X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      19/04/2024 |    (توقيت القدس)

ابن خاتمة الأنصاري .. أديب أطباء الأندلس .. تحدث عن الكورونا في عام 1328م

من : قسماوي نت - منقول من موقع قصة الاسلام
نشر : 04/04/2020 - 09:57

 

 

ابن خاتمة الأنصاري .. أديب أطباء الأندلس .. تحدث عن الكورونا في عام 1328م

ابن خاتمة الطبيب

شـهد ابن خاتمة ظهور وباء الطاعون الذي اجتاح الصين ومعظم أقطار قارَّة آسيا متجهًا إلى الغرب منها حتى وصل سواحل البحر المتوسط، واجتازه غربًا ووصل إلى سـواحل  الأندلس الشرقية عام (749هـ=1328م) وتغلغل في أرضها ومدنها، وقد كان ابن خاتمة يُسعف المرضى والمصابين به، ويُراقب بكل اهتمامٍ وعنايةٍ كيفيَّةَ انتشاره وانتقاله بين كلِّ شرائح المجتمع، ويُسجِّل مشاهداته وملاحظاته ممَّا أفاده في دراسة كيفيَّة انتشار هذا الوباء وأسباب هذا الانتشار، وقد اعتمد على هذه المشاهدات في تقرير نظريَّته عن هذا الوباء القاتل وسرعة انتشاره وأودعها في كتابه الطبي كتاب "تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد".

 

تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد

وهذا الكتاب يُعدُّ من أهمِّ مؤلَّفاته، صنَّفه سنة (749هـ=1348م)، إثر ظهور الطاعون بألمرية بالأندلس، ووضع له تعريفًا علميًّا لحقيقة هذا الوباء ويقول في صدد ذلك: "إنَّه حمَّى خبيثة دائمة عن سوء مزاج قلبي بسبب تغيير الهواء عن حالته الطبيعية إلى الحرارة والرطوبة، مهلكة في الغالب، يتبعها كرب وعرق غير عام، لا يعقب راحة ولا ترتفع عقبه حرارة، وقد يوجد لها فتور في اليوم التالي واضطراب في عامَّة الأوقات ثم تتزايد من بعد، وقد يتبعها تشنُّجٌ وبردٌ في الأطراف، وقيءٌ مراريٌّ سمج متواتر، وعطش، واختلاف سَحْج على ألوان، أو ثقل في الصدر وضيق في التنفس، ونفث في الدم، أو نخس في أحد الجانبين أو تحت النهدين مع التهاب، وعطش شديد، وسعال، وسواد في اللسان أو تورم في الحلق، واختناق مع امتناع الابتلاع أو عُسره، أو وجع في الرأس، أو سَدَر ودوار، وغثيان، وانطلاق فضول سمجة، وقد تتداخل بعض هذه الأعراض، وقد يكون ذلك مع نتوء عقد وطواعين تحت الإبط أو في الأرْبيَّتَيْن أو خلف الأذنين، أو فيما يلي هذه المواضع بوجعٍ متقدِّم في الموضع أو دونه، وقد تحدَّث قروح سود في مواضع الجسد وأكثر ذلك في الظهر والعنق، وقد تحدَّث في الأطراف".

ويقول في موضعٍ آخر عن أنَّ انتقال الطاعون يكون في العــدوى: "... وجدتُ بعد طول معاناة أنَّ المرء إذا ما لامس مريضًا أصابه الداء وظهرت عليه علاماته، فإن نزف الأول دمًا نزف الآخر، وإن ظهر في الأول ورم ظهر في الآخر -أيضًا- في المكان نفسه، وإن تكوَّنت قروحٌ سال منها قيح في الأول حصل للآخر مثله، وهذا سبيل انتقاله من المريض الثاني إلى الثالث"، ثم يستطرد ويقول: "... واعلم أنَّ سببه القريب غالبًا هو تغيير الهواء المحيط بالإنسان الذي فيه تنفسه، وهذا التغيير يكون في الكيف ويكون في الجوهر".

والكتاب مرتَّبٌ على عشر مسائلٍ، وهي: حقيقة وباء الطاعون والمعنى اللغوي والطبي، أسباب الوباء القريبة والبعيدة، ما باله خصَّ قومًا دون آخرين على قرب الجوار، ما ظهر من عدواه وهي أروع وأهم ما عالجه الكتاب، كيف التحفُّظ والاحتراز منه، ما علاجه إذا نزل، ما جاء عن الشرع فيه، ما معنى حديث النهي عن القدوم على أرضه أو الخروج عنها، ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم "لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ"، وأخيرًا كيف الجمع بين الحديثين.

ولهذا يُعدُّ هذا الكتاب أوَّل كتابٍ في علم الأوبئة، وأعمق ما كُتب عن الطاعون.

 

مؤلَّفات ابن خاتمة

كما لابن خاتمة مؤلَّفات أخرى غير كتابه "تحصيل غرض القاصد فى تفصيل المرض الوافد"، أهمها: "إلحاق العقل بالحس في الفرق بين الجنس وعلم الجنس"، و"مزية المرية على غيرها من المدن الأندلسية" في التاريخ، و"رائق التحلية في دقائق التورية" في الأدب، و"أبراد اللآل، من إنشاد الضوال" وهو معجم صغير لمفردات من اللغة وأسماء البلدان وغيرها، و"ريحانة من أدواح ونسمة من أرواح" وهو ديوان شعره

وفاة ابن خاتمة

ذكر ابن الجزري أن ابن خاتمة "تُوفِّي سنة ثمان أو سنة تسع وستين وسبعمائة (768 أو 769هـ)، وله نيف وسبعون سنة"، بينما ذكر التنبكتي أنَّ ابن خاتمة تُوفِّي في سابع شعبان عام 770هـ عن نحو ستِّين عامًا. والراجح أنَّ وفاته كانت (بعد 770هـ= بعد 1369م)؛ لأنَّ رسالة ابن الخطيب لابن خاتمة كانت في ثاني عشر شعبان سنة 770هـ.

 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل