X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      19/04/2024 |    (توقيت القدس)

دعـــــــــاةٌ، لا تُجــــــــــــارٌ ولا جُبَاة .. القواعــــد العشــــرة الذهبيــــة المؤسِّسَةُ للحركــــة الإسلاميـــــة بقلم إبراهيم عبدالله صرصور ***

من : قسماوي نت
نشر : 28/08/2017 - 18:21

دعـــــــــاةٌ، لا تُجــــــــــــارٌ ولا جُبَاة ..

القواعــــد العشــــرة الذهبيــــة المؤسِّسَةُ للحركــــة الإسلاميـــــة

بقلم إبراهيم عبدالله صرصور ***

 

في الوقت التي يعلن فيه العالم حربا عالمية ثالثة على الصحوة الإسلامية العالمية تحت راية (الحرب على الإرهاب)، فتحالف ضمانا لنجاحه فيها مع كل الأنظمة المستبدة المجرمة في العالم العربي، ومع كل الدول التي تحمل (ريكورداً) غنيا بجرائم انتهاك حقوق الانسان وممارسة الاحتلال الغاشم (إسرائيل كمثل)، ومع كافة المليشيات والعصابات المسلحة كداعش والحشد الشعبي وغيرها، ومع قطعان العلمانية والليبرالية الاستئصالية، وَخَلَطَ الأوراقَ في محاولة بائسة لوصف الإسلام نفسه بالإرهاب ناهيك عن كل من يحمل مشروعا إصلاحيا باسمه يهدف إلى نهضة الامة ووقوفها على رجليها من جديد، في هذا الوقت بالذات، وجدت ان الحاجة أصبحت ملحة لتحديد ملامح هوية الحركة الإسلامية التي نعتز بالانتماء اليها، استعدادا لكل طارئ وتحسبا لكل مفاجأة. 

الحركة الاسلامية التي أسسها فضيلة الشيخ المجدد عبدالله نمر درويش رحمه الله ورضي عنه، مُفَجِّرُ النهضة الربانية في ربوع الأرض التي بارك الله فيها، والذي زرع نبتة الصحوة الإسلامية في تربةٍ ظَنَّ الكثيرون انها احترقت بنار النكبة، وَنَشَرَ ثقافة التنوير الإسلامي في مجتمع عربي فلسطيني اعتقدت الكثرة العربية خارج الحدود انه أصبح نسيا منسيا بلا طموح ولا آمال ولا أحلام، وعاش كل مأسي الحياة من اعاقة الى سجن الى وحدة الى نكران، لكن إلى إنجاز سيذكره الناس أبد الدهر، وألاب الروحي لكل من عرفه، الذي حَوَّلَ صحراء النكبة والنكسة إلى واحة أمل، نقل اليها أجيالا كادت ان تضيعَ وتُسْحَقَ بين مطرقة الأسرلة وفقدان الهوية وسندان التهجير، والرجلٌ الذي غَيَّرَ وجه التاريخ المعاصر للفلسطينيين داخل الخط الأخضر، هذه الحركة الاسلامية كانت وما زالت وستبقى راسخة الجذور باسقة الأغصان دانية الثمار، تعطي أكلها كل حين بإذن ربها، والعنوان الابرز للعمل الاسلامي في الداخل الفلسطيني لأسباب .         

( 1 )

شعارها: عبادة الله على احسن ما تكون العبادة، وعمارة الأرض والكون على احسن ما تكون العمارة.

لأنها تؤمن بالإسلام منهجا للحياة بكل تفاصيلها صغيرها وكبيرها، الإسلام الذي يجمع إلى رقة التوجيه دقة التشريع، وإلى جلال العقيدة جمال العبادة، وإلى إمامة المحراب قيادة الوجود، نور في الفكر، وكمال في النفس، ونظافة في الجسم، وصلاح في العمل، ونظام يرفض الفوضى، ونشاط يحارب الكسل، وحياة فوارة في كل ميدان، عقيدة وعبادة، وطن وجنسية، دين ودولة، روحانية وعلم وعمل، ومصحف وقوة.

تؤمن بالتجديد وترفض الجمود والسلبية ، وذلك من خلال سعيها أولا، إلى تكوين طليعة إسلامية قادرة على المساهمة الفاعلة في قيادة المجتمع المعاصر دون تقوقع ولا تحلل، يتمتع أفرادها بأعلى مستوى ممكن من الثقافة والتجربة والمهارة الإدارية والسياسية.  وتعمل ثانيا، على تكوين رأي عام إسلامي وعربي داخل مجتمعها يمثل القاعدة الجماهيرية العريضة التي تشارك الحركة الاسلامية مهمتها، تحبها وتساندها وتشد أزرها، بعد أن وعت مجمل أهدافها، ووثقت بإخلاص وقدرة قياداتها وكوادرها، ونفضت عنها غبار التشويش والتشويه للإسلام والعمل الاسلامي. وتجتهد ثالثا، على تهيئة مناخ عام يتقبل وجودها حين يفهم حقيقة الرسالة والحضارة الإسلاميتين، ويتحرر من العقد الخبيثة التي تركها تعصب الصراعات الفكرية والسياسية على مدى عقود متطاولة.

تجتهد في فهم  سُنَن الله في الكون والحياة والمجتمع، فتعمل على الموازنة بين المفاسد والمصالح ، وبين المصالح والمصالح، وبين المفاسد والمفاسد، فلا تتعجل في القول (لا) او (حرام) إلا بعد تمحيص وتعمق وتحليل. كما وتعمل على  تحديد أولوياتها  فتضع كل شيء في مرتبته، فلا تؤخر ما حقه التقديم، أو تقدم ما حقه التأخير، بلا إفراط ولا تفريط، وبلا تهوين أو تهويل.

خطابها الفكري (1) علمي، لا يقبل دعوى بغير دليل. (2) واقعـي،  قائمٌ علي الواقع لا علي الخيال ولا علي الأحلام. (3) أصيلٌ، يستلهم من فهم خير قرون الأمة من الصحابة ومَن تبعهم بإحسان. (4) تجـديدي، لا يرضي أن يُحبس في قفص القديم، يرفض التقليد والتبعية والجمود، فهو يُجَدَّد في الفقه وفي التربية وفي السياسة وفي الفن وفي شتَّى المجالات. (5) وَسَـطي الوجهة والنزعة ، فهو فكر تتجلي فيه النظرة الوَسَطية المعتدلة المتكاملة للناس وللحياة بعيدًا عن الغلو من جهة ومن التميع من جهة اخرى. (6) مستـقبلي، ينظر دائمًا إلي الغد ولا يعيش لحظته فقط.. يستشرف المستقبل ويخطط للتحولات قبل وقوعها، بل ويحاول ما استطاع ان يكون صانعا للأحداث لا لاهثا وراءها.

خطاب ينفي عن الإسلام وتجربة المسلمين الإنسانية خلال 15 قرنا، تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وسفه المغيَّبِين.

نجحت في تحديد التحديات الكبرى : تحدي الهوية والمرجعية، وتحدي التخلف والتنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية والمرأة، والتحدي الإيماني والأخلاقي ، إضافة الى مجموعة التحديات السياسية التي تجسدها سياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على المستويات الداخلي والفلسطيني والإقليمي والدولي .   

هي أولا وأخيرا دعوة لله، عملت وما زالت وستبقى إلى ما شاء الله، تعمل في سبيل الله، لا تبحث عن عنوان في صحيفة او ذكرٍ في وسيلة إعلام او فصل في كتاب، وانما تعمل بهدوء واخلاص وتفانٍ خدمة لدينها ووطنها وشعبها ومقدساتها، حيث جعلت من القدس الشريف والأقصى المبارك القبلة الدعوية لكوادر الحركة الإسلامية ومؤيديها وأنصارها، فربطت بها القلوب، فتحركت النفوسُ المؤمنةُ في خدمتها، والأيادي المتوضئةُ في رعايتها، وَسُخِّرَتْ الطاقاتُ كلُّها لحمايتها .. رَبَّت بين ربوعها، وعلى ثراها الطاهر، وفي طرقها وحاراتها وحواريها، الأبطال الذين استلهموا من عبقها وتاريخها المحفور على صفحة كل حجر وعمود وقبة وسبيل وقوس وبوابة ومنبر ومحراب ومئذنة ، كل معاني العزة والكرامة والإباء والمجد، فكانوا الفرسان في ميدان الدفاع عن الأقصى في معركته الأخيرة (البوابات الالكترونية) جنبا إلى جنب مع أبناء شعبهم الذي هبوا مُلّبِّين نداء الأقصى فسجلوا أروع الصفحات المبشرة بالخير الكثير في قابل الايام..

( 2 )

لأنها حركة عَفَّتْ عن المال السياسي فلم تمد له يدا ولم تفتح له بابا، بينما انفتحت شهية غيرها أمام نهر من الدولارات أفسدت النفوس ولوثت الاجواء وحولت التنظيمات الى مجرد شركات تجارية مساهمة محدودة، هَمُّهُا جمع المال لا يعنيها من اين اكتسبته وفيما انفقته.

بذلك ضمنت الحركة الاسلامية ان يظل عملها في أغلبه الساحق تطوعيا نابعا من روح وَثّابة تعمل مخلصةً دون النظر الى لعاعٍ من الدنيا قليل او كثير.

كما ضمنت الحركة الإسلامية بذلك ان تكون قراراتها نابعة من رأسها، مستلهمة من تجربتها، حافظة لأمانة ربها في دينه ودعوته وأبناء المسلمين. كانت هذه سياستها منذ انطلاق قطار الدعوة يقوده المؤسس الشيخ عبدالله درويش  - رحمه الله – وحتى الان والى ما شاء الله.

كما حرصت على ان تجعل من الدعوة للإسلام والتبشير به، والاجتهاد في اصلاح النفس والاسرة والمجتمع والأمة، الأساس الذي تنطلق منه والقاعدة التي تعود اليها دائما، فإنها علمت ان الساحة السياسية مهمة جدا وتحتاج أيضا إلى خدماتها فحرصت على الانخراط في العمل السياسي على المستويين المحلي والقطري، فخاصت الانتخابات المحلية والبلدية في اكثر من موقع وحظيت منذ العام 1989 بثقة شعبها في اكثر من موقع ومدينة وقرية، كما وخاضت الانتخابات البرلمانية منذ العام 1996 حيث أسست لأول شراكة حقيقية ووحدة فاعلة بين عدد من الأحزاب (القائمة العربية الموحدة) والتي حققت نجاحات مميزة، مهدت في النهاية لإقامة (القائمة المشتركة) التي جمعت كل الأحزاب العربية لأول مرة  منذ إقامة دولة إسرائيل وذلك في الانتخابات البرلمانية في العام 2015، بعد توافق غير مسبوق بين مختلف التيارات السياسية والفكرية العربية، حيث تسعى الحركة الإسلامية بكل قوة وإخلاص جنبا إلى جنب مع كل المخلصين لحماية هذا الإنجاز ودعمه ورفده بكل عوامل الاستمرار والقوة، لأنها تؤمن ان الوحدة هي المقدمة الأولى لنهضة مجتمعنا ونجاحة في هزيمة سياسات التمييز العنصري والقهر القومي الإسرائيلي.

 

 

( 3 )

لم تشتر ذمم اتباعها بالدولار، بل رَبَّتْ كوادرها وانصارها ليكونوا جنودا اخلصوا دينهم لله، يبذلون من اموالهم راضين، ويعطون من مُهجهم  محتسبين..

تحملت قياداتها وكواردها العَنَتَ منذ التأسيس في سبعينات القرن الماضي، وتعرضت للاعتقال والملاحقة والتضييق والتحقيق والمضايقات والطرد من الوظائف وغيرها من الممارسات التي ما زالت مستمرة حتى الان وإن بأشكال مختلفة.  

إنهم البسمة على وجه اليتيم، والصدقة في يد الفقير، وباب العطاء للمحرومين، وشعاع الأمل للقانتين. يرسمون بعرقهم وجهدهم خارطة طريقٍ لمستقبل هذا الوطن تليق بقيمته وقدسيته وروعته. هم الضحية لإعلامٍ أصابه الحَوَل (لا اعمم) فهو يوجه عدسته الى من يدفع اكثر.

أقامت المؤسسات المهنية والاحترافية خدمةً لدينها ومقدساتها ووطنها وشعبها وأمتها، منها (الجمعية الإسلامية لرعاية الأيتام والمحتاجين)، (جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية) ، (مؤسسة القلم الأكاديمية)، (مؤسسة الفرقان لتعليم وتحفيظ القرآن)، (هيئة التنمية والتطوير)، (مؤسسة صندوق إعمار الدارين)، (الاتحاد النسائي الإسلامي)، (مؤسسة جسور للفن والابداع) (مؤسسة صمود لحقوق والانسان)، و - ( مؤسسة الميثاق الإعلامية ).

( 4 )

لأنها اصَرَّتْ على ان تظل مرجعيتها منها ومن داخلها، لا بيد غيرها، فظلت عزيزة حرة ومستقلة ومحفوظة وموحدة وآمنة بإذن الله، تعمل على تحقيق رؤيتها وبرامجها بكل شموخ وعزة وكبرياء من غير تهور ولا استعجال، بعيدا عن "الشعاراتية" الفارغة و- "الشعبوية" المضلِّلَة.

( 5 )

لأنها رَبَّتْ كوادرها وانصارها على الحب والمودة وقيم التكافل والتعاون  وحمل الخير للجميع بلا استثناء، فدخلت القلوب بلا استئذان وحظيت بالتأييد بلا حدود.

( 6 )

لأنها ما اساءت لأي واحد من شركائها في خندق العمل الاسلامي والوطني، فلم تتعالى عليهم، ولم تتعاطى معهم بالتقية، ولم تحدد علاقتها بهم بناء على معايير الربح والخسارة، ولم تستغل اخلاصهم وصدقهم خدمة لمصالحها فان هي فرغت منهم القتهم كما تُلقى النُّوَيَّة. لم تشوه أحدا منهم لا في الداخل ولا في الخارج .. لم تتآمر على احد منهم، وتسعى للخلاص منه من خلال ماكينة وشايات واكاذيب شيطانية وتُهم وأراجيف ابليسية.

دعت لكل من يعمل خدمةً لوطنه وشعبه بالتوفيق مهما اختلفت معه او اتفقت. سعت دائما لتوحيد الكلمة ورص الصفوف وتقديم التضحيات في سبيل لقاء الجميع على المشتركات، وعذرت شركاءها فيما اختلفت حوله الآراء وتباينت بسببه المواقف.

 ( 7 )

لأنها لم تعتبر نفسها جماعة المسلمين وانما جماعة من المسلمين، فمدت الجسور مع غيرها وسعت الى الالتقاء معهم على ما يعزز الوحدة الوطنية ويصون قيم الأمة ويحفظ مصالحها الكبرى، بعكس من عملوا ويعملون على شقها وتعميق الخلافات في صفوفها.

تؤمن بثقافة الشراكة والتفاعل لا الانغلاق، وثقافةِ الوحدة مع التنوع، وَجَمْعِ كل القوى مسلمين ومسيحيين ودروز، واسلاميين ووطنيين وقوميين ويساريين، من اجل مواجهة التحديات والمخاطر. هذا بالإضافة الى جمع فصائل الصحوة الإسلامية لانهم أولى الناس ان يتحدوا ولا يختلفوا، وان يجتمعوا ولا يتفرقوا، وأن يتناصروا ولا يتخاذلوا، وأن يتحرروا من التعصب التنظيمي ولا يتنازعوا.

لذلك كانت وما تزال وستبقى، الام الثكلى، بينما استمرأ غيرها أداء دور النائحة. كالثكلى الفاقدة ما تزال تحمل الحركة الإسلامية هَمَّ الانشقاق الذي احدثه بعض من إخوة بَغَوْا عليها عام 1996، وما تَرَتَّبَ عليه من نتائج كارثية انتهت بحظر جناح الشيخ رائد صلاح عام 2015 ، ف - (الذئب لا يأكل من الغنم الا القاصية)، فهي ماضية تعمل بجد وإخلاص رغم الرفض الممنهج والدائم والاشتراطات التعجيزية والتعامل والفوقي، على إصلاح الوضع وإعادة اللحمة وتجاوز آثار الفتنة، حماية لها من غوائل الزمان ومكائد الخبثاء اللئام، وما اكثرهم في هذا العصر والأوان.

( 8 )

لأنها آمنت منذ أسسها فضيلة الشيخ عبدالله درويش رضي الله عنه، بالمشاركة الندية والتفاعل الإيجابي مع الاخر والتعاون على البر والتقوى بكل شفافية وصدق، وخوض مجالات الخدمة رسمية وشعبية بلا تردد، والابتعاد تماما عن الانعزالية والانكفاء نحو الذات. فعاشت وما تزال حاملة لا محمولة وخادمة لا مخدومة، بلا انتهازية رخيصة ولا مصلحية ضيقة ولا انانية بغيضة.

لم يَهَبْ أبناؤها يوما نزال الإسرائيليين في كل ميدان .. نازلوهم في كل ساحات النضال الميداني دفاعا عن الأرض والعرض والمسكن والمقدسات والحقوق، وكانوا وما زالوا السبَّاقين مع غيرهم من اخوة الوطن والدِّين في التصدي لكل سياسات التمييز العنصري والقهر القومي التي تمارسها حكومات إسرائيل منذ قيام الدولة.

كما لم يهابوا نزالهم فاقتحموا عليهم قلاعهم الإعلامية والصحفية والأكاديمية والسياسية، فناقشوهم وحاوروهم وأقاموا الحجة عليهم بكل شموخ المؤمن وكبرياء الواثق، فلم يترددوا يوما في قبول دعوة لمحاضرة، او ندوة لحوار، او لقاءٍ لمناظرة، فكانوا في جميعها الفوارس الذين لا يُبارَوا ، والمُنَازِلين الذين لا يُجارَوا .

( 9 )

لم تدَّعِ يوما احتكار ساحة من ساحات النضال لنفسها، بل عاشت وما تزال متواضعة مهما بذلت وضحت، شاكرة لله على توفيقه، ومعترفة وشاكرة لغيرها على ما يقدم ويعطي، إيمانا منها بان يد الله مع الجماعة، وان التحديات والمهام  اكبر من ان يتحملها فصيل واحد، بل الحاجة ملحة الى وحدة وجهود  الجميع ..

خدمت حركتنا الاسلامية فلسطين قضية ووطنا وشعبا ومقدسات.. وصل قادتها وعلى رأسهم مؤسسها ورئيسها الأول قبل وفاته، الليل بالنهار لتوحيد الصفوف، وتصفية الأجواء، وحل الصراعات بين الفصائل والتنظيمات، ونزع فتيل الكثير من الأزمات التي كادت تَهُدُّ القضية وتهدم الخيمة، فحظيت بمحبة واحترام كل الفصائل ، كما أحبها كل العلماء والقادة .. تشهد بصولات وجولات قادتها ونوابها وممثلي جمعياتها غزةُ هاشم ، وجنينُ ونابلس ورام الله والخليل وبيت لحم وغيرها كثير، كما تشهد لهم القارات : آسيا وأوروبا وافريقيا وامريكا على ما قدموا من دعم انساني واغاثي للمنكوبين من كل ملة ونحلة ..

( 10 )

أنها حركة تؤمن بالتداول السلمي للسلطة ، وتسعى لتعزيز الحياة الشورية فيها، وتحديث ادوات عملها وعصرنتها، وضخ دماء جديدة في شرايينها بشكل دائم، فلا مكان فيها للقائد الملهم، ولا الزعيم المفدى، ولا الشيخ المعصوم، ولا الرئيس المؤبد، لكن فيها مكان من قمة هرم القيادة وحتى آخر مفصل من مفاصلها الدعوية والسياسية، لكل كفاءة مخلصة تعلم ان المنصب لو دام لغيرها ما وصل اليها..

كان مؤسسها ورئيسها الأول فضيلة الشيخ العلامة الشيخ عبدالله درويش – رضي الله عنه - الاول في تاريخ الحركات وربما الأحزاب العربية والإسلامية، الذي سَنَّ سنة حسنة يوم اعلن اعتزاله مواقع القيادة وهو في قمة العطاء، مُخليا الساحة لأبنائه الذين رباهم على عينه ليأخذوا دورهم في قيادة الحركة وتوجيه دفتها بما يتلاءم والظروف الجديدة، فكان قراره بركة على الحركة الإسلامية، ومثالا يُحتذى، وصفحة ناصعة ومشرقة جديدة تُضاف إلى سِجِلِّهِ الشخصي الناصع عطاءً وفداءً وتضحيةً في سبيل الله ورفعا لشأن الإسلام والأمة، وإلى سجل الحركة الإسلامية التي تفخر برؤساء ثلاث تعاقبوا على رئاستها، بينما ما زال غيرهم من الرؤساء في حركات وأحزاب إسلامية وعلمانية في الداخل والخارج، يجثمون على صدور اتباعهم حتى لكأنما هم صورة من صور النظام العربي البائس..

ما ادعت حركتنا أنها معصومة من الخطأ، ولا ادعى قادتها ذلك .. أقروا دائما بضعفهم، ورددوا دائما قول الفاروق رضي الله عنه : "رحم الله امرأ اهدى إلي عيوبي" .. لطالما سارعوا إلى الرجوع إلى الحق بعدما شخصت صورته، ورجعوا عن الخطأ إن اتضحت معالمه وثبت بطلانه ..

رَبَّتْ الحركة الإسلامية كوادرها على ان يكونوا أحرارا يدورون مع الحق حيث دار، وأن يقولوا الحق دون خوف او وجل وإن خلت من أهلها الدار، وان يقيسوا الرجال بالحق وليس الحق بالرجال، فميزانهم الحق لا ما قال فلان او علان مهما علا شأنه وبلغ قدره.

 

هذه حركتي الإسلامية التي افتخر بها، وهذه حركتي التي احب ان احيا واموت وانا ملتزم غرزها ومنتمٍ لطريقها، لأنها  ببساطة الطريق الذي رسمه الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم .

 

لأنها ببساطة الأصلُ وغيرها الفرع، ولأنها الامُّ الرؤوم وغيرها الابن عاقًّا كان او بارًّا، ولأنها المبتدأ والمنتهى وغيرها ما بين ذلك.

ولأنها دعوة لا شركة تجارية ، قادتها دعاة مصلحون لا تجارٌ في سوقِ نخاسةٍ على زينة الدنيا ولُعاعها يتكالبون ..

 

أولئك آبائي فَجِئني بمثلهم   إذا جمعتنا يا جرير المجامع

 

*** الرئيس السابق للحركة الإسلامية

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل