X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      03/05/2024 |    (توقيت القدس)

وحش العنف يفتك بالداخل الفلسطيني.. الدكتور ابراهيم ابو جابر

من : قسماوي نت
نشر : 18/02/2015 - 13:54

وحش العنف

 يفتك بالداخل الفلسطيني..

                                                                                                                             الدكتور ابراهيم ابو جابر

فتك ,ولا يزال وحش العنف بالداخل الفلسطيني , فازهق وغيّب العديد من فلسطينيي الداخل بخاصة الشباب منهم؛ وقد نظّر البعض ,وجيّش بعض المسؤولين الشرطة الاسرائيلية والاجهزة الامنية السريّة الاخرى وغيرها لمكافحته والقضاء عليه بدون فائدة , لا بل هناك  منهم من اتى بما يعرف بوحدة "المدينة الامنة"  ,وهي بالمناسبة من صنع شرطة الكيان الاسرائيلي التي اصبحت اضحوكة على السن كل الناس  ,ظانا انه سيقضي على العنف ,عبثا.

هذه وسائل جرّبها مجتمعنا, وراهن عليها بعض اولي الامر فيه, لكن بدون نتيجة, بل ثبت فشلها ,فالعنف بأنواعه لا يزال بعافيته ,ولا يزال وحشه يضرب هنا ويقتل هناك ويفتك بالأبرياء احيانا وباخرين تارة اخرى لأتفه الاسباب.

العنف, ليس كما يتصوّر البعض ظاهرة, فالظاهرة تظهر وتختفي ومرهونة بالظروف والبيئة الحاضنة لها, اما العنف فهو سرمدي لا يمكن اجتثاثه ابدا, فهو "جين طبيعي "متأصّل في كل واحد منا؛ وعليه المطلوب العمل على التخفيف منه, وتجفيف الوسائل المساعدة عليه, سواء كانت ماديّة, او نظريّة, او حتى بشريّة.

ان البيئة الحاضنة للعنف والظروف المساعدة عليه كثيرة في هذا الوقت. فالعنف تغذّيه احيانا جهات رسميّة ,شرطيّة او مخابراتيّة لشغل الناس او المواطنين بهمومهم الشخصيّة والعائليّة والمجتمعيّة عمّا تقوم به السلطة نفسها-أيا كانت- من ممارسات وتطبّق من سياسات, وهذا بالتأكيد احد استراتيجيات كل الاجهزة الامنيّة في العالم ممّن يوجد في دولها اقليّات عرقيّة او مذهبيّة او طائفيّة كي تأمن شرّهم؛ ثم على الداخل الفلسطيني ان لا يغفل عن جيش العملاء من الفلسطينيين الذين فرّوا بعد قيام السلطة الفلسطينية الى الداخل الفلسطيني بحماية اسرائيليّة, فهؤلاء يصولون ويجولون في القرى والمدن العربيّة ,فيتاجرون بالسموم والمحرمات ,ويسمسرون على الاراضي, ويعقدون صفقات مشبوهة, ويتعاملون مع عصابات الاجرام اليهوديّة ,واحيانا بعلم من الاجهزة الامنيّة بعدما ظهر فساد شرطة الكيان الاسرائيلي.

كل ذلك ايضا مع وجود عصابات مافيا الاجرام "والخاوة" في الداخل الفلسطيني ممّن همّهم الاول والاخير الحصول على المال باي ثمن وان وصل الامر حد القتل ؛هذه العصابات طبعا تملك جيشا من الشباب الذين تم اغراؤهم بالمال وغير المال ايضا, فغدوا اداة طيّعة عندهم يحرّكونهم اينما شاءوا في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية واحيانا اخرى عبر ما يعرف بالخط الاخضر.

ان سهولة الحصول على السلاح  ايضا سبب اخر يضاف الى ما اشير اليه اعلاه, رغم ثانويّته وكونه وسيلة لا غير, لان العنف والقتل في العادة لا يحصل الا بوجود دافع ذاتي لدى القاتل, فالسلاح وسيلة يراها المجرم سريعة وسهلة لتنفيذ جريمته, ولوما حيازته للسلاح لاستعمل وسيلة اخرى.

اما التربية ,وهي الاهم بخاصة التربية الدينيّة ,وفقدان لغة الحوار واحترام الراي الاخر, فهي من الاسباب الرئيسيّة للعنف وازدياد الجريمة في مجتمعنا, فقد غدت مؤسساتنا التعليمية للعلم لا للتربية, همّ القائمين عليها تحصيل العلامات-وهذا مطلوب- لا تحصيل الاخلاق والتربيّة السويّة, مما يؤدي سنويا الى تخريج جيوش من المدارس الى سوق العمل والى الشوارع في حالة اخلاقيّة لا يحسدون عليها, فالمطلوب اذن من اولي الامر العمل على وضع استراتيجيّة متعدّدة المستويات التعليميّة, لزرع ما اشير اليه من قيم في عقول الناشئة.

ولكن, ما قيمة كل ما ذكر مع وجود من همّهم الهدم والتخريب, وتعطيل عجلة الاصلاح, لحاجة في نفس دوائر واجهزة مصلحتها في استمرارية انشغالنا بمشاكلنا المجتمعيّة بعيدا عن الهم العام أصلا, وعلى كل فهذا لا يعفي الغيورين في مجتمعنا من العمل الدؤوب للحد من استفحال العنف وتقليم اظافر هذا الوحش!!

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل