة كبيرة جدا لكيان صغير يفتقد للموارد الكافية لسد عجز ميزانيته العامة, الامر الذي حمل الحكومة على خصم 3  مليارات شيكل من ميزانيات بعض الوزارات.

(7) فشل الكيان في تحقيق أحد أهم أهداف حربه المعلنة على القطاع، فلا سلاح المقاومة انتزع، ولا هي رفعت الرايات البيضاء، ولا الأنفاق كفّت عن عملها المقاوم، والأهم، لم تخرج التظاهرات الداعية لوقف المقاومة، بل خرج نقيضها وبعشرات الألوف لتشييع الشهداء.

 (8) فشل الكيان ايضا في تحقيق هدف هام آخر لحربه على غزة، تمثل في ضرب حكومة الوفاق الوطني وقطع الطريق على خيار المصالحة الوطنية، فمجريات الحرب ونتائجها، كرّست المصالحة وقرّبت الفلسطينيين من بعضهم البعض، أكثر من أي وقت مضى.

 (9) زعزعة اركان الائتلاف الحكومي الاسرائيلي, حيث تبادل اعضاء المجلس الوزاري التهم والشتائم خلال الاجتماعات المغلقة حسب وسائل الاعلام الاسرائيلية وخارج قاعات الجلسات وعبر وسائل الاعلام, حتى ان نتنياهو نفسه مرّر الاتفاق مع الفلسطينيين دونما استشارة ما يعرف بالكابينت "المجلس الوزاري المصغّر",هذا الامر طبعا كما نشرت وسائل اعلام الكيان يعني بدء التحضير لجولة انتخابات جديدة.

واخيرا.. ان  كل خسارة مني بها الكيان الاسرائيلي هي ربح صافٍ للمقاومة الفلسطينية، فـ "المعادلة الصفرية" هي القانون الناظم للعلاقة بين الجانبين بكل تأكيد.

 فقد خرجت المقاومة الفلسطينية بثقة أعلى بالنفس ,وقد اوجدت ميزان الرعب مع الكيان وجعلته يحسب حسابها مستقبلا اذا ما فكّر مرة في شن عدوان جديد على الشعب الفلسطيني, ليس على غزة فقط وانما على الضفة الغربية او خلاف الضفة الغربية.

لقد خرجت المقاومة الفلسطينية من هذه الحرب ايضا وقد انهت الحصار الظالم-ان شاء الله- ومهّدت الطريق لبناء ميناء غزة ومطار ياسر عرفات الدولي, وفتح المعابر الى الابد بعون الله ,بل ايضا فوّتت الفرصة على الكيان لتعطيل المصالحة وتفكيك حكومة الوحدة الوطنية ,وبات الفلسطينيون الان اكثر وحدة من ذي قبل, رغم ما اصاب الفلسطينيين من قتل ودمار .

هذا هو الرد الصحيح على أي عدوان, وهذه هي الطريقة المثلى لنزع حقوق الشعب الفلسطيني, فالسلام يتم بين الاعداء لكن متى(؟) عندما يتعادل الطرفان في القوة او يقتربان من ذلك, ولكنه لا ياتي من ضعف أبدا,ولا يفل الحديد الا الحديد."وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"  صدق الله العظيم

 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل