X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      18/04/2024 |    (توقيت القدس)

الثورة البلشفية وتجربة اليسار العربي

من : قسماوي نت
نشر : 14/11/2017 - 16:45
في عشرينيات القرن الماضي ظهرت الأحزاب الشيوعية العربية صدىً لما كان يجري من أحداث في موسكو.. اكتسبت زخمها بفضح ثوار البلاشفة يومها لاتفاقيات "سايكس بيكو" التي شكلت جزءا من العقلية العربية ونظرتها إلى تآمر بريطانيا وفرنسا في تقسيم العالم العربي يومها.
 
لكن لم يمر عقدان على ذلك حتى استفاق بعض الشيوعيين العرب على مؤامرة بلشفية جديدة، يوم أيدت موسكو قرار تقسيم فلسطين بين اليهود والعرب، وهو ما دفع قيادات شيوعية عربية للانشقاق احتجاجا على قرار موسكو.
 
 
ظلت أغلبية الشيوعيين العرب في رِكاب موسكو.. ومع مرور الوقت يقول اليساريون إنهم فوجئوا بإصرار موسكو على دعم الأنظمة المستبدة في العالم العربي من دمشق إلى بغداد وطرابلس الغرب  وغيرها.
 
وشكل التدخل السوري في لبنان عام 1976 بدعم من موسكو ضربة لليسار اللبناني كونه أحد المستهدفين من التدخل السوري، إذ فضلت موسكو نظام دمشق على أتباعها في بيروت.. واليوم تتضح الصورة أكثر بوقوف روسيا ضد ثورات الربيع العربي.
 
حلقة (2017/11/13) من برنامج "للقصة بقية" عرض الفيلم الوثائقي "اليسار العربي" وناقشته مع كل من اليساري السابق في الحزب الشيوعي السوري والباحث في المركز العربي سمير ميخائيل سعيفان، وعضو اللجنة المركزية السابق للحزب الشيوعي السوداني كمال الجزولي.
 
مركزية شديدة
يقول سعيفان إن طبيعة علاقة الأحزاب الشيوعية العربية بموسكو أخذت شكلا مركزيا ألقى بظلاله السلبية عليها، فكانت هذه الأحزاب تتبع موسكو بشكل مركزي شديد في مجمل القضايا العالمية وحتى القضايا المحلية.
 
ويضيف أن الأحزاب الشيوعية العربية اتبعت منطلقات للنظرية الشيوعية التي كان بعضها نتاجا أوروبيا، لذلك لم تكن هناك مرونة لتستوعب الأحزاب هذا الفكر وتعيد صياغته بما يتناسب مع كل بلد ومجتمع.
 
ويرى سعيفان أن الأحزاب الشيوعية العربية تباينت إلى حد ما، لكن كان هناك رأي عام وقناعة بأننا يجب أن نكون جيشا واحدا يخضع لمركز قيادي واحد لمواجهة إمبريالية لديها مركز واحد.
 
وأضاف أن تجربة الاتحاد السوفياتي عندما كان قائما كان الشيوعيون ينظرون إليها نظرات الإعجاب الدائم، فيما ينظر إليها الآخرون "بعين سوداء"، وعندما سقط الاتحاد السوفياتي أصبح هناك نوع من التشفي والهدم والإساءة للتجربة لأهداف سياسية.
 
واعتبر أن الأحزاب الشيوعية العربية أخطأت عندما تبعت موسكو بشكل عام في قضية تقسيم فلسطين، ولكن هناك الكثير من المواقف والسياسات لم تكن خاطئة كدعم حركات التحرر بشكل كبير.
 
تجربة مختلفة
من جهته، قال كمال الجزولي إن تجربة السودان بدأت بعد سنوات طويلة من تجربة الحزب الشيوعي اللبناني، وبدأت بالحلقات الماركسية الأولى في نهايات الحرب العالمية الثانية، ثم تكون الحزب الشيوعي السوداني في صيف عام 1946، وكان بعيدا عن الحركة الشيوعية العالمية بقيادة الاتحاد السوفياتي.
 
واعتبر أن المهم في الأمر أن البداية المختلفة عن الخط السوفياتي جعلت الشيوعيين السودانيين ينتبهون إلى أنه لا يمكن التعامل مع الحزب الشيوعي السوفياتي إلا من زاوية نظر نقدية، وهذا ما فعلوه.
 
وأوضح أن موقف الشيوعيين السودانيين بدأ منذ عام 1944 في الحلقات الماركسية الأولى بنقد لمسألتين في تجربة الحزب الشيوعي السوفياتي، أولها الموقف من حريات وسلامة الأفراد، والثانية كانت الموقف من الدين، لذلك انطبع تاريخ الحزب الشيوعي السوداني وتطوره تماما بالنضال من أجل الحريات والحقوق، "وهذا ما فهمناه من الديمقراطية".
المصدر : الجزيرة نت 
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل