X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      21/05/2024 |    (توقيت القدس)

مفلسون , عرب بلا مشروع حضاري!؟ الدكتور ابراهيم ابو جابر

من : قسماوي نت
نشر : 30/04/2015 - 18:00

مفلسون,عرب بلا مشروع حضاري!؟

الدكتور ابراهيم ابو جابر

سطّر عرب الامس، تاريخا، ومجدا، وحضارة شهد لها البعيد قبل القريب، في جميع  المجالات، فغدوا قادة الدنيا، عندما تبنّوا الاسلام منهج حياة. أما اليوم فقد تغيّر الحال تماما، وانقلبت الصورة ،حيث يحتل العرب المكانة الدنيا بين الشعوب والامم.

عرب اليوم، يهانون ليل نهار، وتداس كرامتهم في كثير من المحافل، وتعقد الصفقات لنهب ثرواتهم وبحضور بعضهم احيانا، وترسم الخطط والمشاريع للهيمنة على بلدانهم، واغتيال الصالحين منهم ، والزج في السجون للعاملين المخلصين من أبنائهم،في وقت يبسط فيه السجّاد الاحمر للمتآمرين منهم، ويستقبلوا

استقبال الابطال والفاتحين.

عرب اليوم ، فالحون في أمر واحد دوليا، لا يعدو كونه رفع الشكاوى للمحافل الدولية، والبكاء أمام دول الاستكبار العالمي، والالحاح طالبين العدالة ، وتطبيق الشرعية الدولية،وهذا في العادة اسلوب المفلس ممن لا يملك ارادته اولا ،ولا مشروعا حضاريا لديه.

يشكوا عرب اليوم من التدخلات الاقليمية في شؤونهم الداخلية، ويتّهمون اطرافا محليّة بخدمة اجندة اقليمية غير عربية، موجّهين أصابع الاتهام لبعض الدول الاقليمية وتحديدا ايران وتركيا،بتصدير مشروعيهما الى الاقطار العربية، بخاصة المشروع الايراني لما له علاقة بالمذهب الشيعي.

والسؤال المشروع طرحه على قادة الدول العربية ، اذا كانت ايران وتركيا تمتلكان مشاريع حضارية ، كما يروّجون ،على مستوى الاقليم، فما هو ذنبهم انكم –أي العرب- لا تمتلكون مشروعا حضاريا خاصا بكم؟؟ فالفراغ عادة لا يمكن ان يبقى الى ما لا نهاية، وانما لا بد من شغره، وهذا ما فعلته ايران وتركيا، حيث استغلت هذه الدول فرصة الافلاس الاستراتيجي العربي ،فشرعت في التغلغل في الوطن العربي مستفيدة من وجود قواعد لها في المنطقة، طائفية ومذهبية  ونفعية ، وبالتحديد ايران.

الافلاس العربي هذا ، دفع دولا اقليمية اخرى عدا ايران وتركيا، مع ان العرب عموما لا يتحسّسون كثيرا من المشروع التركي كالمشروع الايراني، نعم دفع كيانات اقليمية  كالكيان الاسرائيلي رأس الفتنة في المنطقة الى استغلال حال العرب المترهّل هذا ،في اشعال نار الفتنة أكثر، وزرع بذور الانقسام والكراهية والاقتتال احيانا بين مركّبات الوطن العربي.

عرب اليوم ،هم من حرف قطار الثورات العربية، وعطّل ولا يزال قارب الانقاذ الذي انطلق من تونس مرورا بمصر واليمن وسوريا، وأصرّوا على وأد احلام جيل كامل من الشباب العربي ، ممّن خرجوا متمرّدين على الظلم والاستبداد والهيمنة الاجنبية، والفساد المالي والسياسي.

 حمل هؤلاء ممّن تأمرت عليهم انظمة عربية رجعية مشروعا حضاريا ، حيا ،كان قادرا على تحدي المشاريع الاقليمية والعالمية، غير أن العرب أبوا الا البقاء في أحضان اسيادهم ، حتى أنهم غدوا العوبة في يد الكيان الاسرائيلي، شرطي الغرب في الشرق الاوسط، يستجدونه تارة ،ويشكرونه تارة اخرى، على ما يقوم به من اعمال وممارسات ضد مجاميع من العرب والفلسطينيين بحجة مكافحة الارهاب.

فالعرب اليوم اذن، مفلسون ، لا يمتلكون مشروعا حضاريا قادرا على مواجهة ما يصدّر الى اقطارهم من مشاريع اقليمية وعالمية، وهذا الامر ان استمر، أو استقر، فسوف يطول عشرات السنين، حتى يصحو جيل اخرمن العربيستنهض همّة الامة ،رافعا لواء التغيير والاصلاح. 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل