X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      02/05/2024 |    (توقيت القدس)

من روائع الدولة العليّة العثمانيّة ,,, سلاطين الخلافة العثمانيّة

من : قسماوي نت
نشر : 06/12/2014 - 17:21

 

كتاب : الدرر البهيّة من سيرة الدولة العليّة العثمانيّة.

المؤلف : أ.د. ابراهيم حسن أبوجابر

السنة : 2014م

 

الفصل الثاني

من روائع الدولة العليّة العثمانيّة

*********

سلاطين الخلافة العثمانيّة

 ينابيع الحبّ الربّانيّ الخالص8-9/40!!*

حملت الدولة العثمانية منذ أن بزغ فجرها في القرن الثالث عشر للميلاد (1299)، هموم الأمة الإسلامية كاملة وبأمانه ، وسَعَت ,مسخرة كافة إمكاناتها لرعاية مصالح هذه الأمة وتأمين أمنها وراحتها وسلامتها في كل نواحي الحياة وبقوة.
الدولة العثمانية من جانبها  حرصت ايضا على نصرة الإسلام ونشر مبادئه وقيمه في كل بقعة وصل اليها جيشها، وفي جميع أقاليم وبلدان الدوله .

كان سلاطين آل عثمان دائما في طليعة الجيش عند الحرب والنزال مع غير المسلمين يقاتلون ببسالة منقطعة النظير ، وحين كان يتأخر بعضهم لمشاغل الدولة عن المشاركة في حرب ما، عدّوا أنفسهم عديمي الحظ ، حيث كانت تفيض  عيونهم بالدمع وتعتصر قلوبهم بالحزن والأسى.
نذر سلاطين ال عثمان أنفسهم للإسلام ايضا، واعتبروا الدفاع عنه  وعن قيمه مسؤولية عظمى لابد أن تؤدى، فساروا قدماً أمام الأمة بصدق وإخلاص مقتدين بنهج الرسول "صلى الله عليه وسلم" متفانين في حبه .

وانه لحري ان يسوق المرء بعضا من مواقف مشهودة لهؤلاء الخلفاء والسلاطين وثّقها المؤرخون بأمانة وصدق تدل بلا لبس ولا غموض على قوة عقيدتهم وحبهم لله والرسول ,منها:
* السلطان مراد الثاني وهو يرقد على فراش الموت يقول لوزيره بصوت خافت: اقرأ يا إسحاق، اقرأ وصيّتنا! فبدأ إسحاق باشا يقرأ الوصيّة بصوت عال: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، توكلت على الله رب العرش العظيم ، كل نفس ذائقة الموت ، فلا تغرنّكم الحياة الدنيا ولا يغرنّكم بالله الغَرور.. أما بعد؛ أوصيكم بأن توزّعوا ثلث أملاكي في ولاية "صار وهان"؛ على أن يكون 3500 قطعة ذهبية منها إلى فقراء مكة المكرمة، و3500 قطعة ذهبية إلى فقراء المدينة المنورة؛ ووزّعوا 500 قطعة أخرى على الذين يكثرون من تلاوة القرآن الكريم من أهالي مكة المكرمة في حرم بيت الله ، ثم يرددون كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" 70 ألف مرة ويهدون ثوابها للموصي، وأوصيكم أن توزّعوا 2500 قطعة ذهبية من أملاكي هذه على الذين يكثرون من تلاوة القرآن الكريم ثم يرددون كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" 70 ألف مرة في قبة الصخرة بساحة المسجد الأقصى".
وإذا ما أمعنا النظر في هذه الوصية نرى بوضوح حب السلطان مراد الثاني لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أراضي الحجاز (مكة المكرمة-المدينة المنورة) والقدس (المسجد الأقصى) في تلك الآونة لم تكن في حوزة الدولة العثمانية بعدُ.


* السلطان محمد الفاتح خرج في إحدى الليالي قبل فتح القسطنطينية(1453)م إلى شيخه "أقْ شمس الدين" ويبدي رغبته في العثور على قبر الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري" رضي الله عنه" . ، فيخرج "أقْ شمس الدين" برفقة السلطان من الخيمة ، ويصلا إلى ساحل القرن الذهبـي، وهناك يشير الشيخ إلى مكان قريب من الأسوار ويقول: "ها هنا القبر يا جلالة السلطان". فيأمر السلطان محمد الفاتح بإنشاء جامع وضريح في هذا المكان على الفور, وبعد الفتح بني الجامع والضريح القائم حتى يومنا هذا في حي الفاتح من المدينة.
*السلطان بايزيد خان ابن السطان محمد الفاتح   زار صديقه الذي يحبه في الله "بابا يوسف" لتوديعه قبل ذهابه إلى الحج، يسلّمه صرّة من الذهب ويقول: "هذا ما رزقني الله به من عرق جبيني ، ولقد ادّخرته من أجل صيانة قناديل الروضة المطهرة ؛ عندما تقف في حضرة الرسول" صلى الله عليه وسلم" أريد منك أن تقول: يا رسول الله، خادمك الفقير "بيازيد" يقرئك السلام ويقول لك: إنه قد أرسل هذه القطع من الذهب لشراء زيت قناديل الروضة، فاقبلها منه..".


* السلطان سليم الأول  ضمّت أراضي الحجاز في عهده إلى الدولة العثمانية وتوحّد العالم الإسلامي تحت راية الاسلام في عهده, خطباء المساجد شرعوا على اثرها  في نعته بلقب "حاكم الحرمين" إلا أن السلطان سليم لم يكن راضياً عن هذا اللقب أبداً.
وفي يوم من الأيام وهو يصلي صلاة الجمعة في الجامع الكبير بحلب، يسمع هذه اللفظة من خطيب الجامع، فيهب مسرعا ويقول: "لا لا، لستُ حاكماً للحرمين، بل خادماً لهما"، فيعدّل الخطيب كلامه كما أشار به السلطان ،وبعد الصلاة يقوم السلطان بتقديم قفطانه هدية إلى الخطيب وشكراً له.


*السلطان أحمد الأول  استلم العرش في وقت حرج، حيث تسود الاضطرابات وتنتشر الفوضى في معظم الأراضي العثمانية... فيخرج في إحدى الليالي خفية إلى جناح الأمانات المقدسة بقصر طوب قابي... يمسك نعل الرسول" صلى الله عليه وسلم" ويضمه إلى صدره ثم يقول بحرقة قلب:
ليتني أحمل نعلك الشريف دائماً على رأسي كالتاج
يا صاحب النعل الكريم، يا وردة حديقة الأنبياء

ليتني أمسح وجهي دائماً على أثر قدمك يا وردة الورود..
ومنذ ذلك الوقت أخذ السلطان أحمد الأول يحمل صورة لأثر القدم النبوي الشريف داخل قفطانه.

 

* السلطان عبد العزيز.. وصلت لقصره  في إحدى الأيام رسالة من المدينة المنورة، وكان السلطان في تلك اللحظة مصاباً بمرض شديد أقعده في الفراش؛ فتردد رجال الدولة بادئ الأمر في تقديم الرسالة إليه بسبب مرضه هذا، ولكنهم كانوا يعرفون في الوقت نفسه، مدى حساسيته تجاه المدينة المنورة وحبه لها، فاضطروا إلى تقديمها له في نهاية الأمر. وعندما اقترب الوزير منه وأخبره أن رسالة وصلت من المدينة المنورة، لمعت عينا السلطان وطلب من الوزير ألا يبدأ بالقراءة حتى يأمره بذلك، ثم قال لمن حوله: "ارفعوني.. فلا يمكن أن أسمع رسالة وصلت من الأراضي المقدسة وأنا نائم".
استمع السلطان إلى ما في الرسالة واقفا على رجليه رغم وطأة المرض.. ومما يجدر ذكره هنا، أن السلطان عبد العزيز كان لا يتناول أي ملف أو أوراق قادمة من المدينة المنورة دون أن يجدد وضوءه. لأن هذه الأوراق بالنسبة له تحمل غبار بلدة الرسول" صلى الله عليه وسلم" ورائحته العطرة. لذا كان يقبّلها أولاً ثم يضعها على جبينه ثم يشمها بحرارة ثم يفتحها ليقرأها.

 

* السلطان عبد الحميد الثاني.. تولى الخلافة في وقت كانت فيه الدولة العثمانية في منتهى السوء والاضطراب، سواء على مستوى الأوضاع الداخلية أو الخارجية.. وفي وسط هذه الاوضاع بدأ العمل بكل ما أوتي من قوة ليوحد المسلمين من جديد تحت راية الإسلام. فقام في عهده بتنفيذ مشاريع في غاية الأهمية، منها إنشاء خط حديد الحجاز الذي امتد من إسطنبول إلى المدينة المنورة. وكانت الغاية العظيمة في ذلك، الدفاع عن الأراضي المقدسة من هجمات العدو ثم تأمين راحة الحجاج خلال رحلتهم إلى الحرمين الشريفين.
ومما تجدر الاشارة اليه انه قد جرى إنشاء الخط الواقع بين مدائن صالح والمدينة المنورة كله بأيدي المهندسين والعمال المسلمين فقط، لأن هذا الجزء كان داخل حدود منطقة الحرم. وعندما وصل الخط إلى المدينة المنورة في 31 أغسطس من عام 1908، أمر السلطان عبد الحميد الثاني بأن يُمَدّ اللباد"الفرش" على الخط في آخر ثلاثين كيلومتراً منه؛ كما أن مقطورة القطار كانت عند وصولها إلى المدينة المنورة تخفض من سرعتها وتقترب من رصيف المحطة ببطء حتى لا تزعج الرسول "صلى الله عليه وسلم". ثم ينـزل الركاب من القطار ماشين على أطراف أقدامهم بأدب واحترام... أما اللباد الممدود على سكة الحديد فكان يتم غسله بماء الورد يوميا في ساعات معينة, وذلك احتراماً لتلك الأراضي المباركة وتقديساً لها.(9 )

الخلافة العثمانيّة

رموزها ومصطلحاتها اسلاميّة!!*

حاولت اقلام كتاب مغرضة فصل الخلافة العثمانية عن الاسلام وربطها بالتاريخ والتراث التركي البحت؛ وفعلا نجحوا الى درجة معينة في خلق جيل من العرب والترك حاقدا على الخلافة العثمانية ومحملا لها مسؤولية التأخر الحضاري والعلمي والاستراتيجي الذي يتخبط فيه العرب والمسلمون حاليا.

بدا زيف هذه الادعاءات بدا ينكشف شيئا فشيئا بعد فشل دعاة هذا الطرح ومشاريعهم السياسية والقومية في المنطقة العربية وغير العربية  مما حمل البعض على الترحم على الخلافة العثمانية وفترة حكمها الذي اقل ما يمكن وصفه بالاسلامي.

الخلافة العثمانية اسلامية بلا ادنى شك ولا داعي اصلا لاثبات ذلك لانه يعد انتقاصا لها ولكن للاستئناس فقط هناك رموز ومصطلحات  كانت جزءا من كيانها  , مثل:

اولا: النشيد الوطني"السلام الوطني لدولة الخلافة":

 فالنشيد او السلام الوطني لدولة الخلافة الاسلامية اسلامي  بكلماته وعباراته دونما لبس ولا غموض,افضل من كثير من الدول العربية والاسلامية في ايامنا هذه وهو كالتالي مترجما عن التركية:

      يا  خير  جيش ** يا  خير  عسكر

        أنت  الشجاع ** في  البحر  فاظفر

      في  اليد  درع ** في  اليد  خنجر

  سر  نحو  الأعادي ** يا  خير  عسكر

 لو  كان  كل  شيء ** في  البحر  يُنصَر

 فنحن  ننادي** الله  أكبر

     الله  أكبر** الله  أكبر

 وليكن  جيشنا ** دوماً  مُظَفَّر

 ثانيا:علم الخلافة العثمانية:

يعكس الهلال و النجمة أثر كيانين تاريخيين: الإسلام و العثمانيين، و مع أن الهلال و النجمة يرجعان بعيدا في التاريخ إلى ما قبل الإسلام إلا أنهما أصبحا مرتبطين به ارتباطا وثيقا حتى أننا نجدهما في أعلام دول لم تكن أي من أقاليمها واقعة تحت سيطرة العثمانيين أبدا، و ذلك كرمز لثقافتها و تراثها الإسلامي. من هذه الدول: باكستان، موريتانيا، ماليزيا و أعلام بعض ولاياتها، بروني، جزر المالديف، و جزر القمر.

ثالثا:شعار الخلافة العثمانية:

لقد جاء شعار الخلافة العثمانية ايضا ضمن سياق اسلامية الدولة ورموزها وهو يتلخص في الكلمات المختصرة التالية والتي تعبر تماما التعبير عن صفة هذه الدولة وهي: الله-وطن-ناموس-اتحاد.فهل هناك من طاعن فيما ورد؟

رابعا: اللغة العثمانية:

كانت اللغة التركية فترة الخلافة العثمانية خلاف اللغة التركية الحالية من حيث الحروف. فاللغة التركية كانت تكتب بحروف عربية كما هو الحال اليوم في كل من ايران وافغانستان وباكستان وماليزيا وغيرها من الدول الاسلامية ؛ لكن اتاتورك الذي اطاح بدولة الخلافة حوّل حروف اللغة التركية لللاتينية فهي اليوم تكتب كما تكتب اللغات الاوروربية  من حيث الحروف . فتبني الاتراك الذين هم ليسوا عربا بل شعب او قومية خاصة, تبني هؤلاء لحروف اللغة العربية لتكتب بها لغتهم عامل اخر ودليل قوي على اسلامية هذه الدولة وارتباطها بلغة القران ولغة اهل الجنة.

 خامسا:تطبيق احكام الشريعة الاسلامية:

فالدولة العثمانية كما هو معلوم دولة خلافة اسلامية ولهذا فموضوع تطبيق احكام الشريعة الاسلامية امر مفروغ منه؛ ولقد ذكرت مصادر علمية موثوقة مدى اهتمام السلاطين الاتراك  بالدين الاسلامي ولهذا اقاموا الحدود على المستويين المدني والعسكري واقاموا مؤسسات خاصة بذلك كمؤسسة القضاء ومشيخة الاسلام , وهذا ما انعكس على العلاقات الخارجية في دولة الخلافة والتعامل مع غير المسلمين والاقطار التي فتحتها جيوش

الخلافة حيث سادها التسامح والعدل .

سادسا:اقامة مؤسسة  شيخ الاسلام:

الخلافة العثمانية وتاكيدا منها على اسلامية الدولة واقامة العدل والمساواة بين جميع مواطنيها بمن فيهم غير المسلمين من الملل الاخرى , ومنعا لجور السلاطين والحكام  ومخالفاتهم للشرع تم تشكيل مؤسسة مشيخة الاسلام  التي كانت في مراحل معينة من تاريخ الدولة العثمانية اعلى من السلطان نفسه , لا بل وخالف وعدّل  والغى  ايضا شيخ الاسلام احكاما اصدرها  سلاطين عثمانيين مثل:سليم الاول وتهديده بالعزل ولم تقبل شهادة  غيره مثل بايزيد الثاني وحكم بالقصاص من السلطان محمد الفاتح لصالح المهندس الرومي.

هذا ولقد كان شيخ الاسلام ذات صلاحيات  ويستشيره السلاطين في امور الدولة المختلفة منها :المالية والشرعية والحربية.

سابعا: اقامة نقابة الاشراف والسادات:

حرصا من الخلافة العثمانية على اسلاميتها فقد اقامت مؤسسة عرفت بنقابة الاشراف والسادات خاصة باهل بيت رسول الله "صلى الله عليه وسلم"؛ اما الاشراف فيقصدون بهم سلالة الحسن بن علي بن ابي طالب "رضي الله عنهما" واما السادات فسلالة الحسين بن علي بن ابي طالب "رضي الله عنهما",حيث اهتمت بهم الدولة العثمانية واكرمتهم وحافظت على وجاهتهم في المجتمع.

ثامنا:اطلاق اسم اسلام بول (اسطنبول )على عاصمة الخلافة:

فقد حرص العثمانيون ايضا على اسلامية عاصمة دولتهم فغيّروا اسم مدينة القسطنطينية الروماني الى اخر اسلامي فسموها" اسلام بول" أي دار الاسلام ثم مع الوقت اخذ الناس بلفظها اسطنبول كما هو اسمها اليوم. هذه التسمية لا شك انها تحمل في طياتها الكثير وتعني للمرجفين والطاعنين في تاريخ الخلافة العثمانية اكثر  فلو كان العثمانيون قبلتهم غير الاسلام لابقوا على اسم المدينة القسطنطينية او ربما اعادوا اسمها السابق بيزنطيه الاغريقي!(10 )

 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل