X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      16/05/2024 |    (توقيت القدس)

فلسطين:التاريخ يعيد نفسه!! الدكتور ابراهيم ابوجابر

من : قسماوي نت
نشر : 29/09/2015 - 22:53

فلسطين:التاريخ يعيد نفسه!!

الدكتور ابراهيم ابوجابر

تمرّ القضيّة الفلسطينيّة  في هذه الآونةبوضع يشبه ما عاشه الفلسطينيون فترة العشرينات (1921-1929)،مرحلة تجميد اعمال مقاومة المد الصهيوني ،سواء على مستوى الهجرة او الاستيطان والاستيلاء على الاراضي ،والقبول بوعود الانجليز العرقوبية للقيادة العربية التقليدية بخاصة في الجزيرة العربية.

اليوم يعيد التاريخ نفسه ،فالفلسطينيون يعيشون مرحلة الوهم- ان صح القول- وهم اتفاق اوسلو المشئوم الذي وأده الكيان الاسرائيلي منذ حين، الذي جاء نقمة على رؤوس الفلسطينيين، حيث جعلهم يعيشون على أمل الحصول على دولة فلسطينية مستقلة ،ثم كبّل تحركاتهم من ناحية اخرى باتفاقيات مقيّدة لهم وملزمة، تصب جميعها في صالح الطرف الاسرائيلي .

تعتبر الاحداث الراهنة، بل ما سبقها ايضا من ممارسات اسرائيلية ومواقف الفلسطينيين الرسمية منها،أكبر دليل على افلاس الطرف الفلسطيني وقصوره الواضح في ادارة الازمة ،وتمسكه بأهداب اتفاق اوسلو المشئوم المنتهي اصلا .

لقد بلغت ممارسات الاحتلال في القدس والاقصى والاراضي الفلسطينية المحتلة-الضفة الغربية وقطاع غزة-درجة لا يمكن السكوت عنها بحال من الاحوال ،الا ان المستوى الفلسطيني الرسمي لا يزال يفضّل تحريك الانظمة العربية البالية ،والمجتمع الدولي الرسمي، والراي العام العالمي، للضغط على الكيان الاسرائيلي لوقف ممارساته العنصرية والاجرامية في الاقصى والقدس ،في حين يتردّد كثيرا في تحريك الشارع الفلسطيني، متمسّكا باتفاقيات اصبحت من مخلفات الماضي بل مادة ارشيفية لا غير.

ان المراقب ليحتار في توصيف الحالة الفلسطينية الحالية المتردية، فرغم كل الممارسات الاسرائيلية التي ذكرت والتي لم تذكر، لا يزال الفلسطينيون يراهنون على المفاوضات وما يسمى بالمسيرة السلمية، حتى ان تهديدات المستوى الرسمي الفلسطيني الاخيرة يبدو انها ذهبت ادراج  الرياح ،بعد استعداد الفلسطينيين بالعودة الى طاولة المفاوضات مع الكيان الاسرائيلي، بحسب تصريحات لبعض وسائل الاعلام.

وحري بالمرء ان يسال ،ما جدوى هذه المفاوضات ؟وكيف بالفلسطينيين يجرّبون ما تمت تجربته مرات ومرات؟ لماذا العودة الى طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة ؟وما الذي تبقى في الضفة الغربية اصلا للتفاوض عليه؟ .

صحيح ان الطرف الفلسطيني هو الحلقة الاضعف في المعادلة ،الا انه يملك اوراقا مختلفة للمناورة، في ظل وضع عربي واقليمي متدهور جدا ،ومنشغل بقضاياه الداخلية التي اضعفت ايضا الموقف الفلسطيني أكثر، اضافة لحالة الانقسام الفلسطيني البغيض، والقطيعة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والحصار المفروض على الاخيرة اسرائيليا وعربيا.

يملك الفلسطينيون قدرة المناورة على اكثر من محور، بخاصة على المستوى المحلي، لكن الامر بحاجة الى ارادة سياسية، بعيدا عن لغة التطمينات التي استخدمها الانجليز في عشرينات القرن الماضي(القرن العشرين) في تعاملهم مع أل الحسيني والقيادة التقليدية الفلسطينية ،وما نتج عنها من ضياع لفلسطين ؛فالسياسة الفلسطينية الرسمية اليوم ان استمرت على هذا المنوال فأنها ستؤدي لا محالة الى ضياع ما تبقى من اراضي الضفة الغربية ،وفرض الكيان الاسرائيلي سياسة الامر الواقع على الفلسطينيين ،بل وهذا متوقع ايضا فرض القانون المدني الاسرائيلي على هذه الاراضي –أي ضمها – تماما مثلما فعلت بهضبة الجولان السوري المحتل.

وعليه صحيحة مقولة التاريخ يعيد نفسه، فها نحن اليوم نمر ونعيش ما عاشه اهلنا وشعبنا فترة عشرينات القرن الماضي ،فهل سيصحى الفلسطينيون اخيرا من غفوتهم؟؟؟

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل