X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      19/04/2024 |    (توقيت القدس)

لفلسطين رب يحميها ..بقلم : مهند صرصور .

من : قسماوي نت - بقلم : مهند صرصور .
نشر : 19/06/2020 - 12:00
 
لفلسطين رب يحميها ..
 
بقلم : مهند صرصور .
 
السيناريو الاكبر والذي من خلاله ستتحرّر فلسطين عبر جيش عربي عظيم ليس بالقريب ، ولا نرى ان ظروفه تتهيأ ، ولا شروطه تترتب ، ولا السيناريو الاصغر منه اقرب ، فلا نرى ان المقاومة ومع مرور عقود من الزمان عليها ، لا نراها تُحرز اي تقدم على ارض الواقع فرقعة المستوطنات ما زالت تتوسع ، وأعداد المستوطنين لا تزال تتزايد ، وعليه والى ان تصطف الجموع وتنقلب الموازين ، الا يمكن حقن الدم الفلسطيني ؟
 
ومن اجل ذلك ودون مواربة ولا مغالاة ولا مجاملة لأحد في دماء تسيل وارواح تُزهَق وفكر يُضلل ووطن يمزق ومستقبل يضيع ، لا بد من التنازل عن حل الدولتين ، وحل السلطة الفلسطينية ، كونها المعوق الاول امام النهوض الفلسطيني ، وفي اقلها تعمل كوكالة المحتل الداخلية ، وذريعته للتملص من مسؤوليته الدولية كمحتل ، وُجدت برغبته ولا تزال قائمة برغبته ، اختار رئيسها وحدد مهامها لتُنفذ اهواءه بايدي فلسطينية ، ولتمتص الغضب الداخلي ، وتعطي الفلسطيني الامل الواهم بالتحرر .
 
فالسلطة وبشكلها الحالي هي كيان غير شرعي ، مستبد ، لا يستمد وجوده من الشعب فلم تقم إنتخابات جماهيرية منذ سنين تحت ذرائع مختلفة ، يمارس سيطرته عبر القمع والتخويف ، يعتاش على المعونات والصدقات ، همه ليس شعبه ، وخير دليل على ذلك ان اي فلسطيني سيقبل ان يستبدلني ويستبدلك دون تردد ليعيش في ظل اسرائيل مستغنيا دون ان يرف جفنه عن الخدمات العباسية .
 
ولكن والاهم - لو فرضاً تحقق حل الدولتين ، وضمنت زمرة عباس دولة مستقلة معترف بها دوليا ، وضِمْن الظروف الحالية والمقومات المتوفرة ، هل سيعيش الفلسطيني بصورة افضل ؟ كلا ، فكل معوناتها توزع فقط على الاقربين ، وكل تاجر فلسطيني ينجح في تجارته يتقاسم الربح معه ابناء العائلة العباسية .. اذا لماذا هي السلطة ؟ ومن اجل ماذا إن لم تكن من اجل حياة افضل للفرد الفلسطيني ؟ ام انها مسميات فقط ، واشعار ومُغنيات لاغراض اخرى .
 
فسلطة فلسطينية على ارض اكثر او اقل لن تنهي القضية ، وزوالها لا يعني زوال فلسطين ، فلتُحل وليلقى كل الفراغ السياسي والمسؤوليات المعيشية على المحتل ، ليحقق حلمه من البحر الى النهر ولكن مصحوبا بواجباته الدولية كصاحب سيادة ، ليضم ما يشاء ويضيف الى المُضاف ما يريد ولكن ليتحمل مع ذلك تبعات ومصاريف كل الملايين السكانية ، ليسميها باي اسم كان سواء يهودية او صهيونية او ديمقراطية منقوصة فبكل الاحوال لن يستطيع ان يلغي الوجود الفلسطيني ولا ان يلقي بخمسة ملايين انسان في البحر .
 
وبرايي - ان حل السلطة العباسية وسيطرة إسرائيل سيقرب ويسرع الوصول الى الحل النهائي ، ويضعه وبقوة على طاولة الاحتمالات بعد ان تنكشف حدود الحل الجديد ، وتخبو لهفة المستوطن ، ويتقلص تهديد الوهم الوجودي الاسرائيلي ، وتطفو الاتفاقيات العربية اليهودية الحبلى بالتطبيع من جهة ، ومن الجهة الاخرى ستضطر اسرائيل للتعامل مع التكاثر الديمغرافي ، والأعباء الامنية غير المسبوقة ، والمتطلبات الاقتصادية التي لم تشهدها من قبل ، والموارد الضئيلة مقابل التضخم السكاني ، والمطالب الحقوقية التي سيرفعها ٧ ملايين وليس ٢ كما هو حال الداخل الفلسطيني .
 
فترة تحول واستيعاب لواقع جديد - على اقل تقدير - سيعيشها الفلسطيني تحت الحكم الحقوقي النسبي ، وستُحقن دماء شبابه ، وتحفظ اطراف اجسادهم ، سيعيش بصورة افضل مقارنه بحاله الآني خدماتيا ، وسينشغل بالحفاظ على تراثه المدثور ، وفكره المسروق ، ويصرف باله عن الانشغال بقوت يومه ، ويحول قوته من صراع البقاء الى انواع التجدد والابتكار المختلفة .
 
ولفلسطين رب يحميها ..
وللتحرر زمان يحتاج الى تجهيزات تُمهّدُ له ..
 
 
 
 
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل