X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      25/04/2024 |    (توقيت القدس)

في رمضان - فكّر صحي وتَصرف صح/بقلم: عناق مواسي

من : قسماوي نت
نشر : 27/05/2018 - 14:33

تمضي الساعات الطوال بحرارتها والأيام بطولها وشهر رمضان الكريم يظللنا بفيئه، وها نحن نطوي الصفحة العاشرة من هذا الشهر الفضيل ونطوي ثلث المسافة الواصلة إلى فرحة الصائم في عيده. فيمتزجُ الصومُ بالصبرِ والتحّمل كجزءٍ من الجهاز التربوي القيمي في ال حياة التي تمشي كجدولٍ وتنساب فيها المياه وتصطدم أحيانًا بحجارة الوادي أو الصخور. 
رمضان شهرٌ يجمعنا كأفراد ويجمعنا كمجموعات حتى لو إختلفت أو تباينت بيننا القيم والأعراف. لكنه شهرٌ يعيد إلينا ما لم نستطع أن نوفره على مدار العام من تفرقةٍ وبُعدٍ، فيرمم جسور التواصل التي تصدّعت بما كسبت أيادي القاسين أو الظالمين فينزل التسامح مطراً يروي الأرض العطشى للمحبة والمناجية للخير. 
قبيل الاذان أو في ليلِ رمضان المقمر وفي لحظات السهادِ أطالعُ مواقع التواصل الاجتماعي فيزيدُ حجم الوجع على ما يشهده مجتمعنا العربي من حالاتٍ دامية من اعتداءاتٍ وقتلٍ وحوادث صعبة قاسية. 
من المؤلم أن نعد المصائب أرقاماً. وأن نتناول وجبة الإفطار فيما يتناولها آخرون وجبة وجعٍ حزينة ويشربون من كاس الدموع ليكسروا الصومَ بالصبر. 
يؤلمني أن نصل إلى هذا الوضع المتردي ونستمر فيه دون الخوض في التفاصيل التي آلت إلى هذا المآل ولكن هل يجب أن يقف بنا الحال إلى أن يتكئ الخدُ على الكوعِ؟ 
من خلال عملي وشغفي في عالم تطوير الصحة والذي لا أزال أتذوق من " رأس الملعقة "إلا أنني فعلاً وعلى يقين تامٍ أن التفكير الصحي هو ما يعيد التوازن لحياتنا الحلوة! فمن خلال التنوع الحضاري، فان مجتمعنا الشرقي ينعم بتفاصيل كثيرة تعزز من حياتنا الصحية لكن العولمة التي لم نعرف ان نطوعها لذواتنا أهلكتنا وزجتنا في خانات اليك والتجني على ذواتنا!
هل يعقل ان يستمر الوضع بهذا الشكل؟ أن يقودنا جسمنا الى العنف ونستمر بتناول موائد دسمة تزيد من تكدس السلبيات في بطوننا؟ أليست المعدة بيت الداء والدواء؟ 
فالاستجابة النفسية لنداءات الجسد هي أقوى أصوات الطبيعة التي تكاد توصل الشمس بالقمرِ، فلا شك أن الرابط الجسدي الحسي هو عروة وثقى أنعم بها الله علينا كي نستمر ونستمر بالأفضل. إن التغذية غير المتوازنة الغنية بالسكريات والافراط بها وشرب المشروبات المحلاة بالسكر واعتبار المعدة مستودع طوارئ كل الوقت كفيلٌ بأن يغيب الذهن عن الرشد، فالصيام صحة ورباطة الجأش قوة. ومن هنا يتضح قوة الرابط بين الجسد والنفس والسلوك وما ينجم عن ذلك.
فكروا معي .. 
هل فعلاً نفكر بشكل صحي؟! ونتصرف بشكل صح؟ 

لا تقتصر الصحة على التغذية وإن كانت هي العامود الفقري لاستمرار النوع بالبقاء. لكن هل نستمر لنكون أصحاء أقوياء طويلي عمر، أم نستمر لنعيش الأيام واهنة مريضة تجر أثواب الأدوية والمرض؟ فنكون عبئاً على ذواتنا وعلى من يعيشون معنا؟ هل نفكر للحظة ماذا نأكل؟ وكيف سنصبح يوماً ما؟ 
الصحةٌ أشمل وأجمل، هي تاج جمالٍ مرصعٌ بقيم أشمل منها لؤلؤة السلوك، الأخلاق، التغذية الصحيحة والماء والراحة البدنية والنفسية. 
التفكير الصحي هي إشارة التمهل قبل المضي قدماً في المسير، أن ننظر إلى من حولنا ونسمح بحق الأولوية دون أن يقودنا الاندفاع السلوكي الى مضامير العبث أو العصبية فالندم. 
التفكير الصحي هو القناعة بالشيء والقناعة بالكمية وضبط الذات وشهوة التعداد. 
التفكير الصحي هو جريان المياه في العروق لتنمو أجسامنا "خضراء " سليمة مزهرة في بساتين الحياة. 
بدلاً من ريها بمشروبات محلاة بالسكر أو غازية، سوائل تؤدي إلى إمطار حامضية فتصبح أجسامنا صفراء ذابلة مصفرة مكفهرة مما ينعكس مستقبلًا على سلوك غير منضبط أهوج وأليم. 
التفكير الصحي هو تفكير جمعي يلم الشمل ويرمم البعد فتناول الوجبات الجماعية يعزز روابط المحبة على مائدة الرحمن. 
التفكير الصحي هو ضبط الذات وضبط الهوى وضبط الكلمات وبالتالي فالسلوك حينها يسير في مساره الصح. 
هذا هو رمضان، رمضان بداية التغيير لنهج حياة أكثر صحي، هدية الله للبشرية سنوياً 
إذا ما فكرنا صحي وفكرنا بجد وفكرنا بأبداعٍ، حتماً ستصير حياتنا صح وسلوكنا صح.. 
ورمضان كريم وصحة

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل