X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      06/05/2024 |    (توقيت القدس)

مقاطعة المؤسسة الاسرائيلية وصحوة الضمير العالمي!! الدكتور ابراهيم ابو جابر

من : قسماوي نت
نشر : 15/11/2015 - 13:46

مقاطعة المؤسسة الاسرائيلية

وصحوة الضمير العالمي!!

الدكتور ابراهيم ابو جابر

عاد منذ بضع سنين مشروع مقاطعة الكيان الاسرائيلي الى الواجهة، بعد اختفائه مدة بفعل المتغيّرات الاقليميّة والدوليّة، بخاصّة جنوح الانظمة العربيّة الى ما عرف بثقافة السلام والصلح ،لحل الصراع العربي الاسرائيلي، وتتويج ذلك بتوقيع اتفاقيّات سلام بين الكيان وبعض الدول العربيّة بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية .

ثقافة السلام هذه ،نجحت في ترويض العرب واقناعهم بمصداقيّتها، حتى غدا الكيان الاسرائيلي في لغة الاعلام العربي امرا طبيعيا وليس شاذا كما كان من قبل ،بل واخذت عواصم دول عربية تستقبل وفودا وشخصيات اسرائيلية علنا ،حتى وصل الامر مؤخرا مشاركة وفد رياضي اسرائيلي في فعاليّة رياضيّة في ابو ظبي وعمان.

ثقافة السلام هذه -في العالم الغربي- لم ترق الى نفس المستوى الذي وصلته في العالم العربي الذي بدا مهزوما ومفلسا استراتيجيا، وانما عادت مجدّدا الى نظام المقاطعة الذي مورس من قبل ،وتحديدا بعد عدوان عام 1967،بعيد احتلال الكيان الاسرائيلي اراضي ثلاث دول عربية .

واليوم وبعد التعنّت الاسرائيلي ،ورفض مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة من قبل تل ابيب ،ومواصلة سياسة الاستيطان والتهويد والممارسات الهمجيّة الاخرى كانتهاك حقوق الانسان في الضفة الغربية والجولان السوري المحتل ،يشهد العالم حراكا متواصلا لمقاطعة الكيان الاسرائيلي من قبل مؤسسات اكاديمية غربية، وهيئات اقتصادية وحقوقية وسياسية اخرى في اوروبا وحتى الولايات المتحدة الامريكية، كان اخرها تمييز منتوجات المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية والجولان السوري المحتل بإشارات معيّنة ليعرفها المواطنون الغربيون فلا يشترونها، تصعيدا لمبدأ مقاطعة سلع ومنتوجات المستوطنات، ناهيك عن حملة المقاطعة الاكاديمية للجامعات الاسرائيلية في بعض جامعات دول الغرب.

ان الملفت للنظر في هذا السياق ،مواقف مؤسسات وهيئات غربية ضد بضائع ومنتوجات المستوطنات الاسرائيلية، في حين هناك دول عربية كبرى لا تزال تحتفظ بعلاقات دبلوماسية وتجارية وسياحية مع الكيان الاسرائيلي، اذا علم الجميع ان ما تقوم به اطراف غربية من حملات لمقاطعة سلع ومنتوجات المستوطنات الاسرائيلية قد يتطوّر ليشمل البضائع الاسرائيلية كافة ،كخطوة تصعيديّة في حال رفض الكيان الانصياع لهذه الحملات ،ولربما يتطوّر الموقف الى ما هو اكثر من ذلك على مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية والعلمية.

ان المطلوب ،رغم ترهّل حالة الامة العربية حاليا، وفي ظل التغوّل الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وممارساته العنصريّة، وتجاهله لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم المكفول في كل الشرائع السماوية والدنيوية، العودة الى مشروع المقاطعة للكيان الاسرائيلي وعلى جميع المستويات، الدبلوماسيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والعلميّة والسياحيّة ،لا بل ايضا وتصعيد الموقف بحيث يعاد نظام القوائم السوداء فيدرج اسم كل شركة ومؤسسة وهيئة مهما كان اختصاصها تتعامل مع الكيان الاسرائيلي، ضمن الشركات المحظور التعامل والتعاون معها من قبل العرب افرادا وشركات ومؤسسات ،كأجراء تصعيديّ ووسيلة ضغط على  الكيان الاسرائيلي في محاولة لثنيه عن ممارساته الظلاميّة ضد الشعب الفلسطيني.

ان اهم انجاز حقّقه الكيان الاسرائيلي من تفشي ثقافة السلام مع العالم العربي، انهاء المقاطعة العربية ،والغاء العرب القوائم السوداء المدرجة فيها اعداد كثيرة من الشركات العالمية المحظور التعامل معها لتعاملها مع تل ابيب، فغدت سلع ومنتوجات وبضائع اسرائيلية تباع في عديد الدول العربية، بل وتجرّأ الكيان ايضا على اقامة مناطق صناعيّة وشركات اسرائيليّة على اراضي بعض الدول العربيّة استغلالا لتدني اسعار المواد الخام والايدي العالمة الرخيصة ،بل ايضا سهولة تصديرها وبيعها في الوطن العربي.

وعليه، فان الانظمة العربية تواجه تحديا قويا من منظمات ومؤسسات وهيئات غربية في مقاطعة الاخيرة لبضائع اسرائيلية، في حين يسرح التجار اليهود ويمرحوا في الوطن العربي، وتباع السلع والمنتوجات الاسرائيلية في اسواق عربية، بل وترفرف الاعلام الاسرائيلية في عواصم عربية ايضا، فمن اولى بمقاطعة الكيان الاسرائيلي العرب ام الغرب!!

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل