إطلاق معتقلي حماس بالسعودية بعد لقاء الملك سلمان بمشعل

محللون: زيارة مشعل إلى السعودية تؤذن بـمرحلة سياسية جديدة وتوجه للمحور السني

رأى خبراء سياسيون فلسطينيون في توجه “خالد مشعل”، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلى المملكة العربية السعودية، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2012، رسالة سياسية تؤذن بـ”مرحلة جديدة” بين حركة حماس والسعودية في عهد الملك “سلمان بن عبد العزيز″.

ونقل الحساب الرسمي لحركة حماس، على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، عن توجه وفد من قيادة الحركة يرأسه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مساء أمس الأربعاء إلى أداء مناسك العمرة في المملكة العربية السعودية.

وتوجه برفقة مشعل عضوي المكتب السياسي في الحركة، “موسى أبو مرزوق” و”صالح العاروري”.

وقالت قناة القدس الفضائية الفلسطينية، اليوم الخميس، إن “مشعل وصل السعودية في زيارة تستمر لمدة يومين سيلتقي خلالها مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى لبحث عدة قضايا، دون أن تذكر طبيعة هذه القضايا”.

وتعدّ زيارة مشعل الأولى من نوعها منذ تولي العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في بلاده، خلفاً لشقيقه الراحل عبد الله بن عبد العزيز الذي توفي في 23 يناير/ كانون ثاني 2015، كما أنها الزيارة الأولى له منذ يونيو/حزيران 2012.

الدكتور عدنان أبو عامر: الزيارة متوقعة

يرى الدكتور عدنان أبو عامر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة أن هذه الزيارة هي نتيجة طبيعية متوقعة، لسير أحداث العلاقة بين حركة حماس، والسعودية مؤخرا.

ويضيف أبو عامر لوكالة الأناضول للأنباء:” قد تبدو الزيارة مفاجئة، لكنها ليست كذلك، كثير من الشواهد مؤخرا بين الطرفين، كانت تمهد لعلاقة جيّدة بين حماس، والسعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز″.

وقال أبو عامر، إنّ هذه الزيارة، بداية لمرحلة تعيد تموضع العلاقات بين السعودية وحماس.

وتابع:” اليوم السعودية، تريد أن تقترب أكثر من الملف الفلسطيني، والعمل على حل قضاياه العالقة، وفي مقدمتها إنهاء الانقسام، والعمل على فك الحصار عن قطاع غزة".

وكان إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس″، كشف لأول مرة في الأول من مايو/أيار الماضي عن مساعٍ تبذلها السعودية للتوصل إلى اتفاق جديد لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام بين حركتي “فتح” و”حماس″.

بدوره، رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة الدكتور مخيمر أبو سعدة، أن زيارة مشعل تهدف إلى لقاء مسؤولين كبار في السعودية، من أجل البدء في مرحلة التقارب الفعلي مع “المملكة العربية السعودية” وتحسين العلاقات الثنائية بينهما.

وقدم خالد مشعل زعيم حماس واجب التعزية للسفارة السعودية بالعاصمة القطرية الدوحة، وأثنى مشعل في هذه المناسبة على دور المملكة في دعم القضية الفلسطينية.

ويقول طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية الصادرة من الضفة الغربية، إن السعودية تريد التقرب من حركة حماس والحركات الإسلامية المعتدلة في المنطقة، وتكوين حلف يتصدى للنفوذ الإيراني في المنطقة.

ويضيف عوكل، لوكالة الأناضول، إن حركة حماس تريد الذهاب إلى محور السعودية باعتباره المحور السني القوي، والابتعاد عن تداعيات التغييرات الإقليمية في المنطقة.

إطلاق معتقلي حماس بالسعودية بعد لقاء الملك سلمان بمشعل

من جهة أخرى، اصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أوامره بإطلاق سراح معتقلي حركة حماس بالمملكة؛ بعد لقائه برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وعدد من قيادات الحركة.

وقال مصدر مطلع إن المعتقلين ومن بينهم قيادي في حماس وصلوا بالفعل إلى بيوتهم.

وكان مشعل والوفد المرافق له، اجتمعوا مع العاهل السعودي وولي العهد محمد بن نايف ووزير الدفاع محمد بن سلمان وقيادات سعودية أخرى في أول لقاء على هذا المستوى بين الجانبين منذ سنوات.

وبعد اللقاء، أصدر الملك أمرا بالإفراج عن عدد من عناصر الحركة كانوا معتقلين في سجون المملكة منذ حوالي 8 شهور. وذكرت مصادر أن جميع المعتقلين وصلوا بيوتهم بالفعل، الأمر الذي قوبل بشكر من قبل قيادة الحركة التي ستغادر المملكة فجر السبت.

يُذكر أن حماس لم تتحدث في قضية المعتقلين عبر وسائل الإعلام، وبقيت، حسب مصدر قيادي تعوّل على لملمة الموقف عبر الاتصالات، وهو ما أسفر عن هذه النتيجة الإيجابية بحسب قوله. والمعتقلون كانوا من العاملين في المجال الخيري وجمع التبرعات.