X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      16/05/2024 |    (توقيت القدس)

أوسلو مصدراحباط الفلسطينيين.. الدكتور ابراهيم أبوجابر

من : قسماوي نت
نشر : 14/09/2015 - 13:44

أوسلو مصدراحباط الفلسطينيين..

الدكتور ابراهيم أبوجابر

وصل الشعب الفلسطيني، بعد مرور أكثر من عشرين عاما على توقيع اتفاق أوسلو المشئوم، الى حالة احباط غير مشهودة. فقد عوّل الفلسطينيون كثيرا على اتفاق أوسلو المذكور، وبنوا أملا عراضا عليه في حل القضية الفلسطينية ولو جزئيا ،واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس ،اضافة الى حلحلة الكثير من الازمات الداخلية التي يعانيها الفلسطينيون وبالتحديد في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، من بطالة وفقر، ونقص في الخدمات وتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل منهم بخاصة فئة الشباب ،وتوفير الامن الفردي والجماعي ووقف الاستيطان واعتداءات قطعان المستوطنين، وانهاء الاغلاقات، وتحرير الاسرى، وغيرها من القضايا التي تمس حياة المواطن الفلسطيني اليومية والحياتية.

لقد بنى المواطن الفلسطيني الكثير من الآمال والطموحات على الاتفاق المشئوم هذا ،وبقدرها تماما ان لم يكن اكثر احبط ،فكفر الكثيرون من الفلسطينيين بأوسلو ومشتقاته من اتفاقيات مكمّلة بأنواعها، امنية كانت او اقتصادية او سياسية، وغدا حانقا على كل الاطراف المشاركة في هذا الاتفاق المشئوم.

ان احباط الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة هذا، أوجد ردة فعل ملموسة على مستويات مختلفة من شرائح الشعب الفلسطيني ، على المستويين الرسمي والشعبي معا، وهذا ما بدا يتكشّف ويظهر ولو عبر وسائل الاعلام بأنواعها حول الخلافات الحاصلة هذه الايام على مستوى القيادة الفلسطينية ،ووصولها الى مرحلة من عدم التوافق على تسمية القيادات المرشحة لقيادة المسيرة الوطنية.

فالشعب الفلسطيني هذه الايام ،غير متساوق ابدا مع قيادته ولا من يمثّلونه ، بل يحمّلونهم مسؤولة ما ألت اليه اوضاعهم الحياتيّة والمعيشيّة وحتى الامنيّة ،اضافة ايضا لسكوتهم القاتل عن الممارسات الاسرائيلية على الارض وقطعان مستوطنيهم والتي كان اخرها الاعتداءات المتكرّرة على المسجد الاقصى المبارك، وحرق عائلة دوابشة في قضاء نابلس ،ناهيك عن تلك الاعتداءات والممارسات اليومية على ممتلكات الفلسطينيين والتضييق عليهم ،واعاقة حركتهم بنصب الحواجز العسكرية الطيارة والثابتة على مفارق الطرق ومداخل القرى والمدن .

وصل الفلسطينيون اذن الى حالة خيبة أمل واحباط كبيرة مما حصل ويحصل على الساحة الفلسطينية بفشل هذا الاتفاق المشؤوم الذي اضرّ - على رأي بعضهم- بالفلسطينيين اكثر مما نفعهم ،فالاستيطان ازدادت وتيرته، والاسرى ارتفع عددهم في السجون الاسرائيلية، والاعتداءات ايضا لم تتوقف، والاغتيالات لا تزال مستمرة، والحصار والاغلاقات ايضا لا زالت قائمة، وعربدة المستوطنين تعدّت كل الخطوط الحمراء، وتدنيس المقدسات شبه يومي.

فاذا كانت الاوضاع كما وصفت اعلاه، فما الذي بقي لم يفعله الكيان الاسرائيلي، بل يحق لكل فلسطيني ان يسأل ما الذي بقي من اتفاق اوسلو بعد هذا؟ لقد نقضوه فقرة فقرة ،وجملة جملة، وكلمة كلمة، وحرفا حرفا، قتلوه في مهده، وهذا ما استشفّ من تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي حين انعقاد مؤتمر مدريد في العام 1991،عندما علّق على فكرة المؤتمر ومشروع اقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود عام 1967،والذي اعتبر المفاوضات وقتها من اجل المفاوضات، وطمأن الاعلاميين حول فكرة اقامة سلطة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

خيبة الامل هذه، والاحباط المذكور وفق النظريات العلمية المحضة قد تؤدي الى هزّات او اعمال عنف ما على المستوى الشعبي والجماهيري لأن صبر الشعوب له حدود ،فالشعوب لها مطالب "مدخلات" من حكوماتها وقياداتها فاذا استجيب لمثل هذه المطالب، سواء كانت مكتوبة ومحررة او مفهومة ومسكوتا عنها ،من قبل القيادة والمسؤولين بإصدار قرارات جريئة "مخرجات" تتساوق مع مطالب هذه الشعوب فبها ونعمت، وان لم يحصل ذلك فاحتمالات تبني الشعوب لمسالة العنف والخروج على القانون واردة جدا.

حالة الاحباط هذه في الشارع الفلسطيني، وتخبّط القيادة الفلسطينية ايضا في نفس التوقيت، يدل بكل وضوح على فشل اتفاق اوسلو المشئوم ،وخيبة امل على المستويين الرسمي والشعبي، وهذا سيفضي لا محالة في اخر المطاف الى انفجار الموقف في المنطقة في ظل حالة الافلاس الاقليمي العربي ايضا،وارتفاع وتيرة الاعتداءات والممارسات الاسرائيلية واهمها ما يجري في المسجد الاقصى المبارك.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل