X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      26/04/2024 |    (توقيت القدس)

الشّام أرض الرِّسالات ومطمع الغُزاة بقلم الشّيخ حمّاد ابو دعابس رئيس الحركة الإسلاميّة

من : قسماوي نت
نشر : 05/05/2016 - 21:42
الشّام أرض الرِّسالات ومطمع الغُزاة
 
بقلم الشّيخ حمّاد ابو دعابس
 
رئيس الحركة الإسلاميّة
 
شهدت أرض الشّام على مدار التّاريخ البشريّ موطئ أقدام كثير من أنبياء الله ورسلِه بدءً من نبي اللّه ابراهيم عليه السّلام ، وابنائه ومن تناسل من ذريّتهم من النبيّين والمرسلين حتّى مولد عيسى عليه الصّلاة السّلام ، وختاماً بإسراء النبيّ الكريم محمّد صلَّى اللّه عليه وسلّم إلى القدس الشّريف وصلاته إماماً بجميع الأنبياء والمرسلين في باحات المسجد الأقصى المبارك.
 
ثُمّ كان لهذه البلاد الطّاهرة شرف استقبال الآلاف المؤلّفة من صحابة النبيّ الكريم عليهم رضوان الله ، وحوت أرض الإسراء والمعراج قبور عشرات الآلاف من الصحابة الكرام ، والتابعين الأعلام ، والقادة الأفذاذ ، والعلماء الأجلّاء. ولقد ترك الكثيرون منهم بصماتٍ واضحةً في معالمِ وتاريخِ وحضارةِ هذه الأرض المباركة.
 
فمنهم من يشهد له التّاريخ بجهادِه أو استشهادِه او قبره، أو مقام يدلُّ عليه. ثم توالى الحكم الإسلامي على مدار قرون، يعمِّر هذه الأرض ويشيد فيها المساجد والقِباب والمآذن ، وما يزال أعظمها على الإطلاق شاهداً على عظمة هذا العمران ألا وهو المسحد الأقصى المبارك، وقبّة الصخرة المشرّفة وسائر القِباب والمحاريب والمصاطِب والأسوار.
 
ولكن الى جانب ذلك ، ظلّت هذه الأرض المباركة تتعرّض لهجماتٍ ومطامع الغُزاة الذين جاءوها من كلّ جانبٍ ، فما بين فرسٍ ورومٍ ، ثُمَّ صليبيين وتتار ، ثُمَّ استعمار بريطاني وفرنسيٍّ ، وقبلهما حملة نابليون ، وبعدهما الاحتلال الاسرائيليّ ، واليوم تشهد بلاد الشّام غزواً أمريكيّاً ، روسيّاً وإيرانيّاً.
 
الكُلُّ يطمع في أن يكون له موطئ قدم في هذه الأرض المباركة. ومن هُنا يأتي هذا الغزو الثُلاثيّ على  بلاد الشّام ، أمريكيّاً روسيَّاً إيرانيّاً ، فيه تقاسم للأدوار وتنسيق كامل للإجهاز على ثورة الشّعب السّوري من أجل منعه من تحقيق آمالِه وطموحاتِه في التحرُّر من الظلم والإستبداد.
 
لِماذا تُدمَّر حلب؟
 
الحرب المستعرة منذ اسبوعين بمشاركة الطّيران البعثي السّوري الحاقد وسلاح الجوّ الروسي المجرم، رغم توقيع " الهُدنة " بين أطراف النِّزاع ، وبالرغم من عدم وجود تنظيم الدّولة الإسلامية وجبهة النُّصرة في مدينة حلب. وعليه فإنَّ السؤال المهم لماذا تُقصَف مدينة حلب باحيائها المدنيّة ، ومرافقها الصّحية والإنسانيّة بشكل خاصّ؟
 
الواضح أنّ قادة العدوان الثُلاثيّ بالإتفاق مع إسرائيل يسعون للضغط على قوى الثّورة السّوريّة للرضوخ والإستسلام والقبول باستمرار رئاسة بشّار الأسد لسوريا في المرحلة القادمة، والقبول بحلولٍ هزيلةٍ لا تتجاوز الدّخول في ائتلافٍ حكوميٍّ هشٍّ تحت حكم بشّار الأسد.
 
إنَّ تحقيق شيءٍ من ذلك – معاذ الله – معناه إقرار فصائل الثورة السُّوريّة بالهزيمة، ووأد حلم الشعب السُّوريّ إلى الأبد.
 
وعليه فإنّ مدينة حلب تُشكِّل اليوم المعقل الأساسي وخطّ الدِّفاع الأخير عن مصداقية الثّورة السوريّة وعن استمرارها وتحقيق أهدافها. وليس لأهل حلب ولا لفصائل  الثورة السّوريَّة إلّا الصَّبر والصمود في هذه الملحمة الرَّهيبة.
 
نكبةٌ مستمرّةٌ ...... وإسراءٌ يتجدَّد
 
تتزامن ذكرى نكبة الشّعب الفلسطيني الثامنة والستين والتي حدثت في ايار 1948 ، مع ذكرى الإسراء والمعراج لنبيّنا الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم في قدسنا ومسجدنا الأقصى المبارك.
 
ولقد كان الإسراء والمعراج ايذاناً بنهاية فترة ظلم واستبداد قريش للمستضعفين من المسلمين الأوائل ، وإعلاناً عن بداية حقبة جديدة من تاريخ الدّعوة الإسلاميّة.
 
فما قبل الإسراء كان ضعفاً وهواناً وقلةً، وإيذاءً بحقّ المسلمين. أمَّا الإسراء فكان بداية الفتح المعنويّ للقدس الشَّريف. ثمّ كان بعده التمهيد للهجرة النبويّة إلى يثرب، وإنشاء الدّولة الإسلاميّة الأولى فيها.
 
ولذلك فإننا نظلّ دائماً على رجاءٍ في الله الكبير ، وحُسن ظنٍّ في مولانا العليّ القدير ، بأنّ هذا الكرب ، وتلك الشِّدة ، التي يعيشها المسلمون ، لا بُدّ لها من نهايةٍ. ولا بُدَّ لِفجر هذه الأمّة أن يبزُغ من جديدٍ، ولو بدا للنَّاظر أنّ موازين القُوى لا تدلّ على ذلك ، وأن شتات أمر المسلمين وضعفهم يدعو الى الإحباط واليأس.
 
لكنّ المؤمن الذي يرى بعين البصيرة ، يعلم أن للزّمن دورةً يدورها ، وأيّاماً يداولها اللّه بين النّاس. وأنّ ظلم الظَّالمين، وإجرام المجرمين، واستبداد المستبدّين ، لن يمنع قدر اللّه منهم بالاستبدال والهلاك ، ثُمَّ التمكين للمستضعفين في الأرض. وما ذلك على الله بعزيز.
 
والله غالب على أمرِه
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل