X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      08/05/2024 |    (توقيت القدس)

إعدام مرسى يتسبب فى إغلاق قناة السويس

من : قسماوي نت
نشر : 11/07/2015 - 22:38

إعدام مرسى يتسبب فى إغلاق قناة السويس

قناة السويس شريان الحياة ، ليس لمصر فحسب بل للعالم بأسره ، وهى ممرٌ مائىٌ صناعىٌ يمتد من بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط شمالًا حتى السويس على البحر الأحمر جنوبًا بطولٍ يقارب مائى مترًا ، وقد تضاعفت أهمية قناة السوبس فى ازدهار التجارة الدولية بين الشرق والغرب فى الآونة الأخيرة لأنها أقصر وأيسر وآمن بالمقارنةِ بطريق رأس الرجاء الصالح ( رأس العواصف ) ، فالمسافة - مثلًا - بين الكويت ولندن عبر قناة السويس تبلغ 7488 ميلًا بحريًا فى حين أنها عبر طريق رأس الرجاء الصاح تبلغ 13473 ميلًا بحريًا ، و تبلغ المسافة بين ميناء جده فى المملكة العربية السعودية على البحرالأحمر وميناء كونستانزا فى رومانيا على البحر الأسود عبر قناة السويس 1698 ميلًا بحريًا بينما هى عبر طريق رأس الرجاء الصالح 11771 ميلًا بحريًا ، وبذلك فإن قناة السويس تحقق وفرًا فى المسافة يصل إلى نسبة 76 % .

وبهذا الوفر تتمكن السفن من زيادة عدد رحلاتها فى ذات الفترة الزمنية التى تستغرقها رحلةٌ واحدةٌ عبر طريق رأس الرجاء الصالح وينخفض - بالطبع - استهلاكها للوقود فى الرحلة الواحدة بمعدل الفرق فى المسافة بين الطريقين و تقل - بفارقٍ كبيرٍ - أجور البحارة وأقساط التأمين عليهم وعلى السفن وعلى البضائع المنقولة عليها فتنخفض - بذلك - تكلفة النقل وتنتعش التجارة الدولية بشكلٍ كبيرٍ ، أما سلوك السفن طريق رأس الرجاء الصالح فإنه سيأتى بعكس نتائج الوفر فى المسافة الذى تحققه قناة السويس ويؤدى - فى النهاية - إلى زيادة تكلفة النقل بما ينعكس على السلع بالزيادة فى أسعارها ويؤدى إلى كساد أسعارها ولاسيما إذا كان معدل الطلب عليها غير مرنٍ كالسلع غير الأساسيةِ .

إلا أن الأهمية الحقيقية لقناة السويس تكمن فى أن أغلب دول العالم المستهلكة للسلع البترولية غير منتجةٍ لها وتعتمد اعتمادًا شبه كلىٍّ على استيراد البترول الخام من مناطق استخراجه فى الشرق الأوسط ، وباستبدال قناة السويس بطريق رأس الرجاء الصالح فإنه بازدياد تكلفة النقل عبره بالمقارنة بقناة السويس ستزتفع - حتمًا - أسعار البترول ، ونظرًا لكون مصادر الطاقة الأحفورية ولاسيما البترول تشكل العمود الفقرى للصناعة فى مختلف دول العالم فإن تكلفة المنتجات الصناعية - بارتفاع أسعار البترول - ستزداد هى الأخرى بدورها أيضًا مما سيؤدى إلى ارتفاع أسعارها فى أسواقها المحلية ، وبإضافة التكلفة الناتجة عن ارتفاع أسعار تكاليف النقل عبر طريق رأس الرجاء الصالح فإن أسعار المنتجات الصناعية ستتضاعف فى أسواقها العالمية فى حالة تصديرها إلى الخارج .

ومن ناحيةٍ أخرى فإن الارتفاع الحاصل فى أسعار البترول الذى تعتمد عليه السفن كوقودٍ لها نتيجةً لازدياد تكاليف النقل عبر طريق رأس الرجاء الصالح سيؤدى إلى زيادة مضطردةٍ فى إجمالى تكاليف النقل ، الأمر الذى سيدخل شعوب العالم فى حلقةٍ مغلقة من زيادة الأسعار ، وكسادٍ فى التجارة الدولية ، وتقلص القطاعات الصناعية فى غالبية الدول ، وارتفاع معدلات البطالة نتيجةً لذلك ، وهو ما سيزيد معاناة الشعوب لاسيما الفقيرة منها ، ويعتبر كارئةً اقتصاديةً كبرى بكل المفاييس .

إن الوضع الراهن فى مصر وتحولها من الدولة إلى اللادولة فى ظل انقلابٍ عسكرىٍّ لم تعترف به الغالبية العظمى من دول العالم يضع على عاتق المجتمع الدولى مسئوليةً كبرى باعتباره صاحب المصلحة الأولى فى الحفاظ على سلامة المجرى الملاحى لقناة السويس ؛ لأن الانفلاتَ الأمنىَّ الذى تعانيه الدولة المصرية منذ وقوع ذلك الانقلاب وتردى الأوضاع الأمنيَّة فى شبه جزيرة سيناء (الحد الشرقى للقناة ) على وجه الخصوص واستمرارَ المد الثورى لثورة الخامس والعشرين من يناير فى كل ربوع مصر يشكل خطرًا متزايدًا على الملاحة فى القناة ، إذ لا يوجد نظامٌ أمنىٌ - مهما بلغ احترازُه - يستطيع إحكام سيطرته كليًا على مجرىً مائىٍ يقارب طوله المائتى مترًا .

فإذا كان النظام الأمنىُّ - فى مواجهة ثورةٍ شعبيةٍ غاضبةٍ - مهلهلًا ضعيفًا منشغلًا - فقط - بحماية وتأمين أفراده ، فإن احتمالات وقوع ما يعكر صفو أمن القناة من اعتداءاتٍ أو عملياتٍ انتحاريةٍ أضحى كبيرًا وقريبًا للغاية ، وبإقدام نظام السيسى على تنفيذ أحكام الإعدام التى أصدرها فى حق الرئيس الشرعىِّ المُنتخب وأنصاره عبر قضاءٍ انحاز له وشاركه فى انقلابه ومن خلال قضاةٍ سيطر عليهم ترغيبًا وترهيبًا فإن احتمالات المساس بالمجرى الملاحىِّ على نحوٍ يعطله أو يعرقله أضحت حقائق وواقعًا ملموسًا مؤكَدًا فى الحال والاستقبال 
، ناهيكم عن الوضع الإقليمىِّ المحتقن للقناة فى الصراع العربىِّ الإسرائيلى ، واحتمالات انتهاز إسرائيل فرصةَ تردى الأوضاع فى مصر لاستعادة أحلامها التوسعية فى سيناء ، وهو ما يشكل أكبر خطرٍ على الملاحة فى القناة لأنه - حتمًا - سيتسبب فى إغلاقها مثلما حدث إبان حرب السنوات الست بين إسرائيل ومصر .

إن العالم كله يقف على شفا حفرةٍ من النار بسبب نظام أخرق مجنون ، و أزمةٌ اقتصاديةٌ كبرى تلوح فى الأفق قد تتسبب فى كوارث لا حصر لها لكل شعوب الأرض ، فهل تتحرك تلك الشعوب لدى حكوماتها الساكتة عما يجرى فى مصر لاستنفار قواها كى تمنع ما سيقع فيها مما تهدد مصالحها أم تراها لم تستوعب بعد حجم الكارثة ومقدار الخطر المحدق بها .

‫#‏المستشارعمادأبوهاشم‬ رئيس محكمة المنصورة الابتدائية

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل