X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      05/05/2024 |    (توقيت القدس)

«ريحانة جباري»… ضحية نظام لا يرحم

من : قسماوي نت
نشر : 06/11/2014 - 17:43
ريحانة مهندسة الديكور ذات الـ 26 عاما ، نفذ فيها النظام الإيراني الاعدام في يوم مبارك للمسلمين، اول يوم في العام الهجري الجديد الذي يحتفل به المسلمون ويقدسه الشيعة ويمارسون فيه شعائر التذكير بأستشهاد الامام الحسين ( عليه السلام ) ولكن يبدو أن حكام طهران لا يعتبرون هذه المناسبة مقدسة وينظرون اليه وكأنه يوم عادي ولا يقيمون وزنا لما يقدسه المسلمون.
وخلاصة قضية ريحانة انها تعرضت لمحاولة أغتصاب من ضابط سابق في المخابرات الإيرانية وربما هذا ما يفسر أصرار سلطات طهران على تنفيذ الاعدام بحق هذه الشابة لان الضحية من رجال النظام ، أن أصرار الحكومة الإيرانية على تنفيذ الاعدام رغم الحملة الدولية التي ناشدت طهران لانقاذ حياة الشابة ، يستدعي إستحضار بعض الملاحظات عن ملابسات هذا الحكم والاصرار على تنفيذه في أول يوم من السنة الهجرية الجديدة، فالنظام الإيراني ومنذ مجيئه إلى الحكم حفل سجله بأعلى نسبة أعدام بين أمم العالم وشملت وشملت فئات وشعوب إيرانية ومن المختلفين معه سياسيا ودينيا وطائفيا ( من البهائيين والعرب والبلوش والاكراد بمحاكمات مشكوك في نزاهتها/ كما أن أضطهاد سنة إيران علامة بارزة في ممارسات النظام الإيراني ضد من يختلفون معها الا أنها قضية مسكوت عنها في اعلام ودوائر حكم الدول الاسلامية ، في حين لم يغفل عنها تقرير الامم المتحدة وبالاخص أشارته إلى تجريم من يتحول من الشيعة إلى السنة وكأن السنة والشيعة دينان مختلفان وليس دينا واحدا ، اللهم الا اذا كان كذلك حسب معتقدات قادة إيران) .
 والملاحظ في تعاملات حكام إيران مع هذه الفئات عدم وجود فرق بين المحافظين والاصلاحيين من قادة إيران وبالاخص رؤساء الجمهورية التي يطبل العالم لانتخاباتها وابراز وجود صراع والايحاء بوجود تغيير في سياسة إيران عندما يفوز من يطلق عليهم الاصلاحيون، وحقيقة الامر ان الاثنين ينهلون من منبع واحد ويخضعون لتوجيه واحد وهو توجيه المرشد الاعلى للثورة الإيرانية علي خامئني، فسياسة الحكومات الإيرانية وسجلها في هذا الشأن واحد لا بل أن وتيرة الاعدامات في ( سنة 2013 ) التي حكم فيها الرئيس روحاني الاصلاحي ( كما يطلق عليه الاعلام ) كانت أعلى ممن سبقه ، ولم تتوقف ملاحقة النظام لمعارضيه ومحاولات تصفية خصومه داخل إيران بل أمتدت إلى الخارج وكلما أتيح لها ذلك ، كما حدث مع ( منظمة مجاهدي خلق ) ومعسكرهم في العراق حين تواطئت معهم حكومة المالكي بالاعتداء المسلح على افراد مجاهدي خلق رغم ان المنظمة تحت رعاية الامم المتحدة وتحظى بتعهدات شرف من الجيش الامريكي في العراق بتأمين الحماية لها بعد نقل معسكرها إلى معسكر ليبرتي وهو ما أعترف به مؤخرا قائد القوات الامريكية في العراق بقوله لقد تخلينا عن شرف تعهدات الجيش الامريكي بحماية المنظمة في العراق . ولم تتوقف تجاوزات النظام الإيراني ضد شعوبه بل أمتدت إلى التدخل بشؤون الدول الاخرى من تسليح مجموعات مسلحة وحمايتها بل وأشعال حروب طائفية ورعايته ميليشيات أجرامية في العراق ودول عربية أخرى والتي تجد لها ملاذا أمنا في أيران كلما شعرت بخطر ملاحقتها ومحاسبتها على جرائمها وليس آخرها المجموعة المجرمة التي نفذت جريمة قتل المصلين العزل في جامع مصعب بن عمير في ديإلى ، ودعمها للنظام الطائفي في دمشق رغم كل جرائمه بحق الشعب العربي السوري ومنها أستخدامه الاسلحة الكيميائية ضد شعبه، ثم تدخلها السافر في اليمن ودعم وتسليح الحوثيين وتدخلها السافر في لبنان ولا ينكر المسؤولين الإيرانيين هذا التدخل ( تصريحات علي أكبر ولايتي بأنهم يسيطرون الان على أربع عواصم عربية).
رسالة ريحانة لأمها والتي تودعها فيها تلقي ظلالا من الشك على عدالة المحكمة ونزاهتها وقسوة أساليب التعذيب التي تعرضت لها ، ولذا أتهمت الامم المتحدة المحقق الإيراني بأستخدام التعذيب للحصول على أعترافات منها ( وستظهر تفاصيل وملابسات هذا الحكم واعدام ريحانة في تقرير مقرر حقوق الانسان في الامم المتحدة عن حالة حقوق الانسان في أيران الذي سيقدمه إلى اللجنة الثالثة في المنظمة الاممية ) ، أعدام ريحانة رسالة واضحة للعالم عن طبيعة النظام الإيراني الذي يسيطر عليه رجال الدين الإيراني وعدم أكتراثه بمناشدات الامم المتحدة ومناشدات أمنيستي وهيومان رايتس ومناشدات دولية اخرى . لكن المفارقة الغريبة أن ترفض أيران هذه المناشدات والنداءات في الوقت الذي ناشد فيه الرئيس هاشمي رفسنجاني ( رئيس مصلحة تشخيص الدستور ) الملك السعودي بالعفو عن المواطن السعودي نمر النمر؟
د. كريم العاني 
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل