X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      25/04/2024 |    (توقيت القدس)

محاضر سرية للمجلس الوزاري المصغر تكشف تخبط إسرائيل وشجارات وزرائها قبيل الحرب على غزة وخلالها وديع عواودة

من : قسماوي نت
نشر : 25/01/2017 - 15:04

الناصرة – «القدس العربي»: تشهد إسرائيل ضجة واسعة بعدما كشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» أمس فحوى المحادثات داخل المجلس الوزاري المصغر حول عدوان ما يسمى «الجرف الصامد» على غزة، في صيف2014 .ويستدل من بعض محاضر الحكومة حول الحرب أنها كانت مترددة جدا إزاء القيام بحملة برية ولم تكن تملك خطة لمواجهة أنفاق المقاومة الفلسطينية.
وأدى الكشف عن هذه المحاضر لاحتدام الجدل مجددا بين السياسيين، وقال وزير التعليم نفتالي بينيت زعيم الحزب اليهودي إن التقرير المنشور بالصحيفة هو هزة ارضية وفرصة في الوقت نفسه لاستبدال مفهوم الأمن واستراتيجية العمل. ورد عليه بشكل مبطن وزير الأمن السابق موشيه يعلون ضمن محاضرة في تل ابيب أمس بإبدائه الأسف ان بعض الوزراء يسربون محاضر بشكل يهدد أمن اسرائيل من أجل حيازة لايكات في الفيسبوك.
وحسب هذه المحاضر فإن جلسة المجلس الوزاري في ليلة 30 يونيو/ حزيران 2014 كانت متوترة جدا وفيها بدأت تهب رياح الحرب على غزة بعد العثور على جثامين الفتية المستوطنين الثلاثة في منطقة الخليل. ويستدل منها أن بينت تنبه مبكرا لخطر الأنفاق من غزة فقال خلال الجلسة، إن «الرد حتى الآن كان ضعيفا ومهينا أمام العملية. في غزة توجد عشرات الأنفاق المعدة للاختطاف». وتابع «انها ليست هناك كي تصاب بالصدأ». ومن ثم واصل لسع وزير الأمن، موشيه يعلون، «يجب المبادرة الى عملية على خط الاحتكاك». 
وواجه اقتراح بينت معارضة قويةمن قبل أعضاء المجلس الوزاري. وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن «الأنفاق تشكل تهديدا ملموسا لدولة إسرائيل ويمكنها ان تغير التوازن بيننا وبينهم، يعلون». وطلب من وزير الامن «عرض خطة في اليوم التالي، بما في ذلك السيطرة على فتحات الأنفاق». ورد يعلون: « توجد خطة كهذه، «فرد نتنياهو: «انا لا اعرفها».

أكثر حرب دراماتيكية

ويضيف تقرير مراقب الدولة حول حرب «الجرف الصامد»، الذي سينشر كما يبدو قريبا، انه سيكشف كل ما حدث خلال الاشهر والسنوات التي سبقت أكثر حرب دراماتيكية، معقدة ودامية عرفتها إسرائيل منذ حرب لبنان الثانية. لكن بروتوكولات النقاش التي تكشفها الصحيفة لأول مرة، تبين ما حدث في اللحظات الحقيقية لصدور القرارات وهي: عدم جاهزية الجيش لتهديد الأنفاق، وعمق القطيعة بين أعضاء المجلس الوزاري وما يحدث على الأرض ، وضخامة العداء الذي اندلع خلال الأيام المصيرية بين الوزراء.
وأمام دعوة بينت لشن هجوم فورا، يبدي وزير الأمن وقتذاك يعلون موقفا حذرا ومدروسا بشكل أكبر فيقول: «حماس لا تنوي المبادرة لتفعيل الأنفاق، يجب الحذر من الخطأ في تقييم النتائج».
في المقابل يوضح نتنياهو أنه في تلك الفترة ينوي التحلي بقيادة سياسية منضبطة، وأن «الهدف الآن هو الامتصاص».
ويواصل بينت الدفع باتجاه عملية فاعلة: وسأل: «هل تعتقد أننا إذا لم نفعل شيئا. فإنهم سيتقبلون الأمر؟».
يعلون :نعم.
ويتحدى الوزير غلعاد اردان، الوزير يعلون حول جاهزية الجهاز الأمني لمواجهة تهديد الأنفاق. ويقول له :»لقد اعددتم خطة لاحتلال غزة. اما الانفاق فلا».
ويرد يعلون: «لقد عرضنا».
ويشارك رئيس الاركان بيني غانتس في دعم الموقف الداعي للانضباط بالقول إن «حماس لا تريد العمل. لقد قالوا في اذاعتهم «أخطأنا عندما نفذنا الاختطاف».
وفي الجلسة التالية للمجلس الوزاري المصغر يزداد سخونة النقاش حول إمكانية القيام بعملية برية ضد أنفاق غزة. ويوضح وزير الأمن ان خطة كهذه يمكن ان تقود الى نتائج قاسية. ويتابع «انا ضد العمل على فتحات الاأفاق فهذا من شأنه جرنا الى داخل غزة».

عملية ضد الأنفاق

وينضم للنقاش رئيس قسم الاستخبارات العسكرية افيف كوخابي فيقول: «توجد عشرات المعلومات التي تشير الى أن حماس لا تريد المواجهة». اما رئيس الأركان غانتس فيوصي بكشف استراتيجي لخطة أنفاق حماس وبينما يواصل بينت الدفع باتجاه عملية: «كم من الوقت ستستغرق عملية برية ضد الانفاق»؟
غانتس: «يومان او ثلاثة».
يشار الى أن العملية البرية خلال العدوان على غزة التي تمت في نهاية الأمر استغرقت 19 يوما.
وفي الثالث من يوليو/ تموز يستمر النقاش الساخن ويقوم رئيس الحكومة نتنياهو باستجواب غانتس حول امكانية العمل: «هل سيعرقل قصف فتحات الأنفاق استخدامها؟
لا اعرف». ربما يشوش ذلك»، قال غانتس.
نتنياهو: «هل سيمنعنا ذلك من دخول الأنفاق؟
غانتس: «فاعلية القصف منخفضة جدا. يحتمل ان يقود العمل ضد الأنفاق الى احتلال كل غزة «.
من جهته يواصل يعلون قيادة الخط الحذر: «انتم تعيشون تحت كثير من التهديدات المتطورة. اقترح عدم خوض عملية ضد الأنفاق». وفي السابع من تموز/يوليو تستعد إسرائيل لحرب جديدة على غزة والمجلس الوزاري يصادق على تجنيد 1500 جندي احتياط. على مدار الأيام المنصرمة، من لحظة العثور على جثث الفتية المستوطنين وقع تبادل لإطلاق النار وقصف سلاح الجو غزة والجبهة الداخلية تعرضت للقصف الصاروخي، لكن هذه النيران ليس مصدرها حماس، وانما تنظيمات محيطة بها، حتى وان كانت بدعم منها. وفي السابع من تموز يتغير الأمر كله وحماس تطلق حوالى 100 صاروخ باتجاه اسرائيل وعملية الجرف الصامد تنطلق. ويواصل يعلون البحث عن تخفيض اللهب: «يمكن التوصل الى وقف لإطلاق النار. ليس صحيحا الوصول الى وضع نعريهم من الأنفاق. يجب استغلال الوساطة المصرية».

عملية استراتيجية

بينت يقف في وجه الوزير يعلون :»اوصي بالعمل على احباط الأنفاق».
يعلون: «»واذا حققت الهدوء لثلاث سنوات دون ان تدمر الأنفاق فما السيىء في ذلك؟».
بينت: «واذا تعرضنا لعملية استراتيجية. سيكون هذا ضعف 100 مرة من حادث غلعاد شليط. يفضل ان نمنع ذلك مسبقا، ولم أر خطة توضح كيف نمنع ذلك».
يعلون:»وبعد ان تدخل فهل تعتقد ان حماس لن تبني المزيد من الانفاق؟».
وفي الثامن من تموز يوافق مجلس الوزراء على تجنيد 40 ألف جندي من الاحتياط ويطالب وزراء بإجراءات أشد صرامة من تلك التي تمت حتى الآن فيما كانت صواريخ حماس تبلغ العمق الإسرائيلي. وعلى خلفية ذلك يحتدم الجدل ويقول الوزير يوفال شطاينتس: «يجب احتلال كل قطاع غزة وإزالة كل تهديد». 
الوزيرة تسيبي ليفني: «يجب عدم التحمس جدا».
الوزير افيغدور ليبرمان: «شعبة الاستخبارات أخطأت في تقديراتها حتى الآن. يجب احتلال غزة».
الوزير يئير لبيد: «أنا أعارض التوغل البري».
وفي العاشر من تموز ناقش مجلس الوزراء القيام بعمل عسكري محدود وأكدت جهات سياسية أنه لا مفر من عملية برية.

حصان جامح

وفي هذه الجلسة يمثل قائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان، امام المجلس الوزاري في محاولة لإقناع الوزراء بتنفيذ خطة «الدفاع الأمامي» التي تهدف لإحباط الأنفاق على مسافة كيلومتر من السياج. وزير الامن ورئيس الأركان يعارضان، والمجلس الوزاري لا يصادق على الخطة. ولذا وعلى خلفية هذا النقاش والخوف من مقتل جنود، انطلقت الخطة البرية في 18 تموز، بعد إحباط محاولة تسلل عشرات رجال حماس غبر نفق مقابل كرم ابو سالم.
ترجمان: «يوجد تهديد استراتيجي يمكن ان يتم تفعيله ضدنا في كل لحظة. توجد على الأقل تسعة أنفاق اجتازت السياج الى أراضينا».
نتنياهو: «يجب مواصلة اطلاق النار او القيام بعمل بري؟
غانتس: «انا اعارض العمل البري. هناك انجازات كبيرة حتى الآن. حماس منيت بضربة. الأنفاق هي خطر محتمل».
بينت يحاول فهم خطة العمل المقترحة ويسأل: «الى أي حد ستكون العملية ضد الأنفاق واسعة؟
ترجمان: «عملية مع احتكاك، لكننا نعرف كيف نواجهها».
بينت: «لو كنت مكاننا ما الذي ستفعله؟
يعلون: «هو ليس مكانك. انه حصان جامح»
بينت: «ليس مكاننا. إذن مكانك انت».
ترجمان: «مكاني ومكانك كنت سأدخل مع ثلاثة طواقم حربية لوائية من أجل إحباط تهديد الأنفاق».
كوخابي: «توجد شروط لخلق الردع».
يعلون: «انا انظر الى تهديد الأنفاق كمشكلة لا يمكن حلها، مشكلة لا يمكننا حلها حتى في هذا الحدث».
ليبرمان: امضوا نحو عملية واسعة في غزة. ولكن اذا كان الأمر هو الاختيار بين عمليات ضد الانفاق او وقف اطلاق النار، فامضوا نحو وقف إطلاق النار.
«ثيران كسلى»

وتلتئم جلسة السابع والعشرين من تموز على خلفية قتل عشرات الجنود خلال العمل البري ومطالبة الولايات المتحدة بوقف فوري لإطلاق النيران.
الصراعات حول طاولة المجلس الوزاري لم تعد مؤدبة مطلقا والأمور تصل الى حافة الانفجار: يعلون يتهم بينت بالتآمر عليه حين يجري اتصالات مباشرة مع ضباط ميدانيين من خلف ظهره. «انت لن تدير لي الجيش»، يقول يعلون غاضبا. «انت لن تأتي من الميدان وتقول لي نفعل هذا ولا نفعل ذاك. هل تسمع؟
بينت: «انا نعم.. بحال لم يبلغونا بالحقيقة».
يعلون: «انا ابلغ بالحقيقة».
بينت: «حتى الان لم نعرف عن وقف إطلاق النار».
يعلون: هل يجب علي تقديم تقرير لك؟
بينت: «»بالتأكيد».
بينت يتوجه الى رئيس الأركان غانتس ويهاجمه بشكل مباشر: «اتوقع منكم الحضور الى المجلس الوزاري مع مخططات عسكرية وروح هجومية. ليس انا المفروض فيه إحضار مخططات لتدمير الأنفاق. كونوا خيولا جامحة وليست ثيرانا كسلى».
وخلال الفاتح من أغسطس/ آب وبعد الاتفاق على هدنة يتم خرق الاتفاق والمقاومة الفلسطينية تقتل بنياه شارئيل، وهدار غولدين وليئال غدعوني. وفي ظل ذلك يطالب الوزير اردان رئيس الأركان ورئيس شعبة الاستخبارات بتقديم توضيحات: كيف حدث وتم خلال الهدنة فرض قيود على محاربي جبعاتي، عرضتهم للخطر. «لو كنت اعرف أن الوضع هكذا في الهدنة، لكنت سأعارضها».
وتعيش إسرائيل هذه الأيام حالة ترقب عشية التداول عما إذا كان سينشر تقرير «مراقب الدولة» حول الجرف الصامد الذي يتوقع أنه يحتوي نقدا لاذعا للمستويين السياسي والعسكري. 
وبالأمس أعلن أن نتنياهو لا يعارض نشر تقرير المراقب حول سلوكيات حكومته خلال الجرف الصامد. وسيبت البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) اليوم هل ينشر التقرير بكل ما فيه أم جزئيا، وهذا يتزامن مع استمرار حالة الحرج المحيطة بالحكومة في ظل استمرار الكشف عن فضائح وتحقيقات جديدة مع رئيسها نتنياهو.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل