متحف محمود درويش يستضيف توقيع رواية " ما وراء الجسد " -

" لا تقرؤوا رواية ميرفت جمعة إن كانت قلوبكم مغلقة لأن صدوركم سوف تتألم من دق كف الروح الشفافة على أبوابها .... " بهذه الكلمات إستهل الكاتب خليل ناصيف حديثه في الأمسية الأدبية التي شارك بها العشرات، وإحتضنها متحف محمود درويش في مدينة رام الله لتوقيع رواية ما وراء الجسد للكاتبة ميرفت جمعة، قبل أن يحاورها.
وإستطرد ناصيف " ميرفت جمعة في رائعتها الأدبية ما وراء الجسد نجحت في الوصف، ونقل إحساس البطلة بالأشياء من البيت العتيق إلى قلب القارئ مباشرة، بعد أن يمر بالورق مرورا شفافا سريعا ... "
وأضاف ناصيف" هناك قراءات كثيرة وجميلة لهذه الرواية وجميعها ركزّت على الجوانب المتعلقة بتقنية السرد والجوانب الفكرية التي احتوتها ما وراء الجسد، هناك من كتب أنها رواية تتحدث عن اللجوء، وهناك من كتب أنها رواية تتحدث عن الغيبات والتواصل مع الأرواح، وهي تحتوي كل ذلك ولكن ممزوجا بقصة حب رائعة، ومكتوبة بأسلوب مميز، وطريقة جديدة تشكل إضافة مهمة جدا للأدب الفلسطيني والمكتبة العربية، فميرفت وبأسلوب شيق، ولغة شعرية رشيقة، نجحت بتقديم عمل أدبي جديد تفتقر المكتبة العربية لأمثاله، وكسرت أنماط السرد، ونمط الأفكار التقليدية التي غالبا ما نجدها في الأعمال الأدبية المحلية التي غالبا تبدو أقرب للحكايات الطويلة منها للروايات، وختمتها بنهاية سعيدة مع أنها نهاية قد تستفز دموع القارئ، ولا بأس فلتستفزه فالدمع يغسل أرواحنا من الحزن ويقربنا إلى السماء أكثر ... "
وفي حوار ممتد أجراه ناصيف مع الكاتبة، تحدثت جمعة عن أسباب تناولها لقضايا اللجوء، وتركيزها على هذه الجزئية في روايتها، حيث أن حالة اللجوء تسبب شعورا ملازما بالألم والحسرة للاجئ الفلسطيني، خاصة وأن محرشات اللجوء حاضرة ومتعاظمة، حيث يدق الجدار أقدامه في خاصرة الوطن، وتتسلل المستوطنات ملتهمة البقية الباقية، وأمام هذا التوسع الإحتلالي يضيق المخيم أكثر فأكثر ما يستفزها ككاتبة وكلاجئة للتركيز على ذلك.
وأضافت أن التجارب الصعبة التي يعيشها الإنسان تعتبر خطوات مهمة في رحلته نحو السمو الروحاني حيث لا يتألم الإنسان عبثاً، بل عليه أن يبحث في الأسباب العميقة التي تجعل الحياة تختار هذا الإنسان لخوض تجربة قاسية وكيف أن عليه الخروج من التجارب الصعبة بنجاحات ونظرة أعمق للحياة، وتقدير أكبر لها، وهو ما يجعل الإنسان أكثر فهما للنفس البشرية، الأمر الذي من شأنه أن يسهل قدرتنا على فهم بعضنا البعض كوننا أسرة بشرية كبيرة.
وحول اختيار شخوص روايتها أوضحت جمعة أن اختيار الشخوص كان أمراً يحتاج الكثير من التدقيق كون أبعاد كل شخصية تجعلنا أكثر توقعا لتصرفاتها، خاصة أن شخوص الرواية تميل أحياناً الى التمرد والخروج عن الدور المقرر لها، لذلك كانت العملية دقيقة وممتعة في آن واحد لأن بين أبطال الرواية تباين واختلافات في الديانة ومكان النشأة والثقافة.
وفي ردها على سؤال حول مشاريعها الأدبية المستقبلية أكدت ميرفت أنها في حالة عصف فكري وقلبي داخلي عميق، تتفاعل وتستجيب لكل ما يحيط بها من أحداث وصور، وأنه من المبكر الآن الحديث عن فكرة رواية جديدة، فالتفاعلات كفيلة بأن تنضج الموضوع القادم بشكل تلقائي.
وأعقب الحوار الذي أجراه خليل ناصيف مع الروائية، فتح المجال للمداخلات والأسئلة من قبل الحضور، ثم تحدثت فاطمة القاضي عن إنطباعاتها حول رواية ما وراء الجسد، فقالت: " نمسك رواية عاطفية لنقرأها فنشعر أننا دخلنا دار سينما، نشاهد فيلما قد تشدنا أحداثه فنستعجل النهاية، أو يكون مملا جدا فنستعجل النهاية أيضا، نتوقع الأحداث القادمة فنصيب أو نخطئ، نتوقع أشياء من خلال العنوان ولكن عندما بدأت بهذه الرواية، والتي أكسبها عنوانها هيبة حضور الروح وتيه حضور القلب وخوالجه لم أستطع أن أكون مشاهدا حياديا، وجدتني مع شخوص الرواية، وتفاصيل حياتهم اليومية، لم أتمالك نفسي البكاء صباحا عندما أنهيت الرواية، وهي المرة الأولى التي يحدث أن يبكيني فيها كتاب، ولا أعرف ما الذي أبكاني تحديدا ... "
وفي نهاية الأمسية قامت الكاتبة جمعة بتوقيع روايتها للحضور، وإلتقاط الصور التذكارية.

حذيفة جلامنة

متحف محمود درويش يستضيف توقيع رواية " ما وراء الجسد "
متحف محمود درويش يستضيف توقيع رواية " ما وراء الجسد "
متحف محمود درويش يستضيف توقيع رواية " ما وراء الجسد "
متحف محمود درويش يستضيف توقيع رواية " ما وراء الجسد "