X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      29/03/2024 |    (توقيت القدس)

توتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة بسبب "داعش"

من : قسماوي نت
نشر : 21/10/2014 - 22:31
تشهد العلاقات الأميركية التركية الراهنة حالة من التوتر لم تشهدها علاقات الحليفان منذ الغزو التركي لجزيرة قبرص في تموز 1974 حيث مرت بأكثر أيامها توتراً بسب "الاختلاف الواضح في الأولويات بل والأهداف البعيدة المدى التي تريد أن تحققها تركيا في سوريا، بغض النظر عن ما يجري في مدينة كوباني (عين العرب) الكردية السورية" بحسب مصدر مطلع في واشنطن.
ويؤكد المصدر الذي عمل كضابط ارتباط وتنسيق بين الحكومتين لفترة طويلة تعود إلى أيام التحالف الذي شكله الرئيس الأميركي جورج بوش (الأب) عام 1990-1991 في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق لإخراج القوات العراقية من الكويت، وقال : "إنني لم أر غيابا للود بالكامل بين الرئيس الأميركي ونظيره التركي كما هو الحال عليه الآن، والغريب أن الوزير (جون كيري) الذي طور علاقات وطيدة مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو في السابق يجد نفس في حالة جفاء وابتعاد عن أوغلو بعد أن أصبح (أوغلو) رئيس وزراء، فليس هناك اتفاق على الإطلاق بشأن بلدة كوباني ( عين العرب) بالتحديد ولا على إستراتيجية مشتركة في سوريا على المدى الطويل".
من جهتها أكدت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية مري هارف أثناء إيجازها الصحفي اليومي "الرئيس أوباما تحدث مع نظيره التركي أردوغان يوم السبت 18-10 حيث بحث الزعيمان آخر التطورات في كوباني، واتفقا على العديد من القضايا التي تخص المضي قدما في مواجهة وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية-داعش، وأن الرئيس أوباما عبر عن تقديره لرعاية تركيا لحوالي 180,000 لاجئ سوري من البلدة فيما كان قد تحدث الوزير كيري مع نظيره التركي (مولود شاوش أوغلو) يوم 17-10 حيث أوضحنا أهمية مساعدة بلدة كوباني وعمليات إسقاط مواد الإغاثة الإنسانية الأميركية من الجو".
من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن مدينة عين العرب "كوباني" السورية، إستراتيجية بالنسبة لتركيا، وليس للولايات المتحدة الأمريكية وهو ما فُسر في واشنطن بانه امر "غريب، أن تنظر تركيا إلى كوباني وكأنها لا تكترث في الكارثة المحدقة على بعد أمتار من تجمعات تركيا العسكرية".
وأشار أردوغان في هذا الصدد إلى أن الإجراءات التي ستتخذها بلاده حيال ذلك ستكون ذات أهمية خاصة، منتقدا ما وصفه بسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الولايات المتحدة التي تقود التحالف ضد "داعش" في المنطقة، من دون أن يسميها قائلا: "تشعرون بكل هذا القلق حيال كوباني، لكنكم لا تشعرون بأي قلق حيال بقية المدن السورية التي تشهد أحداثا مماثلة".
وأوضح الرئيس التركي في كلمة له في افتتاح ملتقى "ديوان المظالم العالمي الثاني"، بأحد فنادق العاصمة التركية أنقرة الثلاثاء 21 تشرين الأول، أن كوباني (عين العرب) حاليا خالية من سكانها المدنيين، الذين هم في تركيا، وعددهم نحو 200 ألف مواطن سوري كردي، في حين صرح مساعد رئيس الوزراء التركي لشؤون الشرق الأوسط (ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم) ياسين، أن بلاده عضو مؤثر وفعال في اتخاذ قرارات حلف شمال الاطلس، ولكنه شدد على قلقها وتخوفها من الوقوع في فخ حرب لا نهاية لها مع داعش في المنطقة.
وكشف عن أن تركيا تعارض طبيعة الحملة على تنظيم "داعش" ولديها اشتراطات يجب أخذها بعين الاعتبار نظر.
وحسب المسؤول التركي، فإن "داعش" نبت في منطقة تحت الاحتلال الأمريكي والبريطاني ولا يزال خاضعا لنفوذهما وقال: "ليس لدينا شك من قيام كيان كردي، لكنا قلقون من دور هذا الكيان في المستقبل، خاصة وأن الأمة التركية مركب معقد من قوميات وعرقيات واديان ومذاهب مختلفة وليس لدينا عداء مع أحد" مؤكدا أن الحوار مع الأكراد مستمر في إطار احترام الحقوق ضمن الدولة الواحدة.
وكان الرئيس التركي قد صرح الأحد الماضي أن تركيا تشترط "إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا، منطقة ملاذ آمن في سوريا المحاذية للحدود التركية لإيواء اللاجئين وتدريب المعارضة السورية، واستهداف مواقع القوات السورية النظامية والإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد" كي يشارك في التحالف.
من جهته أعرب عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الجمهوري جون ماكين عن اعتقاده بأن "داعش" ينتصر، وأنه قادر على فرض سيطرته ليس فقط على كوباني بل على مطار بغداد
واعتبر ماكين، وهو السيناتور الأقرب للمجمع الصناعي العسكري، ويطالب باستمرار بالتدخل العسكري الأميركي في كل مكان، في حديث لشبكة "سي أن أن" الأميركية أن تنظيم "داعش" قادر على اختراق بغداد باستخدام المتفجرات والهجمات الانتحارية، مطالباً إدارة الرئيس أوباما بضرورة مراجعة ما تقوم به لأن القصف الجوي لا يجدي نفعا ولا بد من وجود مزيد من القوات البرية على الأرض، وفقا لتقديره.
وطالب ماكين بتسليح قوات البشمركة الكردية لأنهم يستخدمون أسلحة قديمة في محاربة التنظيم الذي حصل على أسلحة نوعية بفضل استيلائه على مخازن أسلحة.
وحذر من إقامة التنظيم دولة الخلافة، واعتبر أن هذه الخطوة من شأنها أن تشكل تهديدا حقيقا للولايات المتحدة.
وكان ماكين دعا في تصريح سابق إلى "إعادة تقييم جذري" للإستراتيجية الأميركية، في ظل تقدم تنظيم الدولة في مدينة "كوباني" (عين العرب) االسورية الواقعة على الحدود التركية، وزحفهم كذلك نحو العاصمة العراقية بغداد.
واعتبر أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إنشاء منطقة حظر للطيران فوق سوريا وإلى منطقة عازلة، وإلى نقل المعركة إلى داخل سوريا والعراق متفقاً مع موقف أردوغان.
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل