الشرطة الفرنسية: العثور على جواز سفر سوري بجانب جثة أحد الإنتحاريين قرب استاد كرة القدم

قالت الشرطة الفرنسية في بيان لها ان محققيها عثروا على جواز سفر سوري قرب جثة احد الإنتحاريين الذين نفذوا احدى الهجمات ليلة امس الجمعة في العاصمة باريس . وبحسب الشرطة فإن العثور على هذا الجواز يرجح بشكل كبير ويؤكد علاقة تنظيم داعش في ارتكاب المجزرة البشعة التي استهدفت مدنيين.

من جهة اخرى قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في كلمةٍ له عقب اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابنيت) ان تنظيم داعش هو من شن الهجمات المتفرقة والمنسقة المتزامنة التي هزت العاصمة الفرنسية باريس امس وراح ضحيتها عشرات الضحايا ومئات المصابين. واضاف:"ان هذه الاعتداءات والهجمات هي اعلان حرب بحيث تم التخطيط والترتيب لها من الخارج بمساعدة من الداخل". وأعلن هولاند الحداد لمدة ثلاثة ايام على ارواح القتلة في عموم فرنسا وأمر بتنكيس الأعلام الفرنسية في البلاد وجميع سفارات الدولة بالعالم. وقال:"فرنسا اصيبت بشكل قاس وادعو الشعب الفرنسي للوحدة في هذه الظريف، ان بلادنا قوية حتى وهي جريمة ودائمًا بإمكانها النهوض".

 قالت مصادر ان تنظيم داعش تبنى المسؤولية عن هجمات باريس التي راح فيها 153 قتيلاً ومئات الجرحى بينهم 80 شخصًا أصيبوا بجراح خطيرة ، وفقًا لما أورده موقع سايت الأميركي المتخصص في متابعة الحركات المسلحة على الانترنت، في تعليق نشره التنظيم على صفحات مجلته الالكترونية "دابق". ونقل سايت عن "دابق" باللغة الفرنسية: "أرسلت فرنسا طائراتها إلى سوريا، لقصف الأطفال والمسنين، واليوم فإنها تشرب من ذات الكأس المرة في باريس".من جهة أخرى أورد التعليق على المجلة الالكترونية: "بعد باريس حان الآن دور روما ولندن وواشنطن". في الوقت الذي لم يرد فيه اي نصٍ رسمي صادر عن التنظيم يشير الى علاقته بالعمليات، وحتى دونما بيان رسمي صادر عن الحكومة يتهم فيه متشددي داعش بالضلوع.

أعلنت السلطات الفرنسية عن مقتل ما لا يقل عن 153 فرنسيًا، مساء الجمعة، في هجمات مسلحة وتفجيرات شهدتها اماكن حيوية في العاصمة باريس، واووضحت المصادر انّه قتل نحو 100 شخص بعملية احتجاز رهائن في مسرح في باريس، بينما قتل 40 آخرون على الأقل بهجمات متزامنة نفذها مسلحون، في أماكن أخرى بالعاصمة حسبما أعلن مسؤول بمجلس بلدية باريس. وأوضحت مصادر أمنية أنّ "عشرة، على الأقل، من بين المسلحين لقوا مصرعهم على يد قوات الامن الفرنسية".

وإلى جانب الضحايا الذين سقطوا في الهجوم، فقد أصيب أكثر من 200 شخص، بينهم 80 وصفت حالاتهم بالخطيرة، بحسب ما ذكره مصدر فرنسي مسؤول.

وذكرت مصادر فرنسية مسؤولة أن "الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند توجه إلى المسرح برفقة عدد من المسؤولين، يتقدمهم رئيس الوزراء، مانويل فالس، ووزير الداخلية، برنار كازنوف، ووزيرة العدل، كريستيان توبيرا، وأجرى في المكان "تقييماً للوضع" مع رئيس فرق الإطفاء وجهاز المساعدة الطبية الطارئة (سامو)".

وأوضحت السلطات الفرنسية أنّ الهجوم الأول وقع في ملعب سان دوني، والثاني في قاعة للعرض في منطقة باتاكلان، أما الثالث فقد استهدف مطعماً شرق العاصمة. وفرضت الشرطة طوقا أمنياً في محيط الأماكن التي شهدت هذه الحوادث وأرسلت إليها فرق إسعاف.كذلك قتل انتحاريَين في ملعب سان دوني، وفق الشرطة.

من جهته، أعلن مصدر قريب من التحقيقات الجارية في الاعتداءات أن هذه الهجمات "المسلحة" جرت في سبعة مواقع مختلفة وأن أحدها على الأقل نفذها انتحاري. وقال المصدر إن الاعتداءات جرت كالتالي: انتحاري فجر نفسه في استاد فرنسا الدولي شمال باريس، وهجوم استهدف مسرح باتاكلان في وسط باريس حيث احتجز المهاجمون رهائن في عملية كانت لا تزال مستمرة حتى منتصف الليل، في حين وقعت خمس هجمات أخرى في خمسة مواقع في أحياء بوسط العاصمة يرتادها الناس كثيراً مساء كل جمعة قرب ساحة الجمهورية.

حالة طوارئ
وفي كلمة مقتضبة وجهها الى الشعب الفرنسي، أعلن هولاند حالة الطوارئ في أنحاء فرنسا وإغلاق الحدود البرية بعد سلسلة الهجمات في باريس. وقال إن مجلس الوزراء الفرنسي دعي الى جلسة طارئة منتصف الليل. وتحدث عن "هجمات غير مسبوقة تجري في باريس" وعن سقوط عشرات القتلى. وقال: "نحن نعرف هوية الارهابيين ومن اين قدموا".وأكد هولاند مشاركته في اجتماع مجموعة العشرين في تركيا مطلع الأسبوع. وأوقفت هيئة النقل الفرنسية خطوط المترو في باريس بعد الهجمات. وافادت وزارة الخارجية الفرنسية أن "المطارات ستظل مفتوحة وإن الرحلات الجوية والقطارات ستواصل عملها". 

صور من مكان الحادث