X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      19/04/2024 |    (توقيت القدس)

تركيا وإسرائيل.. من سيصرخ أولا بلعبة عض الأصابع؟

من : قسماوي نت
نشر : 19/05/2018 - 16:42

 

بين أواخر أربعينيات القرن الماضي وأواسط العام 2018 مرت العلاقات التركية الإسرائيلية بمراحل ومحطات عديدة مدا وجزرا، حيث اتسمت في العقود السابقة بالقوة والتميز، في حين غلب عليها التوتر والاضطراب في السنوات الأخيرة.
 
وفي حين اعتبر عقد التسعينيات الفترة الذهبية في عمر هذه العلاقات توصف سنوات ما بعد أزمة سفينة مرمرة في العام 2010 بالفترة الأصعب والأسوأ في مسار هذه العلاقات ذات الأبعاد المعقدة والمتشابكة.

ورغم حرص الطرفين -وفق ما يبدو من مؤشرات ودلالات- على عدم وصول العلاقة بينهما إلى القطيعة النهائية فقد تدهورت العلاقات أكثر من مرة وانقطعت الأواصر الدبلوماسية والسياسية والعسكرية بينهما في أحيان عديدة وإن بقيت المبادلات التجارية ثابتة كأنها "شعرة معاوية" في تلك العلاقات المضطربة.

وبعد الزخم الذي شهدته العلاقة بين البلدين بعد اتفاق تطبيع في العام 2016 عادت العواصف العاتية لتضرب ذلك التقارب وتحيله إلى توتر على خلفية الأحداث الملتهبة في قطاع غزة والأراضي المحتلة بعد نقل السفارة الأميركية إلىالقدس وقتل قوات الاحتلال عشرات الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة على السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل، حيث تبادل الطرفان طرد الدبلوماسيين وتراشقا بالاتهامات.

أوراق ضغط متبادلة
وتوصف العلاقات التركية الإسرائيلية ذات الجذور الضاربة في القدم بالمعقدة والمتشابكة لاعتبارات كثيرة، ففي حين تدفعها الأحداث والتطورات الجارية خصوصا على مستوى القضية الفلسطينية وما ترتكبه إسرائيل من مجازر واعتداءات بحق الفلسطينيين إلى التوتر والتأزم وربما القطيعة المؤقتة من حين لآخر تقف مجموعة من الاعتبارات الأخرى ذات الطبيعة الجيوإستراتيجية دون انزلاقها إلى قطيعة نهائية شاملة وصراع مفتوح. 

 

 

 

رغم التصعيد السياسي والإعلامي وحتى الدبلوماسي التركي ضد إسرائيل نتيجة لحساسية القيادة التركية تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية القدس والأوضاع الإنسانية بقطاع غزة على نحو خاص، وفي ظل مزاج شعبي تركي غاضب وساخط على السياسات والاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين تبقى العلاقة بينهما محكومة بأبعاد واعتبارات أخرى لا يزال بعضها قائما.

ويشير الخبير في الشأن التركي سعيد الحاج في مقال سابق له إلى أن تركيا كانت في السابق تحتاج إسرائيل في عدة مجالات، منها التعاون الأمني وتطوير الأسلحة والصناعات الدفاعية في سنوات حكم العدالة والتنمية الأولى، وهي الحاجة التي تراجعت كثيرا مع مرور السنوات لكنها لم تنته تماما.

ويضيف أن هناك شعورا بالحاجة إلى العلاقات مع تل أبيب لعدة سياقات، أهمها دور الأخيرة المرغوب تركيا في ترطيب الأجواء مع واشنطن لتقليل دعمها المقدم للفصائل الكردية المسلحة في سوريا والمصنفة على قوائم الإرهاب التركية، والرغبة في دعم الجالية اليهودية الفاعلة في روسيا لمسار التقارب بين أنقرة وموسكو، والتعاون الاستخباري في ظل حالة السيولة السائدة بالمنطقة منذ فترة، ومحاولة حجز مكان لأنقرة في السيناريوهات التي ترسم لمستقبل المنطقة، فضلا عن الطموح بلعب دور المستورد والممر للغاز الطبيعي شرقي المتوسط الذي تخطط دولة الاحتلال لتصديره خلال سنوات.

ورغم أن تلك الاعتبارات وغيرها دفعت تركيا في السابق وربما تدفعها في اللاحق -وعلى الأقل في المستقبل القريب- إلى عدم الدخول في مواجهة مباشرة ومفتوحة مع إسرائيل فإن التوترات التي شهدتها العلاقة بين الطرفين على خلفيات عدة في السنوات الأخيرة عمقت أزمة الثقة بين الطرفين في ظل تضارب المواقف والعلائق والسياسات وتناقضها بشكل شبه كامل في المنطقة، وفي ظل اتجاه تركيا شرقا وتخففها من الاعتماد على الحلفاء الغربيين في السنوات الأخيرة.

حاجة إسرائيلية
ويجمع العديد من الكتاب والمحللين على أن حاجة إسرائيل إلى تركيا أكبر من حاجة الأخيرة إليها، ونتيجة لذلك تنازلت إسرائيل في العام 2016 "ورضخت" وفق تعبير البعض لمطالب تركيا بالاعتذار والتعويض لضحايا سفينة مرمرة كشرط لاستئناف العلاقة بينهما, 
يوم أمس كشف كبير المحللين في صحيفة يديعوت أحرونوت شمعون شيفر أن معظم النفط الذي يصل إسرائيل يتدفق عبر أنابيب تمر من تركيا. 

 

 


واعتبر شيفر -الذي تربطه علاقات قوية بصناع القرار في إسرائيل- أن هذا السبب كاف كي تمتنع القيادة الإسرائيلية عن تحطيم الأدوات في علاقاتها مع أنقرة وتصك على أسنانها وتواصل العلاقات مع تركيا رغم تهجمات رئيسها أردوغان على إسرائيل بسبب مجزرة غزة.

ونقل شيفر عن مسؤول إسرائيلي كبير لعب دورا في بناء العلاقات الإستراتيجية بين أنقرة وتل أبيب قوله إن العلاقات بين الجانبين وصلت إلى شفا الهاوية، وينصح الطرفين بعدم القفز.

وأشار في مقالة نشرها في يديعوت أحرونوت إلى أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل هي بمثابة ذخر إستراتيجي لكلتيهما في كافة المجالات الأمنية والاقتصادية والإقليمية.

ويشير آخرون إلى أن النخب الإسرائيلية تدرك أن تركيا دولة ذات حضور ونفوذ آخذ في التصاعد في منطقة الشرق الأوسط ولديها العديد من أوراق الضغط على إسرائيل ولذلك ليس من مصلحتها استفزاز تركيا بشكل مستمر ودفعها نحو خيار القطيعة معها.

ومع ذلك، فإن فجوة الثقة المتسعة بين الطرفين وتتالي الأزمات الدبلوماسية والسياسية بينهما وتعاظم مكانة ودور تركيا على مستوى العالم الإسلامي وتوتر علاقاتها مع المحور الغربي تنذر بمحطات توتر و"اشتباك" بين طرفين ينظران لبعضهما بكثير من الشك والريبة وبقليل من الود والثقة بغض النظر عن حجم المصالح تجارة وسياسة.

المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية

 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل