X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      06/05/2024 |    (توقيت القدس)

" الجهاد في سبيل الله معنى وفهما " الشيخ عبدالله نمر بدير

من : قسماوي نت
نشر : 06/12/2015 - 12:35

بسم الله الرحمن الرحيم

"  الجهاد في سبيل الله معنى وفهما  "

     لقد وقع الكثيرون في تأويل وتفسير الجهاد , وكأنه حث على القتل وسفك للدماء .

   وغالوا في العداء للآخرين , الذين يختلفون معنا في المذهب والعقيدة من مذاهب   

   شتى وأديان أخرى  ! !

   وهذا التفسير والتأويل الخاطئ , أوصل البشرية جميعا , إلى مفترق خطير . مما

   جعل النفور والنزاع والغل والحقد والتباغض هي الثقافة العامة والسائدة في الكون .

   وهذا لا يقتصر على دين معين أو جماعة بذاتها ولكن للأسف أصبح عاما وطاما

   لدى كل أصحاب الديانات ! ! وخاصة الديانات السماوية : اليهودية , والمسيحية ,

   والاسلامية . فاتجه علماء وفقهاء هذه الديانات الأكثر منهم إلى إلغاء الغير ,     

   ومحاربته بشكل لا يرحم تحت مسميات كثيرة والضرب على وتر الدين . مما جعل

   هؤلاء يغوصون بايمانهم الأعمى في تلك الأمور حتى أوصلتهم إلى قناعات

   بسفك الدماء والقتل والذبح , دون مبرر فيقتل الانسان على الهوية وأن هذا الأمر

   الذي يقومون به , هو الجهاد الحق الذي سيؤدي بهم إلى الجنة وحور العين ! !

   إن مثل هذه المفاهيم هو الجهل بعينه . . . بل هو الشر والكفر بالله , لقد أقر الخالق

   سبحانه بأن الناس أجناس وقبائل وشعوب . وهذه التعددية مشروعة لقول الله عز

  وجل : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى , وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا

   إن أكرمكم عند الله أتقاكم " .

  جاء هذا الوصف الكامل والخاتمة لهذه الآية الكريمة " إن أكرمكم عند الله أتقاكم "

  أي التقى النقي والصالح الفالح . . . وليس أفقهكم ولا أعلمكم ولا أغناكم ولا الحاكم

  , بل أتقاكم . وليس لهذا التابع لهذا الدين أو ذاك الدين , بل من هو أقرب إلى محبة

   ورحمة وإنسانية .

   فالجهاد هو جهاد النفس أن يقوم الانسان بمجهود لبناء الانسان والمجتمع والأسرة

   والوطن كي يعيش الانسان على هذه الأرض مكرما كما أراده الله .

   " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات , وفضلناهم

   على كثير ممن خلقنا تفضيلا " الاسراء 70  . فجاءت الآية الأخرى موضحة معنى

  الجهاد  ( وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من

   حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا

   عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو

   مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ) الحج 78 .

   فإن أبانا إبراهيم عليه السلام كان حنيفا , وكل الأنبياء من بعده ومن قبله كانوا

   كذلك من نوح عليه السلام إلى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم , فموسى

   مسلم وعيسى مسلم ويعقوب مسلم وأبناءه وكل الأنبياء .

   وكلمة مسلم الذي يؤمن بالله وهو من أهل التوحيد , ولا يشرك مع الله أحدا .

   لذلك جاء في الحديث قول الرسول الكريم ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى

   الجهاد الأكبر ) . والجهاد الأصغر هو الحرب في سبيل الحق والعدل وفي سبيل

   الله . فالجهاد الأكبر هو البناء الإعمار والحضارة على أسس أخلاقية وإنسانية

   وتربوية , ومحبة وإخاء وليس الجهاد القتل والذبح وشق الصدور . فالجهاد كان

   وما زال للدفاع عن الحق ضد الباطل وهو ضرورة لدرء الفتنة والوقوف أمام

   الظالم بحزم إن كان فردا أو جماعة والوقوف مع المظلوم .

   فالجهاد أو الحرب هذه حالة طارئة آنية تنتهي عند انتهاء الغزو الذي آل لذلك , فهي حالة

   عرضية وليست بقاعدة لدى الانسان المؤمن والمسلم . لأن وجود هذا الانسان على

   هذه الأرض كما أراده الله  ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ما أريد منهم من

   رزق وما أريد أن يطعمون ) الذاريات 57 .

   والمقصود في هذه العبادة ليست فقط السجود والركوع  ( بل حتى الابتسامة في

   وجه أخيك عبادة ) .

   وبما أن الانسان خليفة الله على أرضه . ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن

   الأرض يرثها عبادي الصالحون ) الأنبياء 105 .

   فإن الشعار الذي يرفعه ما يسمى المجاهدون شعار ( الله أكبر ) في الكثير من 

   الحالات ليس بمكانه . ( لأن كلمة الله أكبر هي تعظيم للذات الالهية فالله سبحانه

   وتعالى لن يقبل أن تكون عظمته وكبرياؤه شعارا لقتل الانسان وسفك دمه دون

   وجه حق , لقوله عز وجل ( أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض

   فكأنما قتل الناس جميعا ) المائدة 32 .

   والناس جميعا كافرهم ومؤمنهم على حد سواء .

   على الانسان البالغ العاقل أن لا يتدخل في فعل الله في خلقه , وأن لا يؤول قول

   الله حسب أهواءه ومفاهيمه دون علم ومعرفة .

   فعندما ترى مدعي الاسلام يمسك برجل أو فتى ويذبحه كما تذبح النعاج والخراف

   ويكبر على ذبحه , فذلك الكفر بعينه , وهو من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم ,

   التي سيحاسب عليها فاعلها في الدنيا أن يؤتى به أمام قاض عادل ويقتل كما قتل

   , وتزهق روحه كما أزهق أرواح الآخرين دون وجه حق , حتى وإن كانوا من

   أصحاب ديانات أخرى أو مذاهب شتى , فإن هذا القاتل ليس له توبة وهو مغضوب

   عليه وملعون في الدنيا والآخرة .

  وقد أعد الله لهؤلاء في الآخرة عذابا عظيما .

   إن ما يجري في العالمين العربي والاسلامي اليوم من قتل المسلمين بعضهم بعضا

   وقتل غير المسلمين وغيرهم لهو الشر بعينه والظلم الذي أشار إليه الحديث

   ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) .

   فإني على يقين أن الذين يقومون بهذه الأعمال هم جهلة وأغبياء ولا يمتون

   للإسلام بشيئ لا هم ولا مشايخهم وعلماؤهم علماء الفتنة بامتياز وهم أول من

   تصعر بهم النار يوم القيامة. لأنهم هم الأخسرون أعمالا في الدنيا والآخرة .

   لذا أرى أن هذه الجماعة من المسلمين هي ضالة مضلة , يجب على كل مسلم

   حق أن يتصدى لهم وأن يرفض ولا يقبل بهم ولا بتصرفهم وأعمالهم , فهذه

   الأعمال هي دخيلة على الاسلام والمسلمين وهي تخدم أجندات خارجية معادية

   للإسلام عميلة خائنة . مقابل المال ودنيا فانية .

 

   وأني على يقين أن الحق في النهاية سينتصر , وهذه الجماعات الظلامية ستندثر

   وتزول إلى غير رجعة , وأن ذلك حاصل بعون الله قريب ! ! ! مثلهم مثل الفرق

   التي سبقتهم فقتلت وسفكت الدماء بغير حق وانتهت وزالت وأصبحت في مزبلة

   التاريخ لما قامت به هذه الجماعات من جرائم وسفك للدماء وقتل الأبرياء .

   فبقيت اللعنة عليهم تطاردهم إلى يوم الدين . والرحمة للمظلومين , الذين قتلوا

   ظلما وعدوانا مسلمين وغير مسلمين , ونسأل الله أن يأخذ الظالمين أخذ عزيز

   مقتدر , ويريحنا ويريح الأمة منهم إلى يوم الدين , اللهم آمين .

والله ولي التوفيق

                                             الشيخ عبدالله نمر بدير

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل
1
حسبي الله ونعم الوكيل انا بقول خليك في محل مواد البناء احسلك
ابو القسام - 07/12/2015
2
خايف اتموت
oi9i9i9kl-l0 - 07/12/2015