X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      19/04/2024 |    (توقيت القدس)

الشهيد عبدالله عبدالغافر بدير ..كلمة في مناجاة اخ وعمّ عزيز لأحياء ذكره .. بقلم : الدكتور صالح عبدالغافر بدير " ابو ساري "

من : قسماوي نت
نشر : 26/10/2016 - 14:08
الشهيد عبدالله عبدالغافر بدير ..كلمة في مناجاة اخ وعمّ عزيز لأحياء ذكره .. بقلم : الدكتور صالح عبدالغافر بدير " ابو ساري "
 
الحمدلله رب العالمين , القادر على كل شئ, وهو المحيي والمميت, ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . آمن بقضائك المؤمنون , وناجاك الصابرون بقولهم " انا لله وانّا اليه راجعون , واشهد ان لا اله الله , واشهد ان محمداً رسول الله, وعلى اله وصحبة اجمعين الى يوم الدين, وبعد .. 
 
منذ ستين سنة ,فجعت كفر قاسم بعدوان غاشم راح ضحيته تسعة واربعون شهيداً , كنت اخي عبد الله في السابعة عشرة من عمرك ,واصبحت عماً لابناء اخوة لم يرونك قط .

 
 
 
واليوم نحن جميعاً نقدم لك عذرنا ,ونحن نناجيك. اذ كنا مضطرين لخرق قاعدة عرفناها عنك لاحقاً , قاعدة امنت انت بها في حياتك ورفضت من خلالها سماع كلمات المدح والثناء, ولكننا نعدك بأن نبتعد عن ان نخدش مسامع روحك الطاهرة بما لا يرضي تواضعاً لازمك عبر مسيرة حياتك القصيرة .
 
فكلماتنا هذه لا تزيد عن كونها حقاً علينا لك بأن نقوم بقضاء بعض الواجبِ تجاهك كأخٍ وعمٍ نفتقده في ليالينا المظلمة, ونعيش معه على ذكرياتٍ عزيزةٍ لأخٍ وعمّ تحول اسمه على مدى الايام الى ذكرى ونبراسٍ تأتم به الهداة.
ذهب جسدك وبَقيَتْ روحك ,بقيتَ في مخيلتنا ومخيلة كل فرد في عائلتك , عائلة عبدالغافر , انت وما زلت وستبقى ماثلاً امامنا دوماً, فروح الدُعابة والمرح كانت تلازمكَ, والابتسامة كانت لا تفارق شفتيكَ ,والنظرة الفاحصة للأمور لا تزال تحدّق في وجه من احبك .
 
 
سمعنا الكثير عن حسن خلقك, ورحابة صدرك, كما وصفك والداي المرحومان عبدالغافر وهنية , اذ كانت فيك طيبةٌ ويقظةُ الرجل القروي الذي يحترم الغير عن قناعة, دون مداهنة ودون تمثيل. عرَفك الكثيرون ممن تحدثوا عنك , صادقاً في معاملتك مع غيرك , ما بقلبك كان يخرج على لسانك للناس عامة , ولأصدقائك خاصةَ, كأنك كنت تأبى ان تصمتَ على غشٍ وان تُبقى في حافظتك ما يبعث الغش, المُبَيّت . عرفك الكثيرون من اهل بيتكَ وقريتك حريصاً على اصدقائك وخلانك.
فيا اخي ويا عمّنا ,ذهب جسدك وبقيتَ في مخيلتنا ومخيلة كل فرد في عائلتك , بالرغم من ان الكثيرين منهم لم يرونكَ . يَعِزُّ علينا جميعاً في عائلة عبدالغافر ان نذكر مناقبكَ كافةً, ونعجزُ عن ذكر كل ما تجلت به شخصيتك من نبلٍ وشرفِ معاملة واخاء. كنت اشرف ما عاملت غيركَ واصدق من آخيت , لكن نيل الغاشمين وصلك واقتطف منا افخر الجواهر . 
 
كنتُ انا انذاك طفلاً صغيراً, وغيري من اولاد اخوتك لم يخلقوا بعدُ , لكني ومع هذا اذكر ملامح وجهك . وهنا وفي هذا المقام لا بدّ لي من ان اذكر قصة رحيلك عنا بعد ان سمعتها يوماً من والديَ ومن اخي المرحوم ابراهيم " ابو عبدلله " وها هي كما سمعتها : 
 
 اعتدتَ انت اخي عبدلله ان تذهب للعمل في منطقة بيتح تيكفا ( الكوبانية – ملبس ) سويةً مع اخيك ابراهيم . وفي صباح ذلك اليوم المشؤوم ذهبتما كالعادة الى العمل, اذ كانت وسيلة النقل المتوفرة انذاك الدراجة " البسكليت " والتي كان لزاماً عليها ان تكون مرخصة . وفي الطريق اصاب دراجة المرحوم ابراهيم " ابو عبدلله  الزبيدي " عطبٌ . حينها عرضتَ انتَ على اخيك ابراهيم ان يأخذ دراجتك ويستمر في طريقه للعملِ, وقمت انت بإصلاح الدراجة , وتهيئتِها للاستمرار في السيرِ الى العمل. فنجحت في ذلك وذهبت الى عملك, ولكنك لم تعد ثانيةً الى اهلك . اما ابراهيم " ابو عبدلله " فقد حالفه الحظ ونجا بنفسهِ , " وتلك مشيئة الله " وبعث الله له شرطياً خالفه لعدم توفر الرخصة للدراجة , فعاد الى البيت غاضباً, وهكذا انجاه الله من كارثة اخرى لأهلك .
اخانا وعمنا عبدلله .
 
- ان كُنّا ننسى, فلا ننسى انك كنت خفيف الظل رقيق الجانب 
- ان كُنَّا ننسى, فلا ننسى ابتسامة الفضيلة " كما روي لنا " كانت تعلو على شفتيك 
- ان كنا ننسى, فلا ننسى عمق فرحك للقاء كل فرد من افراد عائلتك واصدقائك وجيرانك وانت بينهم .
واذا كانت نهاية الانسان على هذه الارض مجرد ذكر وذكرى ,فلنا في اخوتك واولادهم وفي معارفك من الذكر الطيب , افضل الذكريات .
فرحمة الله على روحك وكونك شهيداً. ومهما جادت القرائح بالبلاغة في وصفك ايها الشهيد فستظل الكلمةُ في حقك هزيلةً, لأنك كنت اخاً وعماً اكبر من الكلمات. فعليك سلامُ الله فيما تحبه وستبقى خالداً في ذاكرتنا , وفي ذاكرة الايام والتاريخ .
رحمك الله انت ومن استشهد معك , واسكنكم جميعاً فسيح جناته , والهمنا جميعاً الصبر والسلوان , وانا لله وانا اليه راجعون .
 
اخوتك وابناء اخوتك جميعاً
 
عنهم : الدكتور صالح عبدالغافر بدير " ابو ساري "
 

 

 الشهيد عبدالله عبدالغافر بدير ..كلمة في مناجاة اخ وعمّ عزيز لأحياء ذكره .. بقلم : الدكتور صالح عبدالغافر بدير  ابو ساري

 الشهيد عبدالله عبدالغافر بدير ..كلمة في مناجاة اخ وعمّ عزيز لأحياء ذكره .. بقلم : الدكتور صالح عبدالغافر بدير  ابو ساري

 الشهيد عبدالله عبدالغافر بدير ..كلمة في مناجاة اخ وعمّ عزيز لأحياء ذكره .. بقلم : الدكتور صالح عبدالغافر بدير  ابو ساري

 الشهيد عبدالله عبدالغافر بدير ..كلمة في مناجاة اخ وعمّ عزيز لأحياء ذكره .. بقلم : الدكتور صالح عبدالغافر بدير  ابو ساري

 الشهيد عبدالله عبدالغافر بدير ..كلمة في مناجاة اخ وعمّ عزيز لأحياء ذكره .. بقلم : الدكتور صالح عبدالغافر بدير  ابو ساري

 الشهيد عبدالله عبدالغافر بدير ..كلمة في مناجاة اخ وعمّ عزيز لأحياء ذكره .. بقلم : الدكتور صالح عبدالغافر بدير  ابو ساري

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل